تكريم خطاطي المراسم الملكية والعملات النقدية

على هامش فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، أقام الإيوان الثقافي أمس الأول أمسية تكريمية لرواد الخط العربي السعوديين الذين أفنوا حياتهم في نشر هذه الثقافة، وخدمة العديد من الجهات الحكومية والخاصة، قبل هجمة التقنيات الحديثة، التي أسهمت في ضمور هذا الفن الجمالي العريق

على هامش فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، أقام الإيوان الثقافي أمس الأول أمسية تكريمية لرواد الخط العربي السعوديين الذين أفنوا حياتهم في نشر هذه الثقافة، وخدمة العديد من الجهات الحكومية والخاصة، قبل هجمة التقنيات الحديثة، التي أسهمت في ضمور هذا الفن الجمالي العريق

الجمعة - 07 مارس 2014

Fri - 07 Mar 2014



على هامش فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، أقام الإيوان الثقافي أمس الأول أمسية تكريمية لرواد الخط العربي السعوديين الذين أفنوا حياتهم في نشر هذه الثقافة، وخدمة العديد من الجهات الحكومية والخاصة، قبل هجمة التقنيات الحديثة، التي أسهمت في ضمور هذا الفن الجمالي العريق.

تحدث في أمسية الإيوان، الذي يشرف عليه الشاعر محمد عابس، الخطاط جمال الربيعة متناولا بداياته مع الخط، التي بدأت على هوامش الكتب التي كان يدرسها في مراحل تعليمه الأساسي، وبعد أن برع في هذا الفن، أدخل الخط الكوفي كمقرر بمنهج التربية الفنية في تدريسه للطلاب، وقد عرّج الربيعة على أنواع الخط الكوفي الذي ينسب إلى مدينة الكوفة.

من جانبه، قال الخطاط عبدالرزاق خوجة، الذي تعاون مع مؤسسة النقد العربي السعودي في كتابة العملات، إنه حين كان في المرحلة الابتدائية يرى اللوحات الكبيرة في الشوارع، ويتمنى أن يكون اسمه يوما موقعا تحت أي لوحة تحمل خطا جميلا، وذكر أنه في 1961، إبان دراسته للمرحلة المتوسطة، عمل بصحيفة الندوة خطاطا للعناوين الرئيسة، مضيفا أنه أخذ عدة نسخ من الصحيفة ليتباهى بها أمام زملائه، ويشير خوجة إلى أنه في 1975 كان هناك توجيه بتغيير العملات النقدية المحلية، فتم اختياره للكتابة على العملات الورقية والمعدنية، ويتذكر كيف كانت سعادته البالغة وفخره الكبير خصوصا بعد أن أذيع اسمه ضمن النشرة الدولية التي تبرز أحدث العملات النقدية.

الخطاط عبدالله الصانع، الذي درس الفنون الجميلة في إيطاليا، ونشأ في عائلة فنية تحب الخط وتجيده، أقام أهم معرض في حياته، كما يقول، وهو معرض رسول الرحمة الإنسانية، الذي أسهم في التقارب بين الفنون الإسلامية والفنون العالمية الأخرى.

الصانع، خطاط المراسم الملكية، كما يسميه مجايلوه، من أوائل الخطاطين السعوديين الذين درسوا قواعد الخط العربي في بغداد، حيث حصل على درجة التميز من هناك، ليتم طلبه بعد ذلك كخطاط في المراسم الملكية، حيث كان يكتب الخطابات الرسمية للملك خالد والملك فهد، رحمهما الله، كما خط الأختام الرسمية للأمير نايف، رحمه الله.

ومن حي الشميسي، ومن مدرسة بلال بن رباح تحديدا، خرج الخطاط ناصر الميمون إلى آفاق الخط العربي وجمالياته المتعددة، كان يقف يوميا أمام لوحة المدرسة التي كُتبت بخط الثلث من قبل خطاط وزارة المعارف آنذاك الفنان محمد حلمي، وخط الثلث كما يصفه الميمون، كالأسد جميل صعب الترويض، وهو من أصعب الخطوط العربية.

والجميل في تجربة الميمون، أنه لم يتعلم الخط في معاهد أو مدارس لعدم توفرها أصلا، ولكنه بدأ بمحاكاة أشهر الخطاطين، ومنهم كبير الخطاطين العرب، محمد هاشم البغدادي، وقد حصل الميمون على عدة جوائز منها أربع عالمية من العراق وباكستان وتركيا وإيران، وكل ذلك، كما يقول، بمجهود شخصي وعمل عصامي دؤوب.

وشهدت أمسية الإيوان، التي أدارها الكاتب فاضل العماني، عدة مداخلات أجاب عليها المكرمون بحضور نخبة من المثقفين والمثقفات الذين يحرصون على حضور هذه الأمسيات التي تقام بشكل حميمي بعيدا عن الترتيبات الرسمية.