بيضة دجاجة أم سمكة..!
الخميس - 30 أكتوبر 2025
Thu - 30 Oct 2025
ترتسم ابتسامة رضا عظيمة على شفاهي كلما قرأت أو سمعت عن قرار يكون لصالح الفئة المستضعفة من القراء والمشاهدين، الذين لا حول لهم ولا قوة إلا بتلقي ما يبث على قنوات التواصل والإعلام، خاصة عندما يكون هذا القرار يحمل في يديه لافتة مكتوب عليها «قف هذا حدك الأخير لقد تجاوزت بما فيه الكفاية أتعبت العديد ممن حولك باختلاف أعمارهم وفئاتهم.. قف لا مكان لتفاهاتك اليوم».
قد يبدو ما ذكرته يحمل نوعا من القسوة أو الإجحاف بحق أحدهم.. في الحقيقة إن ما كان يحدث في فوضى التواصل الاجتماعي هو ما دعاني لقولي هذا، ليس بالضرورة أن أكون ممن انساقوا خلف عشة الدجاج التي أحدث سكانها زوبعة لمجرد أن أحد الفراخ قد وضعت بيضة لا تزيد قيمتها عن ريالين إن لم تكن أقل، إنما عشيرة الدجاج كانت تؤمن بقاعدة (الصيت ولا الغنى) فلا بد وأن تلك البيضة سيكون لها شأن لا محالة بعد كل ذلك الصخب الذي صاحب وصولها، قد تذهب إلى بيت عائلة ذات شأن كبير.. وتحقق أحلامها التي رسمتها منذ كانت في بطن أمها، إنما الأمر ليس مؤكدا، فهو يقع ضمن مجموعة من الاحتمالات ولا ينالها في الأخير إلا تلك الزوبعة المتكررة مع كل بيضة تحضر للدنيا.. في النهاية كل ظاهرة ولها وقت وتخمد إن لم يكن من تلقاء نفسها فبظاهرة أكبر منها أو بقوة تفوقها.. «المهم محد يتعور».
قد يثير حديثي متاجر البيض، وأصحاب مزارع الدواجن، أو حتى أخصائي التغذية الذين أغرقوا مساحات التواصل الاجتماعي بدورهم، إلا أن (الشهادة لله) لهم الفضل في التعديل من مساراتنا الغذائية الخاطئة وجعلنا نتفهم ما تحتاجه أجسامنا وما هو فائض عليها.. الجيد منهم فقط هذا للعلم وعليك الانتقاء.
على النقيض تماما فهناك من يميل إلى الكافيار أو بيض السمك، وقد يكون آخر يرى فيه إزعاجا لذائقته، إنما هذا الرأي أيضا لا ينفي فترة الهدوء التي تصاحب حضور المنتج الفاخر الذي يباع وكأنه قطعة ذهبية لا ينالها إلا الصفوة، فالسمكة ذلك الكائن الانسيابي الذي عبر عن نفسه في رشاقة راقصات الباليه.. لا يحتاج الإعلان عن وصول بيضاته لعلمه أنها تساوي الكثير، وأنها ستكون متواجدة في فاترينات أنيقة تنتظر الفئة النخبوية التي ستشتريها.
هذا حالنا في العمل أو الطريق أو حتى داخل منازلنا.. البعض منا يحب زوبعة الدجاج ليعبر عن إنجازه حتى لو لم يكن إنجازا في حقيقته، والآخر يترك لإنجازاته أن تتحدث عنه بعد أن توضع على الفاترينا بعناية، قد يكون الأول أسرع في الوصول.. إنما لن يكون وصوله كاملا مهما أحدث من فوضى حوله، فالفوضى لا تدوم.. لم العجلة هناك متسع من الوقت..! واسأل ربات البيوت عن الطبخ على نار هادئة.
بالمناسبة أحب بيض الدجاج وبيض السمك ولا أتحسس من أيهما.
eman_bajunaid@