الإحصاء.. كيف تتحول الأرقام إلى قوة للتغيير؟
الأربعاء - 15 يناير 2025
Wed - 15 Jan 2025
في قاعة هادئة تزينت بصدى الإنجازات الوطنية، شهدتُ اللقاء الذي نظمته الهيئة العامة للإحصاء تحت عنوان "اللقاء التعريفي بأبرز إنجازات الهيئة العامة للإحصاء، وخططها المستقبلية لعام 2025م"، كان الحضور مزيجا من الإعلاميين والخبراء الذين اجتمعوا للاستماع إلى سرد مميز يقوده الدكتور فهد الدوسري، رئيس الهيئة.
بالنسبة لي كان اللقاء أكثر من كونه استعراضا للأرقام أو الخطط المستقبلية؛ بل كان منصة لإعادة تعريف الدور الذي تلعبه الإحصاءات في التنمية الوطنية، والتي تواكب برامج ومستهدفات رؤية السعودية 2030.
ما شدني في حيثيات هذا اللقاء، لم يكن فقط ما سرده رئيس الهيئة العامة للإحصاء، بل الطريقة التي استُخدمت بها الأرقام لرسم ملامح مستقبل مملكتنا، إذ لم تكن الأرقام في حقبة الهيئة الذهبية أدوات للقياس، بل هي أشبه بسردية قصص تُروى عن التحولات التي تشهدها البلاد في ظل رؤية السعودية 2030.
عندما استعرض الدكتور فهد تقدم المملكة في مؤشر أداء الهيئات الإحصائية الوطنية إلى المرتبة الأولى خليجيا وعربيا، وإلى المرتبة 14 عالميا بين دول مجموعة العشرين بعد أن كانت في المرتبة 18 في العام السابق، كان ذلك انعكاسا لتحول نوعي في طريقة إدارة البيانات الإحصائية، من قواعد بيانات متفرقة إلى منصة مركزية تقدم مؤشرات دقيقة تدعم السياسات التنموية.
لكن السؤال الذي تطرحه هذه الإنجازات هو: كيف يمكن لهذه الأرقام أن تتحول من نتائج تُقرأ في التقارير إلى قوة حقيقية تؤثر في حياة الناس وقرارات الاستثمار للشركات؟ الإجابة التي وجدتها في اللقاء كانت واضحة، وتتمثل في "الابتكار والشراكات".
السياق السابق يدفعني إلى ذكر أبرز ما قُدم في اللقاء، وهو إعلان الهيئة عن إطلاق "مختبر الابتكار الإحصائي" في يناير الجاري، فهذا المشروع يجب النظر له على المستوى الوطني كخطوة جريئة نحو استثمار البيانات بشكل إبداعي، لكن بالنسبة لي، فإن أهم ما يميز المختبر ليس التكنولوجيا المستخدمة، بل في إشراك العقول المبدعة من داخل وخارج الهيئة لتحويل البيانات إلى حلول عملية وفرص تساهم في النمو الاقتصادي والاجتماعي.
وهنا تخيّل معي كيف يمكن أن تسهم هذه الخطوة في تحسين السياسات الاجتماعية والاقتصادية، أو حتى في مواجهة تحديات مثل البطالة أو الكفاءة الاقتصادية، بمعنى آخر، فإن النجاح هنا لن يُقاس بعدد المشاريع التي سيطلقها هذا المشروع، بل بمدى تأثيرها المباشر على تحسين حياة الناس.
لكن اللافت في هذا اللقاء، هو أن الهيئة العامة للإحصاء لم تكتفِ بجمع البيانات، بل تعمل على تحليلها بطرق تجعلها سهلة الفهم والتطبيق، وأحد الأمثلة على ذلك هو استخدام البيانات الضخمة لتقديم قراءات دقيقة تساعد في صياغة السياسات، وهي برأيي نقلة نوعية تجعل الهيئة شريكا أساسيا في تحقيق أهداف رؤيتنا الطموحة، لا مجرد جهة تُصدر تقارير، وأرقاما خام.
في تصوري - وهي النقطة الأبرز - أن ما يهمنا جميعا من خلف هذا اللقاء، ليس عرض الإنجازات، بل ما حمله من رسائل أساسية، من الجيد أن يستوعبها إطارنا الوطني، ومنها: أن الإحصاء هو لغة المستقبل، والبيانات الدقيقة هي أساس صناعة القرارات المؤثرة. والرسالة الثانية هي أن الهيئة تلتزم بإتاحة البيانات للجميع بطرق سهلة ومباشرة وشفافية عالية، والرسالة الأخيرة أن الشراكات قوة دافعة، وأن التعاون مع القطاعين العام والخاص هو مفتاح تحويل الأرقام إلى أثر ملموس.
