ذيب الجبرين

التفكير المنغلق وخطورته!

الاثنين - 15 ديسمبر 2025

Mon - 15 Dec 2025

يعد التفكير المنغلق من أكثر العوائق التي تكبل العقل وتحد من قدرة الإنسان على النمو والتطور. فالعقل المنغلق يرفض المعلومة قبل أن يفحصها، ويعارض الفكرة لمجرد أنها تختلف عن مألوفه، مما يجعل صاحبه أسيرا لحدود ضيقة رسمها لنفسه أو رسمها له الآخرون.

أولى درجات الخطورة لهذا التفكير أنه يمنع الإنسان من رؤية الصورة الكاملة، فيفسر الأحداث من زاوية واحدة ضيقة! ويصدر أحكاما غير دقيقة، وقد يتبنى مواقف متشددة لا تقوم على فهم أو إدراك واسع أو تحليل واقعي. ومع مرور الوقت، يتحول ضيق التفكير إلى حاجز يمنع صاحبه من التطور والتعلم واكتساب خبرات جديدة، فيفوت الكثير من الفرص الشخصية والمهنية وبناء العلاقات.

كما يؤثر ضيق التفكير في العلاقات الاجتماعية، إذ يجعل الحوار مع الإنسان صعبا والتفاهم معه مستحيلا، وأدنى سبب يكفي لتفجير الخلافات. فالشخص الذي لا يتقبل الاختلاف يعيش في دائرة من النزاعات وسوء الفهم، بينما تنمو المجتمعات الصحية على التنوع وتبادل الآراء.

التفكير الواسع ليس مجرد مهارة عقلية، بل هو أسلوب حياة يفتح الأبواب أمام الإبداع، ويعزز التسامح، ويمنح الإنسان القدرة على اتخاذ قرارات صائبة ورشيدة في كثير من الأحيان. لذلك، فإن توسيع الأفق والإنصات للآخرين وتقبل الاختلاف خطوات أساسية نحو عقل ناضج ومجتمع أكثر وعيا.