حسن علي القحطاني

موسم الصيف وضبط المستفيد

الاثنين - 15 يوليو 2024

Mon - 15 Jul 2024


ما إن تطأ أقدامك القادمة من الصحراء أو السهول أو السواحل أو حتى من الفضاء أرض منطقة عسير حتى تشعر بالتغير في كل جوانب جسدك الفسيولوجية والنفسية، فسيولوجيا ستشعر بفارق في درجة الحرارة يتراوح بين 15 إلى 20 درجة مئوية، ستجد المهرجانات في كل حدب وصوب، منها ما هو للتسوق أو ألعاب الأطفال والمطاعم أو محلات تحضير القهوة (الكافيهات)، أو تجد الفعاليات التي انتشرت في كل مكان، حتى إنك لا تستغرب إذا وجدت فعاليتين متجاورتين من دون فواصل أو متقابلتين لا يفصل بينهما سوى شارع عرضه 15 مترا، أيضا ستجد المنتجعات المعدة لاستقبال الزوار، أو المزارع المتنوعة التي تتيح لك قطف شيء من ثمار الصيف الطازجة مثل التوت والفراولة والدراج وغيرها، بالإضافة إلى القرى التراثية والحصون والمتاحف.

‏كل هذا الكلام غير المبالغ فيه سينعكس فسيولوجيا على جسمك، فتتحول تدريجيا لمخلوق نشيط ليلا يغط في سبات غير مريح نهارا؛ لأن معظم الفعاليات تمتد مساءا لساعات متأخرة جدا؛ ويزيد على ذلك أن أغلب الوحدات السكنية لم يراعي مالكوها استخدام العوازل إلا ما قل وغلا ثمنه.

نفسيا يجب أن تكون مهيئا للكثير من الزحام فمحاور المدن الحالية بالكاد تكفي سكانها؛ والمحاور الجديدة القليلة تحت الإنشاء أو غير مكتملة، وكونك ضيفا عزيزا على قلوب أهل المنطقة فهذا لن يخفف زحمة الطريق، ولن يزيد عرض شوارعها، لذا عزز نفسك، وردد أن الصبر مفتاح الفرج، وأن الفرج قريب، كما تتطلب سلامتك النفسية التعامل بلطف مع المستثمرين والمنظمين السعوديين للمهرجانات والفعاليات، فهم يعانون من آثار عصرهم في دائرة الاستثمار في الأمانة ثم تركهم لتتقاذفهم أمواج البلديات والطرق والكهرباء والمرور.

وأيضا أوصيك بالدفع بروح رياضية عالية، حتى وإن لم تقتنع بالأسعار أو جودة المنتج فحماية المستهلك تغط في نوم عميق، وإياك من السؤال عن التراخيص السياحية، فمحاولتك الحصول على إجابة صادقة قد يدخلك في جولة كلامية لا تعلم كيف تكون نتائجها، خصوصا إن أغلب الباعة من جنسية سيطرت على تنظيم المهرجانات التي تلصق عنوة اسم السياحة بمشاريعها.

أرى أن مثل هذه المواسم السياحية تحتاج هيئة متخصصة؛ أو جهاز متكامل؛ أو لنقل في أقل تقدير لجنة يتشارك التخطيط والتنظيم فيها الجهات المعنية كوزارة الداخلية ممثلة في الإمارة والشرطة والمرور، وزارة السياحة، ووزارة التجارة بغرفها التجارية، والأمانة العامة بكل فئات بلدياتها، بالإضافة إلى وزارة النقل ووزارة البيئة.

أخيرا، بعد إتمام التخطيط الجيد والتنظيم الدقيق الذي يخدم المستثمر والمستفيد يأتي الدور الأهم وهو المتابعة والرقابة، ولك أن تضع تحت كلمة (المتابعة والرقابة) خطوطا كثيرة وبجميع الألوان، فإذا وجد مثل هذا المسار المتسلسل لأي موسم، ومن أي نوع: سياحي؛ ثقافي؛ ترفيهي؛ رياضي؛ سنحصل على نتائج ترضي الجميع وتساعد على استدامة نجاح المواسم، وتلغي ضوضاء التجارب المكررة كل عام وبنفس الأخطاء التي تعيث فسادا في إعدادات ضبط المستفيد أن كان زائرا أو ساكنا أو عابر.


hq22222@