حسن علي القحطاني

تحت الهوى

الاثنين - 22 يوليو 2024

Mon - 22 Jul 2024

يتبادر إلى ذهني عندما أسمع كلمة (الهوى) كل جميل بين العشاق، أحاسيس الحب والعتب، اللقاء والفراق، قصائد الغزل العذري القديمة والحديثة، يليها الفرح والحزن في الرسائل الورقية لجيل الثمانينيات الميلادية، ثم ما حملته الإيميلات لجيل التسعينيات وبداية الألفية الثانية، وصولا للمقاطع المصورة والرسائل الصوتية والصور (الفوتوشبية) في وسائل التواصل الآن، التي يأتي أكثرها بالهم والذم هذه الأيام.

ومن الطريف أني أعرف بعض الأصدقاء من جيل سابق لجيلي استخدم كل هذه الوسائل، ولو كشفت لي الحجب لشاهدت ابتسامته وهو يقرأ هذه الكلمات بحجم حي الربوة في الرياض.

المهم هناك معاني جميلة تتجسد مع حضور كلمة (الهوى) وأخرى مخيفة وبعضها مدمرة، ولك أن تجد في ثنايا التفاصيل ما يداعب خيالك، لكن هناك نوع من التعامل مع (الهوى) شاق ومعقد، وله أنواع (قبل الهوى)؛ (تحت الهوى) و(على الهوى)، و(بعد الهوى).

عشت تجاربها كاملة مع مذيع التلفزيون السعودي المميز في عسير محمد الأحمري، عندما دعاني للظهور معه على شاشة القناة الأولى في برنامج يبث مباشرة، حضرت في الموقع، وكان برفقة عدد كبير من خبراء التصوير على رأسهم سعيد ناصر بدوي ومحمد عبدالله ثابت، وفنيين محترفين، وآلات ومعدات حديثة، وسيارات ولواقط بث، مع الكثير من التحضير؛ التهيئة؛ الاستعداد؛ التجهيز؛ التنسيق؛ التصاريح ثم الانتصار على الرياح وظروف المكان.

كل هذا (قبل)، أما (تحت الهوى)، اتصالات؛ واختبار للصوت والصورة؛ مع توتر وضغط وحرص وجهد، و(على الهوى) يقظة؛ متابعة دقيقة؛ حضور ذهني؛ وحرص شديد على النجاح، (بعد الهوى) ابتسامات جميلة وعبارات ثناء لطيفة.

غادرت المكان، ومر يومان، وبقيت في ذهني الكثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام المقلوبة ذات اللون الأحمر، أولها لا يوجد للمذيع أو المصور التلفزيوني سجلا يوثق عدد ساعات مشاركته في برامج البث المباشر أو غير المباشر، أسوة بلاعب الكرة أو قائد الطائرة، وغيرهم، ولو تبنت وزارة الإعلام أو هيئة الإذاعة والتلفزيون هذه الفكرة لكانت سابقة حميدة يتولد عنها شهادة خبرة تحفزه على الإنتاجية، وتميز مسيرة المذيع والمصور، وتتيح له تقديم نفسه باحتراف لفرص العمل، وعلى أقل النتائج يخرج (برقم) يعتز به مع نهاية خدمته.

ثانيا: لماذا لا توجد قنوات خاصة لكل منطقة، تنشر أخبارها، وتغطي فعالياتها، وتحاور مثقفيها، وتنتج وثائقيات منها، وللإنصاف أدرك أنها ليست مسؤولية الوزارة أو الهيئة، ولكن لو طبقت هذه الفكرة تحت مظلتهم الرسمية بتخطيط جيد وفق معايير جودة مرتفعة؛ وبمساهمة من قطاع الأعمال كمشاركة مجتمعية؛ ستكون نتائجها جيدة، وإن كان لها تفاصيل دقيقة مهمة لا يسعني حصرها في هذا المقال.

أخيرا، أضع بين يدي معالي وزير الإعلام سلمان الدوسري؛ ورئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون محمد فهد الحارثي ما سبق، والأمل أن ترى هذه الأفكار وغيرها النور في وقت أصبح صوت وصورة الإذاعة والتلفزيون تئن وتبهت من شدة المنافسة مع وسائل الإعلام الأخرى.

hq22222@