أحمد سهيل

الفنان محمد صبحي والشماغ والغترة

السبت - 13 يوليو 2024

Sat - 13 Jul 2024

فلنتفق أولا أنه لا ينازعني أحد في حب وطني المملكة العربية السعودية ووطني الثاني جمهورية مصر العربية.

إلى الحبيب والأستاذ الفاضل محمد صبحي:
لقد قضيت عمرا وأنا أشاهد الأفلام والمسلسلات المصرية، أفرح لفرح شخوصها وأنتقم لانتقامهم، وأحزن، وأتغيب عن كثير من أجلها، ممتعضا، ولكنني لا أتكلم أبدا". لقد أحببت صناع تلك الأعمال وطغى في قلبي ذلك الحب على أحد أشد الأمور التي كانت تضايقني أثناء الفرجة.

ولسنوات، أخبر نفسي وأهذبها بأن هؤلاء الصناع قد استغرقوا وادخروا هذا الجهد لكي يحققوا التسلية لي ولغيري، وتلك مهمة بلا شك من أصعب المهمات بالنسبة لأي صانع.

إن الأمر الذي كان ينتزع مني حماس الفرجة، وبهجة الجلوس أمام الشاشة، ويوقد الغضب داخلي تجاه بعض صناع الأفلام والدراما المصرية هو الجهل المتشارك والمقصود عن الإنسان الخليجي تحديدا، وتصويره كعربيد يركض على أرصفة المحروسة يقضي معظم وقته بتلك الغترة المهترئة على طاولة في أوائل صفوف إحدى ملاهي الهرم.

ولتصدقوني يا أصدقاء، نحن لا نعتمرها بتلك الطريقة التي تجعلها وكأنها حبل غسيل يصل طرفه إلى قدم الرجل منكم وأنتم تعلمون.

كان لزاما على هؤلاء الصناع ألا يعبثوا بتلك الصورة حينها وإظهار الخليجيين على ذلك النحو المزعج، فأمانة المؤلف في النقل أمران، واقع وخيال لا يتاجر أو يفجر بأحدهما، وما دون ذلك، وأتحدث هنا عن الكثير البين وليس القليل الآثم في النقل.

فلا يسافر كل الخليجيين أو المصريين حتى إلى بلاد الله موحدين المغازي.

خلاصته: إن كان فيلم "النونو" الذي لم يصل إلى الدنيا بعد قد أساء من منظورك إلى الإنسان المصري، وحقا لا أعلم كيف يمكنه فعل ذلك، فأتمنى أن تضع نفسك في مكاني طوال تلك السنوات وأنا شاب نشأ على محبة وحنية وحكمة وفكاهة "ونيس"، شاب يجهل الكثير عن الإسقاطات والتوجهات والأسباب، تدفعه مشاعره وهويته قبل ذلك، يتساءل بينه وبين نفسه لماذا لم يكونوا جميعا مثل "ونيس". لا أعتقد أن رجلا في مكانتك دفعه التوق إلى الأضواء لنقرأ عنه ما قرأناه، ولا يمكنني ألا أقول غير ما قلته عن هذا الهاجس، بكل المودة والحب والاحترام لشخصك ولمسيرتك في خدمة الفنون والإبداع والمبدعين.

المحب دائما: ابنك أحمد سهيل.


A_LazyWriter@