تمكن فريق بحثي مشترك من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية «كاكست»، وجامعة كاليفورنيا سان دييغو؛ من ابتكار كبسولة ذكية متعددة الأجزاء تحتوي على الأدوية التي يحتاجها المريض خلال اليوم.
وتعد هذه الكبسولة نهجا جديدا، ونقلة نوعية في مجال التحكم في توقيت توصيل الأدوية وفقا لاحتياجات كل مريض، حيث يعتمد تصميمها المبتكر على آلية إطلاق مبرمجة للأدوية داخل كبسولة واحدة، مما يسهل التزام المرضى بخططهم العلاجية، خاصة أولئك الذين يتناولون أكثر من دواء خلال اليوم؛ مما يعزز الالتزام العلاجي، ورفع كفاءة الدواء، وتحقيق نتائج صحية أفضل في إطار رعاية صحية أكثر تخصيصا وملاءمة لكل فرد.
وتتميز الكبسولة الحاصلة على براءة اختراع أمريكية، باحتوائها على حواجز بوليمرية ذكية، تفصل كل دواء عن الآخر؛ لإطلاقه بما يناسب احتياجات كل مريض، كما تحتوي بعض أجزائها على قدرات ذاتية تمكنها من تسكين الألم أو الاستجابة السريعة للاحتياجات العاجلة.
وتسهم الكبسولة في تقليل التداخلات الدوائية ومخاطر تفويت الجرعات أو حدوث جرعات زائدة عن طريق الخطأ، حيث تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن نحو 50% من المرضى المصابين بالأمراض المزمنة لا يلتزمون بتناول أدويتهم كما وصفها الطبيب؛ مما يؤدي إلى مضاعفات صحية وتكاليف إضافية على النظام الصحي.
وأوضحت رئيسة الفريق البحثي الدكتورة أمل عباس، الباحثة بمعهد الهندسة الحيوية في «كاكست»، أن هذا الابتكار يهدف إلى تبسيط إدارة الأدوية من خلال كبسولة ذكية قادرة على إيصال الدواء المناسب بالجرعة المناسبة؛ وفي الوقت المناسب، وزيادة معدلات الالتزام الدوائي، وتقليل التكاليف المرتبطة بالأدوية غير المستخدمة أو عن سوء استخدامها.
وأشارت إلى أن هذا الابتكار سيعيد طريقة تعامل أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم مع تعدد الأدوية، وعلاجات الأمراض المزمنة، وأمراض القلب، لتبسيط العلاجات المعقدة وجعلها أذكى وأكثر فعالية لكل مريض؛ وسيحدث ثورة في مجال الطب الشخصي، مضيفة أن الاختبارات السريرية الإكلينيكية للكبسولة، أظهرت فعالية واعدة لدى مرضى باركنسون، حيث وفرت لهم استجابة سريعة ومتوسطة لأدوية التحكم بأعراض المرض.
ومن المنتظر أن تسهم الكبسولة في تقليل الأعباء المالية على أنظمة التصنيع الدوائي للرعاية الصحية، وخفض التكاليف المباشرة وغير المباشرة المرتبطة بسوء الالتزام الدوائي بنسبة تصل إلى 20%، إضافة إلى خفض التكاليف التشغيلية للمستشفيات بنسبة تصل إلى8%، والإسهام في تحسين جودة الصحة من خلال تبني حلول تقنية مبتكرة؛ تحقيقا لمستهدفات رؤية المملكة 2030، والتطلعات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار.