محمد إسحاق

ومشتت العزمات ينفق عمره حيران لا ظفر ولا إخفاق

الثلاثاء - 19 نوفمبر 2024

Tue - 19 Nov 2024

أرأيت إن قام الواحد منا بنثر البذور المختلفة في الأرض ثم زرع فيها شتلات متنوعة وسقى بعضها وترك بعضها، ثم قام وترك هذه الأرض لبناء حديقة أخرى فهل ستكتمل له الحديقة ويحصل له ما أراد؟

أم أن الواحد حتى ينجح في زراعة حديقة غنّاء أو مزرعة فيها أنواع الثمار والزروع للأكل والتجارة فلا بد له من الصبر والمصابرة والمداومة على العمل حتى تكتمل ويصل لمراده قبل الانتقال لغيرها؟

أهدافنا في الحياة هكذا.. البعض منّا نثر الكثير من البذور وتركها بعد أيام لتموت، ولم يكمل عمله حتى التمام لأنه انطلق لزراعة أرض أخرى!!

وكم هي المشاريع والأعمال التي بدأنا بها وعملنا فيها لأيام وشهور ثم تركناها ولم نصبر عند أول عقبة ظهرت في طريقنا.

فهذا مؤلف بدأ بكتابة مسودات ومخططات لعدد من الكتب، ولكنه قبل تمام أي كتاب ركنها في الدرج ولم يُكمل عمله ولم يظهر ذلك الكتاب!!

وهذا إنسان أراد تحسين وضعه المادي وبدأ تجارة الكترونية واشتغل فيها لعدة شهور ثم تركها لمّا ظهرت أمامه فرصة أخرى، ولن يلبث في تلك الفكرة عدة أشهر حتى يتركها كذلك لغيرها!!

والحال يستمر مع كل إنسان سمح للتشتت أن يغزو روحه ويتحكم في سلوكه ويتحول إلى عادة مدمرة تدمر كل حلم جميل قبل أن يكتمل.

أختم بتغريدة جميلة قرأتها في حساب المهتم بالكتب والمكتبات عبيد الظاهري قال فيها "لا تُعوّد نفسك على كثرة الانسحاب في وسط الطريق، في أي أمر تشرع فيه (برنامج، كتاب، مدارسة، مبادرة، مشروع...). وخيرٌ لك أن تُكملها على عِوج، من أن تخرج في منتصفها. فإن من سهل عليه الاعتذار وكثر منه ذلك، قلّ أن يلتزم بشيء، وبات كلما بدأ في تجربة جديدة، دار في خلده سؤال: متى سأخرج؟".