3 سيناريوهات للحرب الوشيكة على لبنان

استعدادات تحت الأرض.. وتصعيد حزب الله يمهد إلى اجتياح بري للاحتلال الإسرائيلي
استعدادات تحت الأرض.. وتصعيد حزب الله يمهد إلى اجتياح بري للاحتلال الإسرائيلي

الأحد - 21 يوليو 2024

Sun - 21 Jul 2024

تتزايد احتمالات نشوب حرب شاملة جديدة في المنطقة، تشمل اجتياحا بريا إسرائيليا لجنوب لبنان، وإطلاق صواريخ تدمر البنية التحتية، مع ما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها، وفق توقعات مراقبين سياسيين.

وتزايدت الاحتمالات بشأن الحرب الوشيكة، بعد أعنف تصعيد شهده جنوب لبنان، حيث سقط عدد من المدنيين بين قتلى وجرحى خلال استهداف إسرائيل، لقيادات في حزب الله قبل أيام في بلدات صفد البطيخ ومجدل سلم وشقرا.

وأسفر القصف الإسرائيلي في الشهور الماضية عن مقتل 516 شخصا في لبنان معظمهم من المسلحين و104 مدنيين وفق تعداد لوكالة «فرانس برس» يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسمية لبنانية، فيما أعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 18 عسكريا و13 مدنيا، وبات السؤال المطروح: كيف ستكون سيناريوهات الحرب المدمرة المتوقعة؟.

قرع الطبول
وفي ضوء تصاعد قرع طبول الحرب، حذر وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عبد الله بو حبيب، من العواقب الكارثية لأي تصعيد أو اجتياح إسرائيلي للبنان، مشيرا إلى أن مثل هذا التصعيد قد يؤدي إلى توسع رقعة الحرب لتصبح إقليمية.

وخلال لقاءاته في نيويورك، على هامش مشاركته في النقاش المفتوح حول الحالة في الشرق الأوسط في مجلس الأمن، شدد بو حبيب على ضرورة خفض التصعيد في المنطقة، خاصة في جنوب لبنان، وعلى أهمية تنفيذ القرار 1701 بالكامل.

وسبق أن نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية عن مسؤولين أمريكيين كبار ومسؤولين مطلعين على المعلومات الاستخباراتية قولهم، في مارس الماضي، «إن مسؤولي الإدارة والمخابرات الأمريكية يشعرون بالقلق من أن إسرائيل تخطط لتوغل بري في لبنان».

أرض محروقة
ورجحت مصادر الشبكة أن التوغل البري المحتمل «يمكن أن يبدأ قريبا، إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في دفع حزب الله إلى التراجع عن الحدود الشمالية مع إسرائيل».

ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي منذ الثامن من أكتوبر، وهو التاريخ الذي فتح فيه حزب الله جبهة جنوب لبنان كجبهة «دعم وإسناد» لحركة حماس في غزة على ما يزعم.

ورغم تهديدات مسؤولين إسرائيليين باجتياح جنوب لبنان، يرى المحلل العسكري والاستراتيجي، العميد الركن المتقاعد يعرب صخر، أن إسرائيل لن تقدم على ذلك إلا إذا كانت الأرض محروقة، «لاسيما وأنها تستطيع تحقيق أهدافها من الجو باصطياد أعضاء الصف الثالث والثاني وحتى الأول من حزب الله وضرب مراكز القيادة والسيطرة وقطع أوصال الإمدادات اللوجستية لكل ميليشيات إيران أينما كانت».

تحت الأرض
وتستعد إسرائيل لما قد تكون حربا أخرى في شمال البلاد، مع حزب الله، حيث تجري استعدادها فوق الأرض وتحتها، بحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، إذ يتوقع أن تؤثر هجمات حزب الله على المدن والبلدات القريبة من شمال إسرائيل.

وعلى سبيل المثال، تجرى استعدادات على قدم وساق لتجهيز مبنى تحت الأرض في مجمع رمبام للرعاية الصحية، بما يشمل أربع غرف عمليات وجناح للولادة ومركزا لغسيل الكلى، وضعت كلها في طوابق المواقف التي كانت مخصصة للسيارات، فيما يتدرب الأطباء على إخلاء التواجد في أروقة المجمع الطبي والانتقال إلى المواقف المجهزة في أسرع وقت.

