ترند "تحدي الأكل"
الثلاثاء - 03 ديسمبر 2024
Tue - 03 Dec 2024
من الظواهر التي انتشرت في منصات التواصل الاجتماعي مقاطع "تحدي الأكل" التي تنطوي على تناول كمية كبيرة من الطعام في نطاق وقت قياسي وتوثيق ذلك صوتا وصورة، ونشر المقطع لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدات واللايكات، إذ لم تقتصر هذه الظاهرة على فئة سنية محددة بل أصبحت منتشرة بين مختلف الشرائح العمرية وفي جميع مجتمعات دول العالم دون استثناء.
في الواقع تمثل ظاهرة الترندات المتعلقة بتحدي الأكل سلوكا محفوفا بالمخاطر الكبيرة على صحة ممارسها، فهؤلاء الذين يظهرون على شاشات السوشيال ميديا وأمامهم كمية من الطعام في الصحن غير واعين لمخاطر الأكل السريع الذي قد يؤدي إلى عواقب لا تحمد عقباها، ومشاكل صحية تبدأ بالتلبك المعوي وتوسيع حجم المعدة وزيادة الوزن وتنتهي - لا قدر الله - بمضاعفات خطرة جدا تصل إلى فقدان الحياة.
وللأسف الشديد فإن ضرر مثل هذه المقاطع التي تسعى للانتشار من خلال مسابقات وترندات "تحدي الأكل" لا يتوقف على أصحابها فقط، بل يمتد إلى شريحة أخرى قد يدفعهم الفضول وتسعى إلى تقليدها ولا تتردد في تطبيقها، وخصوصا الأطفال اليافعين والمراهقين، وذلك رغبة في الظهور وسعيا إلى تحقيق الترند لمحتواهم المرئي.
وما ساعد على انتشار هذه الظاهرة عالميا هو وجود تحديات على بث مباشر يجني من ورائها الأشخاص "مكافآت" من المعجبين خلال فترة زمنية من البث المباشر، وعادة ما يتم تمثيل هذه المكافآت برموز زهرة أو سيارة فاخرة أو صاروخ أو جوهرة أو سلة ورود ولكل منها قيمة مالية معينة، فهنا يحقق الشخص ما يصبو إليه من مكافأة مالية وانتشار لمقطعه المرئي.
والحقيقة هناك جوانب مهمة يغفل عنها أصحاب تحديات الأكل، ومن ذلك سهولة التعرض للسمنة مع مرور الوقت نتيجة استهلاك كميات كبيرة من السعرات الحرارية مقابل ما يتم حرقه، مما يسبب وجود فائض للسعرات الحرارية يخزنه الجسم على هيئة دهون، وهو ما يترتب عليه زيادة الوزن تدريجيا وصولا إلى السمنة التي تعتبر واحدة من عوامل الخطر الرئيسية لمتلازمة التمثيل الغذائي، ومعها تزداد فرص الإصابة بأمراض القلب والمشاكل الصحية الأخرى مثل مرض السكري النمط الثاني والسكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، ومقاومة الإنسولين، والأمر الآخر، يؤدي الإفراط في تناول الطعام بكمية كبيرة دفعة واحدة إلى الغثيان وعسر الهضم بسبب تعرض المعدة إلى ضغط كبير وحاد، وقد يكون رد فعل الجسم في حينه بالاستفراغ المباشر أو نقل الشخص إلى أقرب طوارئ مستشفى.
ومن قصص مخاطر "تحدي الأكل" وفاة بعض الحالات في مختلف دول العالم نتيجة الإفراط في تناول الأكل دفعة واحدة وفي وقت قياسي، واستشهد هنا بثلاث حالات، الأولى للشابة الصينية بان شياو تينغ (24 عاما) المشهورة على مواقع التواصل الاجتماعي في الصين، والتي توفيت فجأة أثناء بث مباشر، بسبب الإفراط في تناول الطعام، وكشف التقرير الطبي أن بطن الشابة كانت مشوهة للغاية، وأن معدتها مليئة بالطعام غير المهضوم، إذ كانت الشابة تنخرط في تحديات الأكل، وتتناول الطعام بلا توقف لأكثر من 10 ساعات في البث المباشر كل يوم، وفي كل وجبة تستهلك ما مجموعه 10 كيلوغرامات، ورغم طلب والداها التوقف عن البث لكون الأموال التي تكسبها لا تستحق الضرر الذي تلحقه بجسدها، ومع ذلك أصرت على أنها تستطيع تحمل المخاطر على الرغم من دخولها في فترة سابقة قبل وفاتها المستشفى بسبب نزيف في المعدة نتيجة الإفراط في تناول الطعام، لكنها استمرت في عادتها واستأنفت الشراهة عند تناول الطعام في اليوم التالي لخروجها منه، وهنا ندرك مدى غياب الوعي لدى هؤلاء المخاطرين بسلامة صحتهم.
