العربية و MBC وأكذوبة موت يوتيوب

نشر موقع (العربية نت) مقالاً لأحد الأصدقاء عنوانه «برامج اليوتيوب بالسعودية في طريقها للنهاية»، لوهلة ظننته تقريراً إخبارياً يستند إلى حقائق وإحصاءات، نظراً لنشره في (العربية نت)، اتضح لاحقاً أنه مقال رأي بحت، لكنه أيضاً خالٍ من الحقائق والإحصاءات

نشر موقع (العربية نت) مقالاً لأحد الأصدقاء عنوانه «برامج اليوتيوب بالسعودية في طريقها للنهاية»، لوهلة ظننته تقريراً إخبارياً يستند إلى حقائق وإحصاءات، نظراً لنشره في (العربية نت)، اتضح لاحقاً أنه مقال رأي بحت، لكنه أيضاً خالٍ من الحقائق والإحصاءات

السبت - 08 مارس 2014

Sat - 08 Mar 2014



نشر موقع (العربية نت) مقالاً لأحد الأصدقاء عنوانه «برامج اليوتيوب بالسعودية في طريقها للنهاية»، لوهلة ظننته تقريراً إخبارياً يستند إلى حقائق وإحصاءات، نظراً لنشره في (العربية نت)، اتضح لاحقاً أنه مقال رأي بحت، لكنه أيضاً خالٍ من الحقائق والإحصاءات.

(موت البرامج التي تستحوذ على حصة كبيرة من المشاهدات - انقطاع رعاية برامج اليوتيوب بشكل عام - انهيار السوق الإعلانية التي يمثلها يوتيوب - استحواذ برنامج كييك (keek) على مكانة يوتيوب ...) قدر كبير من المجازفات في ذلك المقال دون أي أرقام أو مصادر، بل بأسلوب «حدثني أحدهم» فكل الآراء الشخصية للكاتب أحيلت على (يقول مراقبون) ونحوها مما جعل مصداقية المقال والغرض منه محل نظر، حيث إن الرأي الشخصي ينبغي أن يطرح بثبات وثقة دون التترس بالصيغة الإخبارية المراوغة.

إن توقف البرامج الكبرى القديمة أو تقطّعها لا يعني «قصم ظهر برامج يوتيوب في السعودية وتركها مجرد مقاطع ملَّها الناس» كما قال الكاتب، فقد ظهرت برامج جديدة نالت شهرةً وزخماً لا يقلان عن البرامج السابقة بدليل عدد المشاهدات، وهذا يقودنا للتفريق بين (موت البرامج الكبيرة القديمة) بسبب الخلل في التعاطي مع الرعاة والمعلنين وقلة الخبرة وضعف دعم يوتيوب نفسه للمستخدم السعودي، وبين (الحكم على برامج يوتيوب بالنهاية أو على الإعلان فيها بالفشل)، فـ (المراقبون) الحقيقيون يقولون إن دخل صاحب قناة اليوتيوب من الإعلانات المباشرة وغير المباشرة يمكن أن يبلغ 30 ألف ريال للمقطع إذا حقق مليون مشاهدة، وإحصاءات موقع يوتيوب نفسه تقول إن هناك 250 مليون مشاهدة في العالم العربي يومياً، منها 190 مليون مشاهدة من السعودية، وأن المستخدم السعودي يشاهد ثلاثة أضعاف ما يشاهده المستخدم الأمريكي، فأين مؤشرات الموت أو النهاية المزعومة أمام هذه الإحصاءات الموثقة؟إنها حرب بين مجموعة MBC التي نشرت المقال في ذراعها الإخباري (العربية) بعد استقطابها لبعض نجوم يوتيوب إلى برامجها؛ وبين سوق يوتيوب التي تهدد الإعلان في التلفاز والمواقع الالكترونية التابعة له، لا يهمني ذلك لأنني لست ضالعاً في أي برنامج تلفزيوني ولا يوتيوبي، لكنَّ نشرَ مقال - وهو مملوء بالمغالطات والمجازفات- خضوعاً للشاشة الفضية؛ هو بنظري إهانة المقال وقارئيه فضلاً عن كونه علامة يأس، إنني في الحقيقة لست منزعجاً من التجني على موقع يوتيوب، بل من التجني على موضوعية المقال.

[email protected]