فقد الوسط العلمي السعودي عالما فذا من علمائه
الأحد - 08 يونيو 2025
Sun - 08 Jun 2025
موت العالم ثلمة في الإسلام لا تسد إلى يوم القيامة (والثلمة بالضم فرجة المكسور أو المهدوم أو الخلل في الحائط أو في غيره).
وتكون ثلمة وفاجعة حين يكون الموت قتلا، بل تكون أكثر ألما وأشد حرقة عندما يقتل العالم مظلوما مدافعا عن عرضه وماله، ذلك هو العلامة الدكتور عبدالملك بكر قاضي.
فجع الوسط العلمي السعودي مساء يوم التروية بخبر أليم وهو مقتل عالم من أجل علمائه من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على يد مجرم آثم نزعت من قلبه أدنى درجات الرحمة وخلت منه قيم الملة الحنفية والشيم والمروءة العربية، حيث انهال ضربا وطعنًا بسكين على امرأة لا حول لها ولا قوة فما أن صرخت تستغيث بزوجها شيخا جليلا أعزلا والذي سارع لإغاثتها، يقاومه ويدفعه عن زوجته بيديه، ليس له حيلة إلا ذلك، فتركها وسارع إليه ضربا وطعنا، فطعنه 13 طعنة متتالية في أماكن قاتلة، ولم يتركه حتى أرداه قتيلا، ولم يكتف بذلك بل عاد إلى الزوجة البريئة وانهال عليها أيضا بسبعة طعنات، ثم فر هاربا وتركهما غارقين في دمائهما، وهي الآن في العناية المركزة بإحدى مستشفيات مدينة الظهران، نسأل الله لها الشفاء العاجل.
وبفضل الله فقد تمكنت الجهات المسؤولة من إلقاء القبض على الجاني، وتلك لعمرو الله منقبة تسطر لرجال الأمن البواسل في هذا البلد الكريم، وقد تمت إحالة الجاني إلى النيابة العامة ليلقى جزاءه جراء أفعاله الإجرامية المخزية.
والمجني عليه، ونقول الشهيد إن شاء الله (ولا نزكي على الله أحدا) هو الأخ الكريم والزميل العزيز والصهر الحبيب الدكتور عبدالملك بكر قاضي، أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، من عائلة كريمة ومن مواليد مكة المكرمة عام 1370هـ، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في مكة المكرمة، ثم التحق بجامعة أم القرى بكلية الشريعة عام 1389هـ وتحصل على درجة البكالوريوس عام 1393هـ بتفوق، وما أن تخرج حتى عين معيدا في الكلية ذاتها، وعمل بها ثم التحق ببرنامج الماجستير وتحصل على درجته بتفوق أيضا عام 1399هـ من القسم ذاته، ثم استحسن أن ينهل من مشرب علمي آخر، فقصد الأزهر الشريف عام 1399هـ والتحق ببرنامج الدكتوراه بإشراف كبار علمائه، حتى تحصل على درجة الدكتوراه في علوم الشريعة عام 1403هـ وبتفوق أيضا.
نهل من مشربين في تحصيله العلمي، أي من معقلين من معاقل علوم الشريعة واللغة العربية في عالمنا الإسلامي الكبير، المعقل الأول جامعة أم القرى، والآخر الأزهر الشريف، وهما معقلان يشار إليهما بالبنان في علوم الشريعة واللغة العربية.
ثم التحق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران قسم الدراسات الإسلامية، وبقي فيها أستاذا مساعدا من عام 1403هـ حتى عام 1413هـ، يمارس التدريس ويقوم بأبحاث لها علاقة بعلوم الشريعة الإسلامية وبالحديث الشريف، خاصة مما وطأ وهيئ لأن ينال درجة أستاذ مشارك، واستمر في التدريس والقيام بأبحاث متميزة في علوم الحديث، واختار أن يتقاعد في وقت مبكر حتى يتفرغ لموسوعة علوم الحديث، فجد واجتهد وعمل ليلا ونهارا وبسند ومؤازرة من أخيه الشيخ إسماعيل بكر قاضي - حفظه الله - عضو مجلس الشورى سابقا.
