منصة "إكس" تكتب نهاية فيلم "صناع الفتن"
الأربعاء - 10 ديسمبر 2025
Wed - 10 Dec 2025
لم تكن خطوة منصة إكس بإظهار الدولة التي يدار منها الحساب مجرد تحديث تقني عابر، بل كان انهيارا كاملا لمنظومة سوداء عملت لسنوات طويلة على زرع الفتن، فجأة سقطت الأقنعة عن آلاف الحسابات التي كانت تتظاهر بالانتماء، أو حسابات اختبأت تحت شعارات الغيرة القبلية، بينما هي في الحقيقة خناجر الكترونية، أيقظت أسئلة كانت مطموسة لسنوات حول الحملات المنظمة ضد بعض الدول وعلى رأسها السعودية، لم يكن أحد يتخيل أن تحديثا صغيرا على المنصة سيقلب الطاولة على رؤوس آلاف الحسابات التي عاشت لسنوات تحرض وتفبرك وتفتعل صراعات قبلية، لكن الحقيقة ظهرت دفعة واحدة وبقسوة، لسنوات طويلة كان الجدل يظهر وكأنه ينبع من الداخل، أو من عرب يمارسون حقهم في النقد، لكن ظهور موقع الحساب غير الصورة تماما، فالكثير من تلك الحسابات التي تبنت خطابات كراهية أو تحريض أو هجوم، ظهرت أنها تدار من دول بعيدة بعضها غربا وبعضها شرقا، لقد كشف التحديث عن أمر طالما حذر منه المختصون، وهو أن جزءا من الحروب الحديثة يدور على منصات التواصل، وأن تكوين الرأي العام لم يعد معتمدا على السياق المحلي وحده، بل على غرف عمليات افتراضية تدار من خارج الحدود، مستخدمة لغة عربية مصنوعة بعناية لتبدو وكأنها صوت الشارع.
ما ظهر دل بوضوح على حجم التلاعب الذي كانت تتعرض له القضايا، وكيف كانت بعض الأطراف تستثمر ذلك في صناعة صورة سلبية عن الدول أو الشعوب، أو محاولة خلق احتقان اجتماعي لا وجود له في الواقع، عشرات الحسابات ظهرت تدار من دول بعيدة، بعضها لا يعرف شيئا عن جغرافيا الخليج، كانت تتسلل إلى النقاش الخليجي وكذلك العربي مثل السم البطيء، بعضها يتحدث باسم قبيلة، أو يهاجم قبيلة أو دولة أخرى، أو يعيد فتح ملفات قديمة، ويبني عليها روايات متخيلة، ثم يلقيها في الفضاء الرقمي، لتشتعل بين المستخدمين من كل الدول مشادات ومشاحنات لا أصل لها.
تلك اللجان كانت تعرف أين تضرب الحدود شديدة الحساسية في المجتمع المترابط، لكن المجتمع النبيل لم يستجب لأي إساءة تمس جذوره، لم تكن تلك الحملات عفوية أبدا، بل موجهة ومصنوعة، هدفها واضح وهو ضرب وحدة المجتمعات، وتشويه استقرارها، وتشتيت انتباهها عن مسيرات التنمية، إنها الحرب الحديثة لا تحتاج إلى دبابة، بل إلى هاتف رخيص وحساب مجهول، مشروع كامل طويل المدى يعمل في الظل يعتبر تفكيك المجتمعات العربية هدفا، حرب يستبدل فيها الرصاص بالكلمات، وتستبدل الجيوش بجيوش الكترونية لا تعرف الشرف ولا الأخلاق، حسابات تتصنع اللهجات، وتنشر الأكاذيب بدقة مدروسة، وتعيد تدوير الجمل والشتائم نفسها لإشعال الناس ضد بعضهم بعضا.
بعد تفعيل هذه الميزة، انكشفت فجأة طبيعة كثير من الأصوات السامة التي كانت تتخذ من المنصة ساحة لتوجيه الاتهامات وإثارة الفتن، لقد جاءت هذه الخطوة لتقول شيئا واضحا، إن الوعي الرقمي أصبح ضرورة وطنية، فكما تحمي الدول حدودها البرية والبحرية، عليها أن تحمي فضاءها السيبراني، وأن تنبه مواطنيها إلى أن المعارك الحقيقية اليوم لم تعد تخاض بالسلاح فقط، بل بالكلمات، وبخوارزميات مجهولة، وبحسابات تتخفى خلف صور وهمية.
كشف مواقع الحسابات لم يكن مجرد فضيحة تقنية، بل صفعة مدوية لكل من كان يظن أن النقاشات الساخنة تمثل رأيا شعبيا، لقد تغير المشهد، أصبح الناس الآن يعرفون من أين يأتي الصوت، وما الغرض منه، وأي يد تقف خلفه، لقد خسر المحرضون سلاحهم الأكبر وهو التخفي، وحين يفقد صاحب الفتنة قناع الهوية، يفقد قوته كلها، لقد انتهت اللعبة وكتبت نهاية فيلم الفتنة، كان السقوط مدويا وتاريخيا لأكبر عملية هندسة لحقن الرأي العام وشحن الدول العربية عامة والسعودية بصفة خاصة.