أما الحالة الثانية في "تحدي الأكل" فهي وفاة شاب هندي بعد تناوله 50 بيضة تباعا في مقاطعة جوانبور بولاية أتر برديش شمالي الهند، فقد راهن ياداف صديقا له على ألفي روبية، إذا تمكن من تناول 50 بيضة على الفور، وكانت الأمور طيبة معه حتى البيضة الـ41 ، ثم ما لبث أن قذف بالبيضة الـ42 في فمه محاولا مضغها، حتى سقط مغميا عليه، وتم نقله على الفور إلى عيادة محلية قريبة قبل أن يُحال إلى المستشفى على أمل إنقاذه؛ إلا أنه ظل فاقدا للوعي وتوفي بعد ساعات قليلة، وأرجع الأطباء سبب وفاته إلى الإفراط في تناول الأكل، إذ كانت معدته أصغر بكثير من أن تستوعب 50 بيضة دون أن تواجه عسرا في الهضم.
أما الحالة الثالثة فهي وفاة طفل يبلغ 14 عاما في ولاية ماساتشوستس الأميركية، بسبب دخوله في مسابقة تناول الشيبس الذي يحتوي على الفلفل الحار وبكميات كبيرة جدا، مما تسبب له مشكلات كبيرة في المعدة لكونه من ذوي المعدة الحساسة ورغم كل محاولات إنقاذه إلا أنه توفي.
الخلاصة: ظاهرة الترندات المتعلقة بـ"تحدي الأكل" تمثل مخاطر عديدة قد تصل - لا قدّر الله - إلى الوفاة، وتختلف هذه المخاطر من شخص لآخر، ومن أهمها حدوث مشاكل في المعدة والمريء، زيادة الوزن وصولا إلى السمنة، السكري النمط الثاني، السكتة الدماغية، ارتفاع ضغط الدم، مقاومة الإنسولين، ومشاكل في القلب، فهنا يجب الحذر منها وعدم التفاعل مع أصحابها، كما يتوجب على الوالدين توعية الأبناء بمخاطر هذه المسابقات التي تهدد صحة الفرد، لكونهم قد لا يترددون في تقليد ما يشاهدونه في الأجهزة التي يحملونها.
في الواقع تمثل ظاهرة الترندات المتعلقة بتحدي الأكل سلوكا محفوفا بالمخاطر الكبيرة على صحة ممارسها، فهؤلاء الذين يظهرون على شاشات السوشيال ميديا وأمامهم كمية من الطعام في الصحن غير واعين لمخاطر الأكل السريع الذي قد يؤدي إلى عواقب لا تحمد عقباها، ومشاكل صحية تبدأ بالتلبك المعوي وتوسيع حجم المعدة وزيادة الوزن وتنتهي - لا قدر الله - بمضاعفات خطرة جدا تصل إلى فقدان الحياة.
وللأسف الشديد فإن ضرر مثل هذه المقاطع التي تسعى للانتشار من خلال مسابقات وترندات "تحدي الأكل" لا يتوقف على أصحابها فقط، بل يمتد إلى شريحة أخرى قد يدفعهم الفضول وتسعى إلى تقليدها ولا تتردد في تطبيقها، وخصوصا الأطفال اليافعين والمراهقين، وذلك رغبة في الظهور وسعيا إلى تحقيق الترند لمحتواهم المرئي.
وما ساعد على انتشار هذه الظاهرة عالميا هو وجود تحديات على بث مباشر يجني من ورائها الأشخاص "مكافآت" من المعجبين خلال فترة زمنية من البث المباشر، وعادة ما يتم تمثيل هذه المكافآت برموز زهرة أو سيارة فاخرة أو صاروخ أو جوهرة أو سلة ورود ولكل منها قيمة مالية معينة، فهنا يحقق الشخص ما يصبو إليه من مكافأة مالية وانتشار لمقطعه المرئي.
