طير وفرقع يا بشار
الأربعاء - 25 ديسمبر 2024
Wed - 25 Dec 2024
قبل عدة أيام وأنا أقود سيارتي استمعت لإحدى القنوات العربية تذيع أغنية من زمن السبعينات الميلادية الجميل، وهي "طير وفرقع يا بوشار" للفنانة اللبنانية جورجيت صايغ؛ الأمر الذي أضحكني هو تزامن سماعي لتلك الأغنية مع فترة هروب الرئيس السوري بشار.
لا أدري ما الذي دعاني إلى إحداث ذلك الربط بين الأغنية وبين طيرانه لمنفاه الأخير تاركا وراءه مشهدا مشوها من الدمار البشري الإنساني والبيئي العمراني والحضري، بسبب مطالبة الشعب بالعدالة والإنصاف والحق، والذي اندلعت شرارته من يوم الغضب الثلاثاء 15 مارس 2011 إلى يوم الهروب 8 ديسمبر 2024، هي 13 سنة حصيلة أرواح شعب عظيم أراد العيش الكريم.
أود تسليط الضوء على الجانب النفسي والاجتماعي والتعليمي والمعرفي والتنموي والنسيج الديموغرافي الذي تأثر من النظام وخلال الثورة؛ والتي يستطيع الشعب بوعيه إعادة تشكيله والاستشفاء منه تدريجيا بمشيئة الرحمن وعزيمة السوري الإنسان.
الحروب لا تأتي بخير، خصوصا إذا كانت أهلية بين أطياف الوطن الواحدة، فإن آثارها السلبية ستكون أعمق بكثير في نفوس الشعب، وذلك لسببين، الأول: الاقتتال بين الفئة نفسها أي الجنسية، يزيد الاحقاد ويضعف البلاد ويفسد الأخلاقيات والأدبيات التي تعارف عليها أفراد المجتمع الواحد، ثانيا: حدوث فقدان للثقة المتبادلة وانحسار للدوران النقدي والاقتصادي، وظهور التجهيل المتعمد وانعدام روح التآلف وشيوع نظرية المؤامرة، وعدم الاستقرار وحدوث الدمار.
من الأمراض النفسية التي تعقب الصراعات الأهلية الإصابة بصدمات الحروب التي تفرز أذاها وتتفشى بين من شهدوا وقائعها من إرهاب واغتصاب، وعلى البعض ممن أرغموا بأخذ أوامر القتل والتعذيب؛ وعلى المقربين الذين وقع عليهم التدمير والتهجير؛ وكذلك الناجون الذين عاشوا بعاهات وتشوهات.
جميعهم معرضون للتأثر ربما لجيل قادم بحالات مصاحبة من صعوبة النوم والقلق الزائد وعدم السيطرة على مشاعر الحزن والأسى، وسهولة الغضب والاستثارة وظهور الشخصية الحساسة؛ الأمر الذي قد ينتج عنه الإصابة بـ"فقدان الذاكرة الانفصالي"، وهو حدوث اضطراب في الهوية الشخصية واغتراب عن الواقع الذي يؤدي لخلل في الذاكرة البعيدة والقريبة؛ ناهيك عن الإصابة بما يسمى بالاضطرابات التفارقية، وهي مجموعة من الأمراض العقلية التي قد تؤثر على وظائف العقل، كالاستيعاب والإدراك؛ فليس بالأمر الهين ذلك الذي مر على الشعب الأبي الذي انحفر بذاكرته كصورة ذهنية قابعة تشبه فزاعة الطيور داخل الحقول.
هنالك مثل شامي أصيل "الشام شامنا ولو الزمن ضامنا"؛ والذي سينطلق منه الشعب بمعية إخوانه من الدول العربية بمشيئة الله تعالى.
وعن فضل الشام قال عليه الصلاة والسلام "الشام أرض المحشر والمنشر"؛ وقال "عليك بالشام فإنها خيرة الله في أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده".
