أحمد جمال راوه

رفض الطلبات بلباقة

الاثنين - 15 يوليو 2024

Mon - 15 Jul 2024

يرغب الإنسان في تقديم المساعدة للآخرين، ولا نرغب أن يصاب طالب الخدمة بخيبة أمل بسبب رفضنا، وهذا سلوك جيد، لكنه قد يؤدي إلى قبول طلبات الآخرين في كل وقت، فتكون الإجابة دائما: "نعم أستطيع مساعدتك"، فيؤثر ذلك على أهدافك الشخصية وأولوياتك.

نحن هنا لا ندعو للأنانية، بل يجب علينا مساعدة الآخرين، والمطلوب فقط أن نكون أكثر حزما، وأن نقول "لا" دون الشعور بالذنب، إذا كان ذلك على حساب وقتنا وجهدنا وإنتاجيتنا، فقبولك لطلبات الآخرين بشكل دائم، قد يؤثر سلبا على تعاملك معهم ومع غيرهم مستقبلا؛ لأنك ستصبح مجهدا من التعب وقد تبدو محبطا، وقد تفرغ غضبك على شخص لم يكن سببا في انزعاجك، بسبب إداركك أن الوقت والجهد قد ذهبا في تنفيذ طلبات الآخرين.

هنالك أسباب متعددة تجعل من الصعب علينا قول لا، ومن أهم هذه الأسباب أننا لا نريد أن يصاب طالب الخدمة بخيبة أمل، بسبب رفضنا تقديم الخدمة له، كما أننا نشعر بالسعادة عندما نقدم الخدمة للغير، ويشعر الإنسان بأنه ذو قيمة، عندما يطلب لأداء خدمة أو تقديم مشورة.

وإذا أردت أن تقول لا دون إشعار الشخص بالخيبة، بالإمكان استخدام عبارة: "أرغب بمساعدتك ولكن لدي مهمة أخرى أعمل على إنجازها، لذلك لن أستطيع تقديم الخدمة لك حاليا"، على أن تكون صادقا في سبب الرفض بلا مماطلة؛ لأن عدم صدقك أو مماطلتك، قد يكونا مأخذا عليك إن علم لاحقا بكذبك عليه، أو أن مماطلتك له كانت سببا في ضياع فرص أخرى له.

حاول عدم استخدام كلمة "لا"، كما يمكنك أن تقترح عليه شخص آخر قد يساعده، أو وسيلة أخرى تعينه على الوصول لمبتغاه، فيكون رفضك مقبولا، ومن سماحة ديننا مساعدة الآخرين، وإن كنت ترغب في جعل خدمة الآخرين، مقدمة على تأدية مهامك، وترى عدم تأثير ذلك سلبا على سلوكك وإنتاجيتك وأولوياتك، مع تأديتها بكل حب، فأنت حينها قد بلغت منزلة إيثار الأنصار، قال تعالى: (والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون).