حسن علي القحطاني

الهوية السياحية انفراد عسيري

الاحد - 05 مايو 2024

Sun - 05 May 2024


يحق لها أن تتباهى، فكل ما فيها آسر، جمالها فاتن، حتى فاضت قريحة الشعراء لها غزلا عذريا، وأتعبت أقلام الأدباء في وصفها نثرا، ارتفعت إلى أن تعلت فوق السحاب، وانحنت حتى لامست البحر، كأنها خلقت لتكون على بحرين عذب يشربه جسدها؛ ومالح يروي عطشها، وكلاهما ماء؛ ومن الماء كل شيء حي، تفاصيلها فاتنه، تبعث الشغف لكل شيء.

عن منطقة عسير أكتب، وقبلي كتب الكثير، وسيكتب عنها الأكثر، مميزة على خريطة وطن عزيز؛ كل شبر فيه يتميز، تستحق كل الرعاية التي تحظى بها من قيادتنا؛ ويترجمها حرص ومتابعة أميرها ورئيس لجنة تطويرها الأمير طلال بن عبدالعزيز فهي من روافد التاريخ والثقافة والاقتصاد الوطني ووجهة سياحية على مدار العام، تتجه للعالمية، بها أعلى قمة في شبه الجزيرة العربية، والطقس البارد، والتراث العريق، والتنوع الجغرافي، انفردت يوم الخميس الماضي بإطلاق هويتها السياحية كأول هوية سياحية مناطقية في المملكة العربية السعودية في حفل استثنائي رعاه أميرها وحضره نخبة من الأمراء والوزراء وأصحاب المعالي والمسؤولين، وأقيمت بين قمم الجبال والسهول الخصيبة بقرية رجال ألمع التراثية، أناب فيها أمير عسير إطلاق هويتها لـ(كرام الأرومة) وهم رجال المنطقة؛ كرام الطبع، صادقو العهد، نقيو القلب، سخيو اليد همتهم تقد جبال، وكلمتهم لها أفعال ومنبتهم طيب الأرومة، وهن أيضا نساء المنطقة؛ رحيمات قلب، قويات بأس، رفيعات خلق، عربيات ساس، عصيات دمع، لأن لهن طيب الأرومة وكذلك هي أرض المنطقة التي حمايتها فرض، عمارها شرع، ثراها سماء، وأرضها نماء، فهي أصل لطيب الأرومة.

روعي في تصميم هوية عسير أن تكون بسيطة ومنسجمة مع تنوع تضاريس المنطقة، ومتوشحة لتراثها المعماري، تزين اسم عسير برسم الخط العربي الأصيل بطريقة تعكس التراث العريق وزخارف عربية فريدة، واكتسبت ألوانها طبيعتها وفنونها كفن القط العسيري.

من الجميل أيضا، أن الهوية دعمت بإطلاق هيئة تطوير عسير موقعا الكترونيا للزائر والسائح يقدم خدمات متكاملة تساعد على التخطيط للرحلة ومعرفة المواسم والفعاليات القائمة فيها وطريقة القدوم.

أخيرا، تلقيت دعوه كريمة من اتحاد المرشدين السياحيين في عسير للمشاركة كمرشد سياحي لضيوف هذه المناسبة، وكان من حظي السعيد أن التقيت بالأستاذ (عبدالعزيز) من إدارة المحافظ في صندوق الاستثمارات العامة الذي حل ضيفا كريما على عسير، ورافقته في رحلته كصديق عزيز، سحرني بأدبه وحسن خلقه وتواضعه الجم، ثم اكتشفت أنه ابن الأستاذ (فيصل العبدالهادي) صاحب الأيادي البيضاء مع جميع من عرفه بشكل مباشر أو غير مباشر، وبعد أن غادر مطار أبها كأخ غال سمعت منه ما أثلج صدري من الثناء على المنطقة، وما يدعو للتفاؤل بأن القادم أجمل، وتستحق تفاصيل تجربة الإرشاد السياحي بجمالها وكثرة معوقاتها أن أفرد لها مقالا سيرى النور قريبا بإذن الله.


hq22222@