إجماع عربي وإسلامي على إدانة العدوان الإسرائيلي ومطالب بمراجعة أدوات العمل المشترك لمواجهة خطر حكومة تل أبيب المتطرفة

الثلاثاء - 16 سبتمبر 2025

Tue - 16 Sep 2025

انطلقت في العاصمة القطرية الدوحة أمس، أعمال الدورة الاستثنائية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والقمة العربية الإسلامية الطارئة، بحضور قادة دول مجلس التعاون والدول العربية والإسلامية.

ويجسد انعقاد القمة وحدة الدول العربية والإسلامية في الوقوف مع دولة قطر، ومواقفها الثابتة حيال حماية سيادتها وأمنها الجماعي، واستعدادها لبذل كل ما يلزم للدفاع عن أوطانها والمحافظة على أمنها واستقرارها.

ورأس وفد المملكة في القمة الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

وفي بداية الجلسة شدد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر في كلمته على ضرورة عدم الاكتفاء بعقد قمة طارئة، بل اتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة حالة جنون القوة والغطرسة وهوس التعطش للدماء التي أصيبت بها حكومة الاحتلال الإسرائيلية.

وقال في كلمته التي ألقاها بحضور قادة ورؤساء وفود الدول العربية والإسلامية «إن ما نجم وينجم عنها الإصرار على مواصلة حرب الإبادة والتهجير وتوسيع الاستيطان في فلسطين، والتدخل السافر في سيادة الدول العربية، والعدوان الغادر على بلدي الآمن صانع السلام، الذي كرس دبلوماسيته لحل الصراعات بالطرق السلمية ويلقى على ذلك التقدير والاحترام في كل مكان».

وأضاف «لقد تعرضت الدوحة التي تنعقد فيها هذه القمة إلى اعتداء غادر استهدف خلاله حي سكني يضم مدارس وبعثات دبلوماسية، وسقط جراء هذا العدوان 6 شهداء من ضمنهم مواطن قطري يخدم في قوات الأمن الداخلي، وأصيب 18 شخصا بجراح»، مشيرا إلى أن العالم كله صدم، ليس لأن هذا العدوان انتهاك سافر وخطير لسيادة دولة، ودوس على المواثيق والأعراف الدولية فحسب، بل أيضا بسبب الظروف الخاصة المحيطة بهذا العمل الإرهابي الجبان».

وتابع أمير قطر في كلمته أن بلاده التي تبعد آلاف الأميال عن المكان الذي انطلقت منه الطائرات المعتدية هي دولة وساطة، تبذل منذ عامين جهودا مضنية من أجل التوصل إلى تسوية توقف الحرب القاتلة المدمرة التي تشنّ على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، التي تحولت منذ مدة إلى حرب إبادة، وقد أنجزت الوساطة فعلا بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة الأمريكية تحرير 135 من الرهائن في مقابل هدنتين في عامي 2023 و2025 وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، لكن إسرائيل واصلت الحرب.

وقال «إذا كان وقف الحرب هو ثمن تحرير رهائنه، فهو لا يريدهم»، مؤكدا أن ما يريده فعلا هو جعل غزة غير صالحة للعيش الإنساني تمهيدا لتهجير سكانها، وإنه يؤمن بما يسمى أرض إسرائيل الكاملة أو الكبرى، ويستغل فرصة الحرب لتوسيع المستوطنات وتغيير الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف، والتضييق على السكان في الضفة الغربية ويخطط لعمليات ضم أجزاء منها».

وأضاف «تعتقد حكومة إسرائيل أنها تضع العرب أمام وقائع جاهزة في كل مرة، ثم تتبعها بوقائع جديدة فينسون الجاهزة، ويفاوضون على الجديد».