والحقيقة هناك جوانب مهمة يغفل عنها أصحاب تحديات الأكل، ومن ذلك سهولة التعرض للسمنة مع مرور الوقت نتيجة استهلاك كميات كبيرة من السعرات الحرارية مقابل ما يتم حرقه، مما يسبب وجود فائض للسعرات الحرارية يخزنه الجسم على هيئة دهون، وهو ما يترتب عليه زيادة الوزن تدريجيا وصولا إلى السمنة التي تعتبر واحدة من عوامل الخطر الرئيسية لمتلازمة التمثيل الغذائي، ومعها تزداد فرص الإصابة بأمراض القلب والمشاكل الصحية الأخرى مثل مرض السكري النمط الثاني والسكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، ومقاومة الإنسولين، والأمر الآخر، يؤدي الإفراط في تناول الطعام بكمية كبيرة دفعة واحدة إلى الغثيان وعسر الهضم بسبب تعرض المعدة إلى ضغط كبير وحاد، وقد يكون رد فعل الجسم في حينه بالاستفراغ المباشر أو نقل الشخص إلى أقرب طوارئ مستشفى.
ومن قصص مخاطر "تحدي الأكل" وفاة بعض الحالات في مختلف دول العالم نتيجة الإفراط في تناول الأكل دفعة واحدة وفي وقت قياسي، واستشهد هنا بثلاث حالات، الأولى للشابة الصينية بان شياو تينغ (24 عاما) المشهورة على مواقع التواصل الاجتماعي في الصين، والتي توفيت فجأة أثناء بث مباشر، بسبب الإفراط في تناول الطعام، وكشف التقرير الطبي أن بطن الشابة كانت مشوهة للغاية، وأن معدتها مليئة بالطعام غير المهضوم، إذ كانت الشابة تنخرط في تحديات الأكل، وتتناول الطعام بلا توقف لأكثر من 10 ساعات في البث المباشر كل يوم، وفي كل وجبة تستهلك ما مجموعه 10 كيلوغرامات، ورغم طلب والداها التوقف عن البث لكون الأموال التي تكسبها لا تستحق الضرر الذي تلحقه بجسدها، ومع ذلك أصرت على أنها تستطيع تحمل المخاطر على الرغم من دخولها في فترة سابقة قبل وفاتها المستشفى بسبب نزيف في المعدة نتيجة الإفراط في تناول الطعام، لكنها استمرت في عادتها واستأنفت الشراهة عند تناول الطعام في اليوم التالي لخروجها منه، وهنا ندرك مدى غياب الوعي لدى هؤلاء المخاطرين بسلامة صحتهم.
أما الحالة الثانية في "تحدي الأكل" فهي وفاة شاب هندي بعد تناوله 50 بيضة تباعا في مقاطعة جوانبور بولاية أتر برديش شمالي الهند، فقد راهن ياداف صديقا له على ألفي روبية، إذا تمكن من تناول 50 بيضة على الفور، وكانت الأمور طيبة معه حتى البيضة الـ41 ، ثم ما لبث أن قذف بالبيضة الـ42 في فمه محاولا مضغها، حتى سقط مغميا عليه، وتم نقله على الفور إلى عيادة محلية قريبة قبل أن يُحال إلى المستشفى على أمل إنقاذه؛ إلا أنه ظل فاقدا للوعي وتوفي بعد ساعات قليلة، وأرجع الأطباء سبب وفاته إلى الإفراط في تناول الأكل، إذ كانت معدته أصغر بكثير من أن تستوعب 50 بيضة دون أن تواجه عسرا في الهضم.
أما الحالة الثالثة فهي وفاة طفل يبلغ 14 عاما في ولاية ماساتشوستس الأميركية، بسبب دخوله في مسابقة تناول الشيبس الذي يحتوي على الفلفل الحار وبكميات كبيرة جدا، مما تسبب له مشكلات كبيرة في المعدة لكونه من ذوي المعدة الحساسة ورغم كل محاولات إنقاذه إلا أنه توفي.
الخلاصة: ظاهرة الترندات المتعلقة بـ"تحدي الأكل" تمثل مخاطر عديدة قد تصل - لا قدّر الله - إلى الوفاة، وتختلف هذه المخاطر من شخص لآخر، ومن أهمها حدوث مشاكل في المعدة والمريء، زيادة الوزن وصولا إلى السمنة، السكري النمط الثاني، السكتة الدماغية، ارتفاع ضغط الدم، مقاومة الإنسولين، ومشاكل في القلب، فهنا يجب الحذر منها وعدم التفاعل مع أصحابها، كما يتوجب على الوالدين توعية الأبناء بمخاطر هذه المسابقات التي تهدد صحة الفرد، لكونهم قد لا يترددون في تقليد ما يشاهدونه في الأجهزة التي يحملونها.