رحلة "الفاو" إلى العالمية

الأحد - 01 سبتمبر 2024

Sun - 01 Sep 2024

قصة يعود فجرها إلى القرن الرابع قبل الميلاد، تحكي لنا حضارة تكوّنت عبر السنين، وجسّدت لنا رخاء مملكة استمر ازدهارها لما يزيد عن 400 عام، وكان لتلك المملكة "كندة القديمة" بعاصمتها "الفاو" امتيازها الخاص في صفحات التاريخ؛ لتصبح في يومنا الحاضر أحد أهم المواقع الأثرية بالعالم.


وتبدأ رحلة "الفاو" إلى العالمية بعد اكتشافها في أربعينيات القرن الميلادي الماضي، حيث كانت قبل ذلك الوقت حكاية تاريخية اندثرت تحت الرمال، ومع بزوغ فجر ميلادها التراثي، كشفت أعمال المسح والتنقيب الأثري العديد من الشواهد والدلالات التاريخية، لتوثّق نتائج تفاعل الإنسان مع بيئته التي كان نتاجها الكشف عن حضارة تأصلت في جذور التاريخ.


ومع استمرار الاكتشافات الأثرية المختلفة، وغزارة الدراسات البحثية في موقع "الفاو"، تبيّنت أهميتها التاريخية والتراثية، وقيمتها العالمية الاستثنائية، فعملت هيئة التراث على تسجيل الموقع في قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو، لتباشر الهيئة أعمالها بالشراكة مع مختلف الجهات ذات العلاقة، وخلال اجتماعات الدورة السادسة والأربعين للجنة التراث العالمي المنعقدة بمدينة نيودلهي في جمهورية الهند، نجحت المملكة في تسجيل الموقع؛ ليصبح بذلك ثامن المواقع السعودية المسجلة في قائمة التراث.

وبدأت أعمال إعداد ملف الترشيح خلال العام 2021م واستمرت لأربعة أعوام، حيث تضمن ملف الترشيح اسناداً تاريخياً وثيقاً لتطور المنطقة، إضافة إلى التعريف بمختلف منشآتها المعمارية، والمكتشفات الأثرية المتنوعة، فضلاً عن وضع خطة شاملة لإدارة الموقع، وحمايته، والحفاظ عليه.

وأكدت هيئة التراث بأن تسجيل "المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية" في قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو كثامن المواقع السعودية في القائمة، هو تحقيق لمستهدف رؤية وأكدت هيئة التراث بأن تسجيل "المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية" في قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو كثامن المواقع السعودية في القائمة، هو تحقيق لمستهدف رؤية السعودية 2030، كما يأتي هذا التسجيل تأكيداً على أن المملكة ليست فقط قادرة على إدارة مواقع التراث العالمي بالشكل اللازم، بل قادرة على أن تقود مثالاً عالمياً في إدارة التراث العالمي والحفاظ عليه.