وأشار إلى أن إسرائيل تدعي أنها ديمقراطية محاطة بالأعداء، وهي في الحقيقة تبني نظام احتلال وفصل عنصري معاد لمحيطه، وتشن حرب إبادة ارتكب خلالها من الجرائم ما لا يعرف الخطوط الحمراء؛ ويعلن رئيس حكومتها منذ أيام أنه منع قيام دولة فلسطينية، وأن دولة كهذه لن تقوم مستقبلا، ويناصب السلطة الفلسطينية العداء، وهو يعارض الاتفاقيات التي نشأت هذه السلطة بموجبها.

وقال الأمير تميم بن حمد آل ثاني: لو قبلت إسرائيل بمبادرة السلام العربية لوفرت على المنطقة وعلى نفسها ما لا يحصى من المآسي، ولكنها لا ترفض السلام مع محيطها فحسب، بل تريد أن تفرض عليه إرادتها، وكل من يعترض على ذلك هو في دعايتها الكاذبة، التي لم يعد أحد يصدقها، إما إرهابي أو معاد للسامية، في حين تمارس حكومة المتطرفين في إسرائيل سياسات إرهابية وعنصرية في الوقت نفسه.

وأكد في ختام كلمته أن بلاده عازمة على فعل كل ما يلزم، ويتيحه القانون الدولي للحفاظ على السيادة ومواجهة هذا العدوان الإسرائيلي.

من جهته، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أن الحكومة الإسرائيلية تتمادى في هيمنتها، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي سمح لها أن تكون فوق القانون، داعيا دول العالم العربي والإسلامي إلى مراجعة كل أدوات العمل المشترك لمواجهة خطر الحكومة الإسرائيلية المتطرفة.

وأوضح أن الهجوم على سيادة دولة قطر دليل على أن التهديد الإسرائيلي ليس له حدود، مشددا على أن الرد يجب أن يكون واضحا ورادعا.

وقدم العاهل الأردني أحر التعازي لحكومة وشعب قطر في ضحايا العدوان الإسرائيلي الغاشم، معربا عن تضامنه بكل الإمكانيات، إضافة إلى الدعم لمواجهة هذا العدوان.

كما دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إلى التعامل مع أي استهداف للدول العربية والإسلامية على أنه تهديد للأمن القومي المشترك، ويستوجب تحركا دبلوماسيا متناسقا وإجراءات رادعة للحيلولة دون تكرار الاعتداءات.

وجدد السوداني في كلمته إدانة العراق الصريحة للاعتداءات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة، وتضامنه الكامل مع دولة قطر والشعب الفلسطيني، وكل الشعوب التي تعرضت للعدوان.

وأكد أن الاعتداء على دولة قطر يمثل تصعيدا خطيرا وانتهاكا لقواعد القانون الدولي، ويهدد جهود نزع فتيل الأزمة بالمنطقة، في ضوء ما تبذله قطر من جهود دبلوماسية في الوساطة، مبينا أن العدوان عليها يقتل عن عمد فرص الحلول السلمية، مشددا على ضرورة أن تتحمل الهيئات والمنظمات الدولية والأممية والدول الكبرى مسؤولياتها لمنع الاحتلال من إلحاق الإضرار المتعمد بالمنظومة الدولية.

وشدد في ختام كلمته على ضرورة تعزيز آليات التشاور والتنسيق بين دولنا لضمان الاستجابة الجماعية لأي تهديد يمس سيادتنا وأمننا، وتفعيل منظومة الردع المشترك لحماية استقرار المنطقة، موضحا أن سلطات الاحتلال تنتهك أسس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتتعمد توسعة الصراع في المنطقة.

من جانبه، جدد الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، تضامن فلسطين ووقوفها إلى جانب دولة قطر الشقيقة، في وجه الاعتداء الإسرائيلي الغاشم، مؤكدا أن المساس بأي دولة عربية أو إسلامية هو مساس بجميع الدول العربية والإسلامية، وبأمنها المشترك.

وطالب أبو مازن المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه وعدوانه المتكررة ضد شعوب المنطقة وأمنها، داعيا إلى اتخاذ إجراءات عملية ورادعة لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات، مؤكدا أن مفتاح الأمن والاستقرار في المنطقة يكمن في وقف حرب الإبادة والتهجير وسرقة الأرض والأموال، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين.