ويجدر التنويه أن الذي أسس لهذه الموسوعة الحديثية والده الشيخ بكر عبدالله قاضي رحمه الله، وبعد انتقال والده، أخذ على نفسه عهدا أن يحقق منية والده، وقد نجح في ذلك نجاحا باهرا، وأكمل هذه الموسوعة العظيمة التي نشرت ولله الحمد.
وبجانب أعماله الأكاديمية، فقد كلف بأعمال إدارية أكاديمية خليط من العلم الأكاديمي والعلم الإداري، فكان رئيس قسم الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن من عام 1404هـ الى عام 1411هــ ثم عين عميدا للقبول وشؤون الطلاب من عام 1412هـ إلى 1417هـ.
وبفضل الله ولا أزكي على الله أحدا نال شهادتين، الأولى أنه استشهد دفاعا عن أهله، فقد جاء في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله وسلم «من قتل دون أهله فهو شهيد». والثانية أنه قتل دفاعا عن ماله فقد جاء في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال «من قتل دون ماله فهو شهيد»، والدكتور عبد الملك دافع عن أهله ودافع عن ماله حتى لاقى ربه، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبله في الشهداء وأن يجعله من أهل الجنان، وأن يعوض أهله وأصدقاءه وزملاءه خيرا بفضل الله وكرمه.
كما إني أطمع جادا في أن يتكرم رئيس جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بأن يكرم هذا العالم الباحث الذي أفنى عمره في العلم وفي تعليم أولادنا وفي أبحاثه، التي خدمت السنة النبوية المطهرة. كما آمل أيضا من دارة الملك عبدالعزيز الموقرة صاحبة الأيادي البيضاء والهمم العلياء أن تتولى مشكورةً ومأجورة طباعة هذه الموسوعة العلمية وغيرها من أبحاثه القيمة، وتسهم في نشرها حتى تعم الفائدة.
رحم الله الدكتور عبد الملك رحمة الأبرار وأسكنه فسيح الجنان وتقبله في الشهداء، وأقدم عزائي الخالص لعائلته الكريمة وزملائه وأصدقائه في المملكة العربية السعودية وخارجها، وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
وتكون ثلمة وفاجعة حين يكون الموت قتلا، بل تكون أكثر ألما وأشد حرقة عندما يقتل العالم مظلوما مدافعا عن عرضه وماله، ذلك هو العلامة الدكتور عبدالملك بكر قاضي.
فجع الوسط العلمي السعودي مساء يوم التروية بخبر أليم وهو مقتل عالم من أجل علمائه من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على يد مجرم آثم نزعت من قلبه أدنى درجات الرحمة وخلت منه قيم الملة الحنفية والشيم والمروءة العربية، حيث انهال ضربا وطعنًا بسكين على امرأة لا حول لها ولا قوة فما أن صرخت تستغيث بزوجها شيخا جليلا أعزلا والذي سارع لإغاثتها، يقاومه ويدفعه عن زوجته بيديه، ليس له حيلة إلا ذلك، فتركها وسارع إليه ضربا وطعنا، فطعنه 13 طعنة متتالية في أماكن قاتلة، ولم يتركه حتى أرداه قتيلا، ولم يكتف بذلك بل عاد إلى الزوجة البريئة وانهال عليها أيضا بسبعة طعنات، ثم فر هاربا وتركهما غارقين في دمائهما، وهي الآن في العناية المركزة بإحدى مستشفيات مدينة الظهران، نسأل الله لها الشفاء العاجل.
وبفضل الله فقد تمكنت الجهات المسؤولة من إلقاء القبض على الجاني، وتلك لعمرو الله منقبة تسطر لرجال الأمن البواسل في هذا البلد الكريم، وقد تمت إحالة الجاني إلى النيابة العامة ليلقى جزاءه جراء أفعاله الإجرامية المخزية.