وقال الطبيب مايكل هالبيرثال، مدير مجمع رمبام للرعاية الصحية «نتوقع سقوط آلاف الضحايا هنا.. هذا ما نحن مستعدون له».

اجتياح بري
ويرى الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني، العميد المتقاعد ناجي ملاعب، أن الوضع الداخلي في إسرائيل يجعل من الصعب على حكومة نتانياهو اتخاذ قرار اجتياح لبنان بريا، وفي حال حصل سيناريو الاجتياح البري، فإن إسرائيل تمتلك كما يقول« ملاعب قوة جوية هائلة قادرة على التدمير، كما فعلت في غزة، في حين يحتفظ حزب الله بذخيرته وصواريخه بعيدة ومتوسطة المدى لاستخدامها في حال وقوع اجتياح بري أو حتى تدمير شامل».

ويشرح «رغم قدرة إسرائيل على التدمير على مدى 120 كم من الجبهة، فإن حزب الله يمكنه بعد تسعة أشهر إطلاق 150 صاروخا دفعة واحدة، مما يوضح أن التدمير الجوي لم يحقق نتائج حاسمة على الجبهة الأمامية، نعم، يمكن أن يحدث خسائر ودمار في الداخل اللبناني، لكن ذلك سيتبعه تدمير في الداخل الإسرائيلي أيضا».

حرب إقليمية
ويشير جابر فيرى أن الحرب ستتحول إلى حرب إقليمية خلال أقل من أسبوعين، وستتوسع إلى البحر المتوسط أولا ثم إلى البحر الأحمر، ما سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها وليس فقط على لبنان.

ويلفت إلى أن إسرائيل تعلن أنها تريد القيام بعملية نوعية محدودة، ولكن السؤال يظل عن ماهية هذه العملية، وهل ستكون برية، بحرية، أو جوية، وكيف سيتعامل حزب الله معها.

ويشدد جابر على أن أي خلل في الحسابات قد يشعل الحرب، حيث إن الأوضاع متوترة والأصبع على الزناد من الطرفين، إلا أن كليهما يسعى إلى تجنب الانزلاق إلى مواجهة شاملة وتحمل المسؤولية.

قطع الكهرباء
وكانت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية نشرت تقريرا أوائل يوليو، يتناول سيناريو محتمل لما ستكون عليه الحرب بين إسرائيل وحزب الله، ويرجح التقرير أن الحرب، في حال اندلاعها، ستتميز بهجمات مكثفة بواسطة طائرات مسيرة مفخخة وانقطاع دائم للتيار الكهربائي وأكبر وابل صاروخي في التاريخ.

ويشير التقرير إلى أنه في حال قررت إسرائيل شن حرب تستهدف إضعاف حزب الله ودفعه نحو الشمال، فقد ينطوي ذلك على غزو بري محدود لجنوب لبنان، وهي المنطقة التي احتلتها القوات الإسرائيلية حتى عام 2000.

يذكر أنه في عام 1982، اجتاحت القوات الإسرائيلية لبنان، وحاصرت بيروت لطرد منظمة التحرير الفلسطينية التي تزعمها الرئيس الراحل، ياسر عرفات، لكن رحيل المسلحين الفلسطينيين أدى إلى ظهور خصم آخر لإسرائيل، وهو حزب الله.

33 يوما
وفي عام 2006، خاضت إسرائيل وحزب الله حربا استمرت 33 يوما، استخدم فيها الحزب مئات الأسلحة المضادة للدبابات لصد هجمات المدرعات الإسرائيلية، كما هاجمت القوات الجوية الإسرائيلية حوالي 100 هدف يوميا، واليوم يشير التقرير إلى أن «القادة العسكريين الإسرائيليين يتباهون بأنهم يستطيعون إصابة أكثر من 3000 هدف في اليوم».

وفي ظل تصاعد التهديدات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل، تشتد المنافسة بين المساعي الدبلوماسية والحل العسكري، ويبقى السؤال: من سيسبق الآخر في هذا السباق الحاسم؟.

السيناريوهات المحتملة:
  • اجتياح بري إسرائيلي لجنوب لبنان مع إطلاق حزب الله صواريخ على الاحتلال.
  • حرب إقليمية تشهد دخول إيران وسوريا واليمن مع لبنان ضد إسرائيل.
  • حرب محدودة تشهد استمرار الوضع الحالي بتعمد تدمير البنية التحتية لحزب الله واغتيال قادته.

الأكثر قراءة