وقال عباس «إنه في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على فلسطين، والمتكرر على دول عربية وإسلامية وآخرها دولة قطر، لا يمكن لإسرائيل أن تكون شريكا في الأمن والاستقرار في المنطقة، الأمر الذي يتطلب موقفا عربيا وإسلاميا حاسما، وتدخلا من الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي لوقف هذه الممارسات الإسرائيلية المارقة».

من جانبه، أكد رئيس طاجيكستان إمام علي رحمان، أن العدوان الإسرائيلي على دولة قطر يمثل انتهاكا صارخا وواضحا للقانون الدولي والمبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة.

وقال الرئيس رحمان إن الهجوم على دولة قطر أمر يبعث على الأسف، وهذا العمل هو اعتداء على سيادة ووحدة أراضي قطر.

وأوضح أن أي نوع من الأعمال العنيفة في المنطقة اليوم يتسبب في تصاعد التوتر واندلاع صراعات جديدة، وهي تعرقل على وجه الخصوص عمليات المفاوضات والحوار الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة.

وأشار الرئيس الطاجيكي إلى أنه على الرغم من الإدانة الواسعة لهذه الأفعال الاستفزازية من قبل المجتمع الدولي فإن الهجمات العسكرية والاعتداءات على سيادة الدول الأعضاء ما تزال مستمرة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.

وعبر عن تمنياته بأن يكون الاجتماع مؤثرا في تعزيز الوحدة والتضامن لمواجهة مخاطر العصر الحديث ومنع أي انتهاكات للقوانين المعترف بها دوليا.

مشاركة ولي العهد في القمة
  • تأتي مشاركة ولي العهد في القمة العربية الإسلامية الاستثنائية بالدوحة انطلاقاً من دور المملكة القيادي في دعم العمل العربي والإسلامي المشترك حيال الهجوم الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر الشقيقة، والتطورات التي تشهدها المنطقة في ظل السلوك الإسرائيلي العدواني المهدد للأمن والاستقرار الدولي.
  • أكدت المملكة إدانتها واستنكارها الشديدين للاعتداء الإسرائيلي الغاشم، والانتهاك السافر لسيادة دولة قطر الشقيقة، وتضامنها الكامل ووقوفها إلى جانب قطر، ووضع كافة إمكاناتها لمساندتها في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها والمحافظة على سيادتها، كما أدانت واستنكرت بشدة ما تبع هذا الهجوم من تصريحات عدوانية من قبل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضد دولة قطر الشقيقة.
  • تعكس مشاركة ولي العهد في القمة العربية الإسلامية الاستثنائية بالدوحة الدور المحوري للمملكة في قيادة الجهود الدولية الرامية لتعزيز أمن المنطقة واستقرارها، والتصدي للسلوك العدواني الإسرائيلي ودعم القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
  • تعكس الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على دولة قطر الشقيقة، ونهجها العدواني ومواصلتها لجرائمها الوحشية تجاه الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، واعتداءاتها المتكررة على سيادة الدول العربية والإسلامية، إصرار إسرائيل على تقويض جهود السلام في المنطقة وتهديد الأمن والسلم الدوليين.
  • تستدعي اعتداءات إسرائيل المتكررة، وخرقها السافر لسيادة الدول، وانتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي، تحركاً دولياً عاجلاً وفاعلاً لوضع حد لها، وإنهاء حالة الإفلات من العقاب والمحاسبة، واتخاذ خطوات لردع إسرائيل عن ممارساتها العدوانية، والمحافظة على الامن والسلم الدوليين.
  • يجسد انعقاد القمة وحدة الدول العربية والإسلامية في الوقوف مع دولة قطر، ومواقفها الثابته حيال حماية سيادتها وأمنها الجماعي، واستعدادها لبذل كل مايلزم للدفاع عن أوطانها والمحافظة على أمنها واستقرارها.