عبدالله السحيمي

الاعتدال في معهد الاعتدال

الاثنين - 20 مايو 2024

Mon - 20 May 2024

الحراك العلمي هو امتداد طبيعي للمؤسسات التعليمية خاصة فيما يتعلق بالفكر والأمن، وهو أحد المطالب الهامة التي نواجهها ونحرص عليها لما لها من أهمية بالغة في الإثراء وانعكاسه على الجميع.

الملتقى العلمي للأمن الفكري والوقاية من التطرف العنيف هو إحدى ثمرات معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال، حيث أنجز مبادرة نوعية ذات بعد علمي في تخصيص ملتقى لطلاب الدراسات العليا وهي خطوة علمية ذات قيمة من خلال التنوع التخصصي لطلاب المعهد وكذلك القدرة على تدريب وتعزيز القدرات البحثية وقد مزج المسؤولون عن هذا الملتقى الكاتب التنافسي والتحفيزي في رصد مكافآت مالية لأغراض البحث العلمي وهي تمثل تقديرا مهما يتجسد بتعدد الأوراق العلمية وتنوعها.

وقد تمثل الاهتمام على وجود أوراق عمل تم تقديمها من قبل الدراسات العليا وبين ملصقات علمية ذات قيمة علمية مميزة.

هنا أجدها فرصة لأن أقول نحن بحاجة ماسة إلى مثل هذه الملتقيات التي تهتم في الأمن الفكري بحثا ودراسة وعرضا وتعريفا بالمؤسسات العلمية والأمنية والاجتماعية والتربوية التي تخدم مثل هذا الجانب؛ لأن العالم يموج اليوم بتحديات فكرية ومعرفية ويتلوث بتسميم الفكر من عدة اتجاهات لا تنحصر على جهة معينة بل إنها حرب معلومات ومعرفة وقابلة للتسمم الذي ربما يلوث الصور ويدعم الانحراف ويسهل من عملية التشكيك بطرق ملتوية، إن الدور التكاملي هو الذي ننشده ونتمناه ونتطلع إليه بحثا عن مرفأ نواجه به هذه التيارات الأيدلوجيات المختلفة بفكر ناضج وعلم واسع وتعامل معرفي بتوازن.

أتطلع إلى أن المعهد لا يتوقف عن استمراره في عقد هذا الملتقى سنويا وزيادة مساحة المشاركة من خلال دعوة المؤسسين الحكومية والاجتماعية التي تختص بسلامة الفكر ووسطية الاعتدال والتسامح ويكون لهم أركان تعريفية، كما أن وجود الشخصيات العامة الاعتبارية يسهم في الإثراء المعرفي المتوازن ووجود عرض للكتب والمراجع والدراسات العلمية تعطي مثل هذه الملتقيات قوة مختلفة.

ومما سرني في هذا الملتقى هو دعم الطلاب بالمشاركة سواء في تقديم الحفل وبعض المناشط الأخرى وددت بكل أمانة أن يعطوا الفرصة لبعض الطلاب من خلال ترأس بعض الجلسات العلمية، لأن المعهد يتميز بتنوع التخصصات العلمية ووجود الخبرات الكافية العلمية لكثير من الطلاب في مختلف المجالات.

كما وددت أن تكون المداخلات متاحة عن طريق المشاركة الفورية وهو المتاح في هذا اللقاء إضافة إلى المشاركة المكتوبة لأن البعض يفضل الكتابة على السؤال الصوتي، وهذا في نظري يساعد على إتاحة المشاركات للجميع والعناية بتعدد الرغبات، كما وددت أن بعد كل جلسة يكرم من قدم الورقة وكذلك رئيس الجلسة وهو أنفع وقع وأكثر قيمة فالإنسان يزهو باللحظة حينما يلمس نتيجتها في الاحتفاء بوجود المنجز الذي يقدمه.

كل هذا لا يمنع من رفع القبعة لجامعة الملك عبد العزيز على جهودها العلمية والمعرفية المتمثلة في معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال الذي يسير بخطوات مميزة والجهود المبذولة في الأمن الفكري على كافة المجالات.

أتطلع وأتأمل أن يتبنى المعهد وجود مجلة فصلية محكمة تعني بالبحوث العلمية الرصينة وأوراق العمل المميزة إضافة إلى وجود جمعية خاصة بالاعتدال والأمن الفكري تتيح للطلاب والمهتمين بعضوية يمتد نشاطها إلى العمل التكاملي، وتزداد التطلعات أكثر أن يتبنى المعهد طباعة بعض الكتب التخصصية التي يندر وجودها في المكتبات وفق الضوابط المعروفة وأن يمتد ذلك إلى طباعة الرسائل العلمية المميزة التي يمكن الاستفادة والاستزادة منها.

إن ما يدعونا للفخر والاعتزاز أننا في وطن العدل والاعتدال والتسامح ومنبع الرسالة ومهوى الأفئدة وهناك الكثير من الجهات الحكومية والمؤسسات التربوية والاجتماعية تعمل على نشر ثقافة الحوار وحماية الفكر ومواجهة الإرهاب والتطرف بمختلف أشكالها.

إنه الاعتدال السعودي الذي يتميز بالتوازن واستمداد مرجعيته من الكتاب والسنة بقيادة نعتز ونفتخر بها فاللهم احفظ قيادتنا ووطننا وأمننا وآدم علينا الأمن والأمان.

Alsuhaymi37@