بندر الزهراني

مقترح: سيور كهربائية متحركة للطواف والسعي!

الاثنين - 27 مايو 2024

Mon - 27 May 2024


إنشاء سيور كهربائية متحركة في أسطح الحرم المكي ومسارات المسعى الأرضية والعلوية لذوي الحاجة وكبار السن، كان مقترحا شاركت به في (تحدي تحسين تجربة التنقل لأداء الطواف والسعي) التي أعلن عنها وزير الحج على حسابه في منصة (إكس)، فلم تقبله اللجنة المنظمة، ربما لجودة الأفكار الأخرى، أو لعدم مطابقة المقترح لشروط المسابقة، ولا بأس بذلك، ولأن نيتي لم تكن مركزة على النيل والظفر بجائزة المسابقة أطرحه هنا لعله يفتح بابا لغيري، فيتطور وتكتمل صورته، ونرى يوما ما السيور الكهربائية المتحركة تستخدم كوسيلة مساعدة في عمليتي الطواف في أسطح الحرم والسعي في مسارات المسعى لكبار السن ومن هم في حاجة لها.

من الملاحظ أن سيور نقل المسافرين، ونقل أمتعتهم إلى الطائرة من أهم الطرق الحديثة التي تستخدم في عمليات تسريع تنقل المسافرين داخل المطارات، ونقل أمتعتهم وتحميلها وتفريغها، وكذلك نقل البضائع والحقائب والأغراض التي يتم شحنها في المطارات، وهي صورة من أهم صور النقل اللوجستي المستخدمة اليوم، حيث تتميز هذه الوسيلة بأنها مناسبة لعملية النقل في المطارات المزدحمة والتي يكون ارتفاع عمليات التحميل فيها كبيرا مقارنة بغيرها.

ويمكن على نطاق واسع الاستفادة من هذه الطريقة في التخفيف على وسائل النقل العادية المستخدمة في الحرم المكي الشريف، كالعربات الكهربائية وسيارات الچولف، إذا ما تبنتها الجهات المسؤولة وبدأت العمل بها، وأحاول في هذا المقال تصوير الفكرة بشكل نظري بما يساعد صناع القرار على تبنيها والعمل بها، ولا سيما أن الحاجة دعت المسؤولين للبحث عن أفكار تطويرية من شأنها المساهمة في فك الازدحام وتسريع عمليات التنقل بكل يسر وسهولة.

من الناحية الفقهية ليس هناك إشكال في استخدام السيور الكهربائية المتحركة في الطواف والسعي طالما استخدمت العربات الكهربائية وسيارات الچولف للغرض نفسه، ومن الناحية الفنية ليس هناك إشكال في استخدامها في أسطح الحرم للطواف وفي مسارات المسعى طالما توفرت وسائل واشتراطات السلامة، واستخدمت التقنية في تنفيذها بشكل أمثل، كما أنه بالاستطاعة خلق مردود اقتصادي يغطي في الحدود الدنيا تكاليف التشغيل، ونظريا ليس هناك إشكال ما دام توفرت الإرادة ورغبة الإدارة في مسايرة الحاجة الداعية لاستخدام التنقية الحديثة.

وتأتي أهمية المقترح في أن استخدام السيور الكهربائية المتحركة سيساهم في رفع الطاقة الاستيعابية للطواف والسعي بشكل انسيابي وأكثر مرونة وسهولة من الطرق التقليدية المستخدمة حاليا، كما أنه سيسرع من عملية انتقال الحجاج والمعتمرين من كبار السن وذوي الحاجة، وفي المحصلة التقليل من الازدحام عند عربات النقل التقليدية داخل الحرم، بل إن الميزة والعلامة الفارقة في استخدام السيور الكهربائية تكمن في توفير الطاقة التشغيلية واستثمار الأوقات بما ينعكس إيجابا على عمليتي الاستيعاب والتشغيل معا.

ومن المزايا المهمة لاستخدام السيور الكهربائية بجانب غيرها من الوسائل الأخرى، أننا لا نحتاج إلى تدريب الزائر أو تدريب مرافقيه أو متابعته كما هو الحال في العربات الكهربائية، ولن نحتاج لتخصيص سائقين كما هو الحال في سيارات الچولف، ولن يكون هناك تصادم أو ازدحام عند نقط الانطلاق، بل إن الزائر يستطيع المشي على السير إن رغب وعلى قدر حاجته، فيتحقق له غرض الطواف والسعي وثواب وأجر المشي، كل هذا بالإضافة للراحة والسكينة والتفرغ للعبادة.

فكرة السيور الكهربائية ليست فكرة جديدة، بل هي استكمال لما هو مطبق في الحرم منذ زمن بعيد، فالسلالم الكهربائية موجودة ومستخدمة في التنقل بين أدوار الحرم، ولكنها ليست مطبقة في الطواف والسعي، والمقصود بالطواف أي الطواف في أسطح الحرم وليس في صحنه، إذ من السهولة بمكان استخدامها في أسطح الحرم ضمن مسار محدد أو بمحاذة مسار سيارات الچولف المستخدمة حاليا، وكذلك الحال في مسار العربات في المسعى.

في اعتقادي، إن العمل بهذا المقترح بعد الدراسة الميدانية المتخصصة والمتأنية سيكون نقلة نوعية وتطورا حقيقيا في عملية التنقل داخل الحرم، كمال هو الحال في المطارات الكبيرة، فالغاية أن ينعم زوار بيت الله الحرام من حجاج ومعتمرين بالراحة والخدمة المناسبة لهم، وأن تنال المملكة قيادة وشعبا شرف خدمتهم في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله، ويأتي هذا علاوة على ما تبذله الدولة من خدمات جليلة وتسهيلات عظيمة وخدمات أمنية يشار لها بالبنان، وتظل مصدر فخر وشرف لهذه الدولة المباركة، والله من وراء القصد.


drbmaz@