نجران موروث ثقافي يحترم الآخر
التسامح واحترام الآخر كائن يمشي بين الناس في نجران وواقع يعيشه أكثر من 760 ألف نسمة في كل مدينة أو بلدة أو هجرة على امتداد مساحتها التي تقدر بأكثر من 350 ألف كلم مربع تقريبا، ويحفظ لنجران كثير من السير والأخبار التي تجسد معاني التسامح والتعايش السلمي وسط أهلها رغم اختلافاتهم المذهبية، فهم متفقون ومجتمعون على أرض نجران «أرضا للمحبة والتسامح والتصافي».
التسامح واحترام الآخر كائن يمشي بين الناس في نجران وواقع يعيشه أكثر من 760 ألف نسمة في كل مدينة أو بلدة أو هجرة على امتداد مساحتها التي تقدر بأكثر من 350 ألف كلم مربع تقريبا، ويحفظ لنجران كثير من السير والأخبار التي تجسد معاني التسامح والتعايش السلمي وسط أهلها رغم اختلافاتهم المذهبية، فهم متفقون ومجتمعون على أرض نجران «أرضا للمحبة والتسامح والتصافي».
الجمعة - 07 مارس 2014
Fri - 07 Mar 2014
التسامح واحترام الآخر كائن يمشي بين الناس في نجران وواقع يعيشه أكثر من 760 ألف نسمة في كل مدينة أو بلدة أو هجرة على امتداد مساحتها التي تقدر بأكثر من 350 ألف كلم مربع تقريبا، ويحفظ لنجران كثير من السير والأخبار التي تجسد معاني التسامح والتعايش السلمي وسط أهلها رغم اختلافاتهم المذهبية، فهم متفقون ومجتمعون على أرض نجران «أرضا للمحبة والتسامح والتصافي».
وتسكن نجران أطياف متعددة، يتبعون للمذاهب الإسماعيلي والسني والزيدي، ويمارس الجميع العبادات بحرية مطلقة.
ويدوّن التأريخ منذ العصور القديمة حتى الوقت الحاضر أن قبائل «يام» و»همدان» هم السكان الأصليون لمنطقة نجران وعاشوا في المنطقة من قبل ظهور الإسلام حتى العهد الحالي ويتفرع منهما عدة أقسام:من يام (مذكر وجشم) وينقسم مذكر إلى (آل فاطمة ومواجد)، بينما جشم ينقسم إلى (بني ذهل وبني سلمان)، ويندرج تحت كل قسم عشرات القبائل التي بدورها تتقسم إلى فخوذ ثم إلى (لحيم) جمع لحمة بمعنى عائلة.
ويدخل مع يام بالتحالف (أولاد عبدالله وهم آل عباس من وايلة وبعض أفخاذ وادعة)، ويجمـع قبائـل نجـران الجد الأكبر همدان.
وتطورت ثقافة يام وهمدان مع مرور الوقت وسط خصوصية تبقى ثابتة للانتماء الديني للمذهب الإسماعيلي بقبول الآخر والعيش دون تناحر أو تفرقة معه.
وقد لعبت العادات والتقاليد والموروثات الشعبية دورا كبيرا في نشر ثقافة السلام والتسامح وسط أهل نجران، وكانت واحدة من ممسكات الوحدة والترابط للمجتمع النجراني، ولا يزال لقانون العرف القبلي سطوته ومكانته عند القبائل النجرانية منذ آلاف السنين، والجميع يلتزم به ويشكل درعا واقيا وصمام أمان للنسيج الاجتماعي في نجران ورادعا للشباب المنفلت أينما وجد في المنطقة.
والعرف القبلي ينعكس على الحياة العامة ويعطي للإنسان حقوقه وواجباته الاجتماعية ويكون مراقبا ذاتيا خاصا على تصرفات الفرد بتذكيره بالاتزان وإعطاء الحقوق والواجبات والتوقف عن إيذاء أي شخص كان لأي سبب، لأن العرف القبلي المرتبط بالعادات يكون بالمرصاد للعابث أو المتلون بالتعامل واستخدام أي وسيلة خارجة عن القانون والأدب واحترام المجتمع.
كما أن للفنون والتراثيات قيمة كبيرة في تعزيز التسامح وترسيخ مفهوم قبول الآخر من خلال الأناشيد والألحان التي تعزز هذا التوجه الحضاري بما يجعله قيمة إنسانية تضاف لقيم الإنسان النجراني المشهود له بالكرم والجود.
ولأهل نجران تأريخ زاخر جعلهم يعضون على مشاعر الوحدة بينهم بالنواجذ؛ فقبل 2500 كانت نجران البوابة الجنوبية لجزيرة العرب تجاريا، وتمر بها القوافل.
وسجل الداخلون إليها كتاباتهم برسومات ونقوش بأماكن متفرقة لتصبح إرثا تاريخيا ومقصدا لكل باحث وزائر، وفيها مدينة الأخدود الأثرية وبها قصة «أصحاب الأخدود التي تحدث عنها القرآن الكريم، مما يؤكد على أن التعايش وسط الاختلافات المذهبية بالمنطقة رسخ منذ آلاف السنين.
«استطاع ابن نجران المحافظة على احترام الآخر وتقبله لأنه استطاع أن يحافظ على موروثه الثقافي المدعوم في كل مكان وزمان بمعتقد ثابت، وهو المحور المركزي الذي تستمد منه ثقافته قوتها وقدرتها على مواجهة الصعاب، هذا المزيج الاجتماعي الروحي يمتزج في الإنسان ذاته عندما يعيشه فيصبح لديه مبدأ تدور حوله قيمه وضوابط سلوكه وأخلاقه ومعاملاته.»
زيد آل شويل