مهما هاجرت الطيور ستعود يوما لموطنها مستقرة آمنة مطمئنة بين بساتينها التي ولدت فيها وعلى أغصانها التي ترعرعت عليها.
وأنت طير وافقع يا بشار.
Yos123Omar@
لا أدري ما الذي دعاني إلى إحداث ذلك الربط بين الأغنية وبين طيرانه لمنفاه الأخير تاركا وراءه مشهدا مشوها من الدمار البشري الإنساني والبيئي العمراني والحضري، بسبب مطالبة الشعب بالعدالة والإنصاف والحق، والذي اندلعت شرارته من يوم الغضب الثلاثاء 15 مارس 2011 إلى يوم الهروب 8 ديسمبر 2024، هي 13 سنة حصيلة أرواح شعب عظيم أراد العيش الكريم.
أود تسليط الضوء على الجانب النفسي والاجتماعي والتعليمي والمعرفي والتنموي والنسيج الديموغرافي الذي تأثر من النظام وخلال الثورة؛ والتي يستطيع الشعب بوعيه إعادة تشكيله والاستشفاء منه تدريجيا بمشيئة الرحمن وعزيمة السوري الإنسان.
الحروب لا تأتي بخير، خصوصا إذا كانت أهلية بين أطياف الوطن الواحدة، فإن آثارها السلبية ستكون أعمق بكثير في نفوس الشعب، وذلك لسببين، الأول: الاقتتال بين الفئة نفسها أي الجنسية، يزيد الاحقاد ويضعف البلاد ويفسد الأخلاقيات والأدبيات التي تعارف عليها أفراد المجتمع الواحد، ثانيا: حدوث فقدان للثقة المتبادلة وانحسار للدوران النقدي والاقتصادي، وظهور التجهيل المتعمد وانعدام روح التآلف وشيوع نظرية المؤامرة، وعدم الاستقرار وحدوث الدمار.
من الأمراض النفسية التي تعقب الصراعات الأهلية الإصابة بصدمات الحروب التي تفرز أذاها وتتفشى بين من شهدوا وقائعها من إرهاب واغتصاب، وعلى البعض ممن أرغموا بأخذ أوامر القتل والتعذيب؛ وعلى المقربين الذين وقع عليهم التدمير والتهجير؛ وكذلك الناجون الذين عاشوا بعاهات وتشوهات.
جميعهم معرضون للتأثر ربما لجيل قادم بحالات مصاحبة من صعوبة النوم والقلق الزائد وعدم السيطرة على مشاعر الحزن والأسى، وسهولة الغضب والاستثارة وظهور الشخصية الحساسة؛ الأمر الذي قد ينتج عنه الإصابة بـ"فقدان الذاكرة الانفصالي"، وهو حدوث اضطراب في الهوية الشخصية واغتراب عن الواقع الذي يؤدي لخلل في الذاكرة البعيدة والقريبة؛ ناهيك عن الإصابة بما يسمى بالاضطرابات التفارقية، وهي مجموعة من الأمراض العقلية التي قد تؤثر على وظائف العقل، كالاستيعاب والإدراك؛ فليس بالأمر الهين ذلك الذي مر على الشعب الأبي الذي انحفر بذاكرته كصورة ذهنية قابعة تشبه فزاعة الطيور داخل الحقول.
هنالك مثل شامي أصيل "الشام شامنا ولو الزمن ضامنا"؛ والذي سينطلق منه الشعب بمعية إخوانه من الدول العربية بمشيئة الله تعالى.
وعن فضل الشام قال عليه الصلاة والسلام "الشام أرض المحشر والمنشر"؛ وقال "عليك بالشام فإنها خيرة الله في أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده".
مهما هاجرت الطيور ستعود يوما لموطنها مستقرة آمنة مطمئنة بين بساتينها التي ولدت فيها وعلى أغصانها التي ترعرعت عليها.
وأنت طير وافقع يا بشار.
Yos123Omar@