هذا فيلم سعودي
الأحد - 19 مايو 2024
Sun - 19 May 2024
لو اتفقنا أن الألق أو اللمعان أو النجومية بحاجة رحلة، فإن المبدع المسكين الذي هو بحاجة إلى عمر حتى تنحت شواكله وتستوي موهبته على محارق النقاد؛ لينال الرضى، له حق أن يؤصل حقيقة ثانوية تلك الرحلة باعتبارها أنها ليست الفيصل والأصل أو الحكم النهائي في نهاية المطاف عليه وعلى إبداعه.
ماذا لو أيقظت عزيزي القارئ في منتصف فيلم لا صوت لشخصياته، لتشاهد حركتهم أمام الكاميرا دون أن تعرف أحدهم، فإنك لن تستغرق وقتا طويلا حتى تكتشف أن ما تشاهده هو فيلم سعودي.
الفيلم السعودي لا يزال كسول مثل الكرة السعودية، ستميزه لا محاله، إلا أنه يحسب للأخيرة محاولاتها الجارية.
إن ما تعانيه الأفلام السعودية من ضحالة موضوعاتها وتحميل هذا الكسل على ذائقة المشاهد السعودي، ما هي إلا فكرة قاتلة للإبداع وعلى المشاهد السعودي والجاري على أيديهم عجلة الصناعة أن يرفضوها مجتمعين حتى إذا ما استيقظ أحد فينا يوما ما في منتصف فيلم لا صوت لشخوصه، فإن القصة هي من ستتكئ بأعوادها على الجفون.
واحدة من التحديات الرئيسة التي تواجهها السينما السعودية هي قوالبها المألوفة، فمعظم الأعمال تدور حول نماذج معينة من الشخصيات والقصص، مما يجعلها تبدو متكررة وقليلة التنوع.
مع تعدد التجارب والأفلام السعودية تبدو محصورة بين امرأة مناضلة، ورجل واعظ، والمفارقة أن هذا النمط الثابت قد سأم منه المشاهد السعودي العاشق للسينما، فيما لاقى استحسان المشاهد العربي في حالة غريبة إن صح وصفها.
وبما أن تصنيف المشاهد العربي العادي والمختص على حد سواء للسينما السعودية تصنيف معروف وأراه مبني على القبول، فإنه لا يمكن الأخذ به بشكل كلي وإنما بجزئه المتماشي مع رؤية المشاهد السعودي.
فلم يتكلف المشاهد بخروجه من منزله إلى صالات السينما لرؤية نفس الأشخاص ولسماع نفس الكلمات واللهجات ونقد نفس القضايا، وتلك الصور المموهة في الفيلم والمشاهد الهوليودية و"ليازر" الكرة الأفريقية التي لا تكلف أي إغراء.
لن تكون القصة والصورة معا! هذه أفلام لم تصنع لها نوافذ للفضول أو التشكيك.
هل لازلنا مقيدين بالقوالب السائدة؟ هل يمكن أن تتجاوز السينما السعودية تلك الحدود وتحدث تغييرا فعالا في مشهدها الفني؟ لعلنا نجتهد قليلا ونبحث عما نريده حقا، فكيف يصدق أن السينما السعودية المفترض اشتقاقها من أصل مجتمع يتكئ على إرث عظيم وحضارة ثلاثة قرون أن تكون بهذا البطء وهذه الجودة الحكواتية؟ فلنكتب بعمق وأصول وهيبة أن يقال "هذا فيلم سعودي".
A_LazyWriter@
ماذا لو أيقظت عزيزي القارئ في منتصف فيلم لا صوت لشخصياته، لتشاهد حركتهم أمام الكاميرا دون أن تعرف أحدهم، فإنك لن تستغرق وقتا طويلا حتى تكتشف أن ما تشاهده هو فيلم سعودي.
الفيلم السعودي لا يزال كسول مثل الكرة السعودية، ستميزه لا محاله، إلا أنه يحسب للأخيرة محاولاتها الجارية.
إن ما تعانيه الأفلام السعودية من ضحالة موضوعاتها وتحميل هذا الكسل على ذائقة المشاهد السعودي، ما هي إلا فكرة قاتلة للإبداع وعلى المشاهد السعودي والجاري على أيديهم عجلة الصناعة أن يرفضوها مجتمعين حتى إذا ما استيقظ أحد فينا يوما ما في منتصف فيلم لا صوت لشخوصه، فإن القصة هي من ستتكئ بأعوادها على الجفون.
واحدة من التحديات الرئيسة التي تواجهها السينما السعودية هي قوالبها المألوفة، فمعظم الأعمال تدور حول نماذج معينة من الشخصيات والقصص، مما يجعلها تبدو متكررة وقليلة التنوع.
مع تعدد التجارب والأفلام السعودية تبدو محصورة بين امرأة مناضلة، ورجل واعظ، والمفارقة أن هذا النمط الثابت قد سأم منه المشاهد السعودي العاشق للسينما، فيما لاقى استحسان المشاهد العربي في حالة غريبة إن صح وصفها.
وبما أن تصنيف المشاهد العربي العادي والمختص على حد سواء للسينما السعودية تصنيف معروف وأراه مبني على القبول، فإنه لا يمكن الأخذ به بشكل كلي وإنما بجزئه المتماشي مع رؤية المشاهد السعودي.
فلم يتكلف المشاهد بخروجه من منزله إلى صالات السينما لرؤية نفس الأشخاص ولسماع نفس الكلمات واللهجات ونقد نفس القضايا، وتلك الصور المموهة في الفيلم والمشاهد الهوليودية و"ليازر" الكرة الأفريقية التي لا تكلف أي إغراء.
لن تكون القصة والصورة معا! هذه أفلام لم تصنع لها نوافذ للفضول أو التشكيك.
هل لازلنا مقيدين بالقوالب السائدة؟ هل يمكن أن تتجاوز السينما السعودية تلك الحدود وتحدث تغييرا فعالا في مشهدها الفني؟ لعلنا نجتهد قليلا ونبحث عما نريده حقا، فكيف يصدق أن السينما السعودية المفترض اشتقاقها من أصل مجتمع يتكئ على إرث عظيم وحضارة ثلاثة قرون أن تكون بهذا البطء وهذه الجودة الحكواتية؟ فلنكتب بعمق وأصول وهيبة أن يقال "هذا فيلم سعودي".
A_LazyWriter@