لقد كان الهدف ضرب أقوى ما تمتلكه السعودية وهو تماسكها الاجتماعي لكنه فشل، فالسعودية لم تتأثر بهذه الحملات، لأنها ببساطة أقوى وأعمق بكثير مما يتصور خصومها، والأهم أن المجتمع السعودي اليوم أصبح أكثر وعيا، وأكثر إدراكا لطبيعة الحرب التي تشن عليه، أصبح يعرف السم الذي يأتي في هيئة كلمة، وما كشفته منصة إكس لم يكن مجرد معلومة بل كان دفنا لمرحلة كاملة من التضليل، وسقوطا مدويا لكل من اعتقد أن بإمكانه زعزعة الدول عبر تغريدة مجهولة، الآن الحقيقة أصبحت لا تحتاج إلى ضجيج كي تظهر، يكفي فقط أن يرفع الغطاء، ليبدو المشهد على حقيقته، واضحا، جليا، بلا أقنعة.
NevenAbbass@
ما ظهر دل بوضوح على حجم التلاعب الذي كانت تتعرض له القضايا، وكيف كانت بعض الأطراف تستثمر ذلك في صناعة صورة سلبية عن الدول أو الشعوب، أو محاولة خلق احتقان اجتماعي لا وجود له في الواقع، عشرات الحسابات ظهرت تدار من دول بعيدة، بعضها لا يعرف شيئا عن جغرافيا الخليج، كانت تتسلل إلى النقاش الخليجي وكذلك العربي مثل السم البطيء، بعضها يتحدث باسم قبيلة، أو يهاجم قبيلة أو دولة أخرى، أو يعيد فتح ملفات قديمة، ويبني عليها روايات متخيلة، ثم يلقيها في الفضاء الرقمي، لتشتعل بين المستخدمين من كل الدول مشادات ومشاحنات لا أصل لها.
تلك اللجان كانت تعرف أين تضرب الحدود شديدة الحساسية في المجتمع المترابط، لكن المجتمع النبيل لم يستجب لأي إساءة تمس جذوره، لم تكن تلك الحملات عفوية أبدا، بل موجهة ومصنوعة، هدفها واضح وهو ضرب وحدة المجتمعات، وتشويه استقرارها، وتشتيت انتباهها عن مسيرات التنمية، إنها الحرب الحديثة لا تحتاج إلى دبابة، بل إلى هاتف رخيص وحساب مجهول، مشروع كامل طويل المدى يعمل في الظل يعتبر تفكيك المجتمعات العربية هدفا، حرب يستبدل فيها الرصاص بالكلمات، وتستبدل الجيوش بجيوش الكترونية لا تعرف الشرف ولا الأخلاق، حسابات تتصنع اللهجات، وتنشر الأكاذيب بدقة مدروسة، وتعيد تدوير الجمل والشتائم نفسها لإشعال الناس ضد بعضهم بعضا.
بعد تفعيل هذه الميزة، انكشفت فجأة طبيعة كثير من الأصوات السامة التي كانت تتخذ من المنصة ساحة لتوجيه الاتهامات وإثارة الفتن، لقد جاءت هذه الخطوة لتقول شيئا واضحا، إن الوعي الرقمي أصبح ضرورة وطنية، فكما تحمي الدول حدودها البرية والبحرية، عليها أن تحمي فضاءها السيبراني، وأن تنبه مواطنيها إلى أن المعارك الحقيقية اليوم لم تعد تخاض بالسلاح فقط، بل بالكلمات، وبخوارزميات مجهولة، وبحسابات تتخفى خلف صور وهمية.
كشف مواقع الحسابات لم يكن مجرد فضيحة تقنية، بل صفعة مدوية لكل من كان يظن أن النقاشات الساخنة تمثل رأيا شعبيا، لقد تغير المشهد، أصبح الناس الآن يعرفون من أين يأتي الصوت، وما الغرض منه، وأي يد تقف خلفه، لقد خسر المحرضون سلاحهم الأكبر وهو التخفي، وحين يفقد صاحب الفتنة قناع الهوية، يفقد قوته كلها، لقد انتهت اللعبة وكتبت نهاية فيلم الفتنة، كان السقوط مدويا وتاريخيا لأكبر عملية هندسة لحقن الرأي العام وشحن الدول العربية عامة والسعودية بصفة خاصة.
لقد كان الهدف ضرب أقوى ما تمتلكه السعودية وهو تماسكها الاجتماعي لكنه فشل، فالسعودية لم تتأثر بهذه الحملات، لأنها ببساطة أقوى وأعمق بكثير مما يتصور خصومها، والأهم أن المجتمع السعودي اليوم أصبح أكثر وعيا، وأكثر إدراكا لطبيعة الحرب التي تشن عليه، أصبح يعرف السم الذي يأتي في هيئة كلمة، وما كشفته منصة إكس لم يكن مجرد معلومة بل كان دفنا لمرحلة كاملة من التضليل، وسقوطا مدويا لكل من اعتقد أن بإمكانه زعزعة الدول عبر تغريدة مجهولة، الآن الحقيقة أصبحت لا تحتاج إلى ضجيج كي تظهر، يكفي فقط أن يرفع الغطاء، ليبدو المشهد على حقيقته، واضحا، جليا، بلا أقنعة.
NevenAbbass@