خرجت من اللقاء وأنا أؤمن بأن الهيئة العامة للإحصاء تسير في الطريق الصحيح، وأن نجاحها الحقيقي يكمن في تحويل هذه البيانات إلى قصص تُروى في سوق الأعمال والمجتمع، وأفكار تُنفذ، وحلول تُحدث فرقا في حياة الناس.
بالنسبة لي كان اللقاء أكثر من كونه استعراضا للأرقام أو الخطط المستقبلية؛ بل كان منصة لإعادة تعريف الدور الذي تلعبه الإحصاءات في التنمية الوطنية، والتي تواكب برامج ومستهدفات رؤية السعودية 2030.
ما شدني في حيثيات هذا اللقاء، لم يكن فقط ما سرده رئيس الهيئة العامة للإحصاء، بل الطريقة التي استُخدمت بها الأرقام لرسم ملامح مستقبل مملكتنا، إذ لم تكن الأرقام في حقبة الهيئة الذهبية أدوات للقياس، بل هي أشبه بسردية قصص تُروى عن التحولات التي تشهدها البلاد في ظل رؤية السعودية 2030.
عندما استعرض الدكتور فهد تقدم المملكة في مؤشر أداء الهيئات الإحصائية الوطنية إلى المرتبة الأولى خليجيا وعربيا، وإلى المرتبة 14 عالميا بين دول مجموعة العشرين بعد أن كانت في المرتبة 18 في العام السابق، كان ذلك انعكاسا لتحول نوعي في طريقة إدارة البيانات الإحصائية، من قواعد بيانات متفرقة إلى منصة مركزية تقدم مؤشرات دقيقة تدعم السياسات التنموية.
لكن السؤال الذي تطرحه هذه الإنجازات هو: كيف يمكن لهذه الأرقام أن تتحول من نتائج تُقرأ في التقارير إلى قوة حقيقية تؤثر في حياة الناس وقرارات الاستثمار للشركات؟ الإجابة التي وجدتها في اللقاء كانت واضحة، وتتمثل في "الابتكار والشراكات".
السياق السابق يدفعني إلى ذكر أبرز ما قُدم في اللقاء، وهو إعلان الهيئة عن إطلاق "مختبر الابتكار الإحصائي" في يناير الجاري، فهذا المشروع يجب النظر له على المستوى الوطني كخطوة جريئة نحو استثمار البيانات بشكل إبداعي، لكن بالنسبة لي، فإن أهم ما يميز المختبر ليس التكنولوجيا المستخدمة، بل في إشراك العقول المبدعة من داخل وخارج الهيئة لتحويل البيانات إلى حلول عملية وفرص تساهم في النمو الاقتصادي والاجتماعي.
وهنا تخيّل معي كيف يمكن أن تسهم هذه الخطوة في تحسين السياسات الاجتماعية والاقتصادية، أو حتى في مواجهة تحديات مثل البطالة أو الكفاءة الاقتصادية، بمعنى آخر، فإن النجاح هنا لن يُقاس بعدد المشاريع التي سيطلقها هذا المشروع، بل بمدى تأثيرها المباشر على تحسين حياة الناس.
لكن اللافت في هذا اللقاء، هو أن الهيئة العامة للإحصاء لم تكتفِ بجمع البيانات، بل تعمل على تحليلها بطرق تجعلها سهلة الفهم والتطبيق، وأحد الأمثلة على ذلك هو استخدام البيانات الضخمة لتقديم قراءات دقيقة تساعد في صياغة السياسات، وهي برأيي نقلة نوعية تجعل الهيئة شريكا أساسيا في تحقيق أهداف رؤيتنا الطموحة، لا مجرد جهة تُصدر تقارير، وأرقاما خام.
في تصوري - وهي النقطة الأبرز - أن ما يهمنا جميعا من خلف هذا اللقاء، ليس عرض الإنجازات، بل ما حمله من رسائل أساسية، من الجيد أن يستوعبها إطارنا الوطني، ومنها: أن الإحصاء هو لغة المستقبل، والبيانات الدقيقة هي أساس صناعة القرارات المؤثرة. والرسالة الثانية هي أن الهيئة تلتزم بإتاحة البيانات للجميع بطرق سهلة ومباشرة وشفافية عالية، والرسالة الأخيرة أن الشراكات قوة دافعة، وأن التعاون مع القطاعين العام والخاص هو مفتاح تحويل الأرقام إلى أثر ملموس.
خرجت من اللقاء وأنا أؤمن بأن الهيئة العامة للإحصاء تسير في الطريق الصحيح، وأن نجاحها الحقيقي يكمن في تحويل هذه البيانات إلى قصص تُروى في سوق الأعمال والمجتمع، وأفكار تُنفذ، وحلول تُحدث فرقا في حياة الناس.