والمجني عليه، ونقول الشهيد إن شاء الله (ولا نزكي على الله أحدا) هو الأخ الكريم والزميل العزيز والصهر الحبيب الدكتور عبدالملك بكر قاضي، أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، من عائلة كريمة ومن مواليد مكة المكرمة عام 1370هـ، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في مكة المكرمة، ثم التحق بجامعة أم القرى بكلية الشريعة عام 1389هـ وتحصل على درجة البكالوريوس عام 1393هـ بتفوق، وما أن تخرج حتى عين معيدا في الكلية ذاتها، وعمل بها ثم التحق ببرنامج الماجستير وتحصل على درجته بتفوق أيضا عام 1399هـ من القسم ذاته، ثم استحسن أن ينهل من مشرب علمي آخر، فقصد الأزهر الشريف عام 1399هـ والتحق ببرنامج الدكتوراه بإشراف كبار علمائه، حتى تحصل على درجة الدكتوراه في علوم الشريعة عام 1403هـ وبتفوق أيضا.
نهل من مشربين في تحصيله العلمي، أي من معقلين من معاقل علوم الشريعة واللغة العربية في عالمنا الإسلامي الكبير، المعقل الأول جامعة أم القرى، والآخر الأزهر الشريف، وهما معقلان يشار إليهما بالبنان في علوم الشريعة واللغة العربية.
ثم التحق بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران قسم الدراسات الإسلامية، وبقي فيها أستاذا مساعدا من عام 1403هـ حتى عام 1413هـ، يمارس التدريس ويقوم بأبحاث لها علاقة بعلوم الشريعة الإسلامية وبالحديث الشريف، خاصة مما وطأ وهيئ لأن ينال درجة أستاذ مشارك، واستمر في التدريس والقيام بأبحاث متميزة في علوم الحديث، واختار أن يتقاعد في وقت مبكر حتى يتفرغ لموسوعة علوم الحديث، فجد واجتهد وعمل ليلا ونهارا وبسند ومؤازرة من أخيه الشيخ إسماعيل بكر قاضي - حفظه الله - عضو مجلس الشورى سابقا.
ويجدر التنويه أن الذي أسس لهذه الموسوعة الحديثية والده الشيخ بكر عبدالله قاضي رحمه الله، وبعد انتقال والده، أخذ على نفسه عهدا أن يحقق منية والده، وقد نجح في ذلك نجاحا باهرا، وأكمل هذه الموسوعة العظيمة التي نشرت ولله الحمد.
وبجانب أعماله الأكاديمية، فقد كلف بأعمال إدارية أكاديمية خليط من العلم الأكاديمي والعلم الإداري، فكان رئيس قسم الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن من عام 1404هـ الى عام 1411هــ ثم عين عميدا للقبول وشؤون الطلاب من عام 1412هـ إلى 1417هـ.
وبفضل الله ولا أزكي على الله أحدا نال شهادتين، الأولى أنه استشهد دفاعا عن أهله، فقد جاء في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله وسلم «من قتل دون أهله فهو شهيد». والثانية أنه قتل دفاعا عن ماله فقد جاء في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال «من قتل دون ماله فهو شهيد»، والدكتور عبد الملك دافع عن أهله ودافع عن ماله حتى لاقى ربه، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبله في الشهداء وأن يجعله من أهل الجنان، وأن يعوض أهله وأصدقاءه وزملاءه خيرا بفضل الله وكرمه.
كما إني أطمع جادا في أن يتكرم رئيس جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بأن يكرم هذا العالم الباحث الذي أفنى عمره في العلم وفي تعليم أولادنا وفي أبحاثه، التي خدمت السنة النبوية المطهرة. كما آمل أيضا من دارة الملك عبدالعزيز الموقرة صاحبة الأيادي البيضاء والهمم العلياء أن تتولى مشكورةً ومأجورة طباعة هذه الموسوعة العلمية وغيرها من أبحاثه القيمة، وتسهم في نشرها حتى تعم الفائدة.
رحم الله الدكتور عبد الملك رحمة الأبرار وأسكنه فسيح الجنان وتقبله في الشهداء، وأقدم عزائي الخالص لعائلته الكريمة وزملائه وأصدقائه في المملكة العربية السعودية وخارجها، وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.