مفاتيح لتحقيق التميز المؤسسي
الاثنين - 29 أبريل 2024
Mon - 29 Apr 2024
طرح مهندس التصنيع الأمريكي ويليام إدواردز ديمنق (1900-1993)؛ (W. Edwards Deming)؛ أوائل الأربعينيات نظريته المسماة بدائرة ديمنغ؛ كان هدفها تحسين الجودة، إلا أنها لم تجد الاهتمام الذي كان يرجوه عند قادة الصناعة في الولايات المتحدة الأمريكية، سافر لليابان بعد الحرب العالمية الثانية بناء على طلب الحكومة اليابانية، نجح ديمنق في مهمته، علم اليابانيين حينها مفاتيح التميز المؤسسي؛ وحقق معهم الجودة الأعلى بتكلفة إنتاج أقل، في المقابل أنشأت الحكومة اليابانية عام 1951م جائزة سنوية باسمه؛ تمنح للمؤسسة أو الشركة التي تحقق التميز.
إذا لنتفق على أن تحقيق التميز المؤسسي شاق؛ لكنه غير مستحيل؛ إذا تم كعملية مستمرة تتطلب العمل الجاد والتفاني والابتكار المستمر؛ وفق معايير مقننة قابلة للتطوير؛ تقاس بمدى تحقيقها للأهداف المرحلية بجودة عالية وبأقل تكاليف ممكنة، وهذه المعايير يمكن تسميتها مفاتيح لتحقيق التميز المؤسسي، ورغم كل الجهود في المؤتمرات والأوراق العلمية المقدمة والمؤلفات المنشورة لإيجاد نموذج موحد أو مقياس واحد لقياس التميز المؤسسي إلا أن خلاف المنظرين وعلماء الجودة والمتخصصين لا يزال قائما، وهذا أدى إلى تنوع المنظمات والمدارس الإدارية التي برعت في سن مفاتيح لتحقيق التميز المؤسسي، ما يهمنا هو أن هذا الاختلاف صحي، ومنحنا التجارب الثرية التي من خلالها يمكن تحديد خمسة مفاتيح لتحقيق التميز المؤسسي.
المفتاح الأول: فهم الأفراد لطبيعة عمل المؤسسة وأهدافها وخططها الاستراتيجية وقيمها والدور المطلوب منها بشكل دقيق، فأي مؤسسة تتكون من أفراد يعملون بإدارة أو قيادة تحت كيان واحد لتحقيق هدف أو غاية، هؤلاء الأفراد يمثلون مفتاح التميز للمؤسسة إذا وجدت إدارة متميزة وغير تقليدية تجعل العمل يقوم على فهمهم لهذا الهدف، مما يولد تكامل في أدوار العمل المؤسسي بدأ من الأقسام الصغيرة وانتهاء بالإدارات التنفيذية.
ثانيا: غرس مفهوم التميز على المستوى الشخصي، وهذا يشمل غرس طرق التفكير الشخصية؛ وكيفية تنمية وتطوير أسلوب التفكير؛ وبالتالي سينعكس على كيف يدير القيادي إدارته؟؛ أو الإداري قسمه؟؛ وكيف سيتعامل الموظف مع متطلبات تجويد العمل؟، وهذا يتحقق من خلال برامج التعلم والتطوير الذاتي أو تحت مظلة البرامج الرسمية للمؤسسة، وهنا نجد أن التخصص والمهارات ومنظومة القيم لدى الأفراد تلعب دورا كبيرا في تقبل وتطبيق هذا المفتاح.
ثالثا: الأداء المتميز، أن التميز في الأداء يتطلب وجود نموذج للإدارة وآخر للعمل التخصصي، وكلاهما يمثلان امتدادا لعلوم الإدارة الحديثة، ويعتمد على التخصصات الدقيقة في الجودة والحوكمة وإدارة مخاطر وغيرها، وله إطار ومكونات أداء من قيادة وموارد بشرية ونحوها تدير هذا الكيان، ويحتاج تطبيقه أما بالنظرة العمودية التي ترتبط بالأهداف الاستراتيجية والتشغيلية والقيم ومثيلاتها أو بالنظرة الأفقية المرتبطة بالأنظمة والنتائج مع بعضها، وكلاهما تقوم بتوازن ما بين المبادئ (الممكنات والنتائج) والمعايير المؤثرة على بعض، وأدوات التقييم، كما يتطلب التطبيق وضع طرق للتحسين المستمر للوصول لأفضل الممارسات إذا ما تم المقارنة مع مؤسسات أخرى، كما يوفر بيانات دقيقة تساعد على اتخاذ القرارات المناسبة، إن فهم طريقة الأداء المتميز يساعد على إدارة العمل بشكل منهجي ويكسب المؤسسة نظرة واسعة للأحداث تحقق هدف هذا المفتاح.
رابعا: التقييم العميق، التقييم هو لتحديد مستوى إنجاز معين، وأكبر المعضلات التي تواجه تطبيقه هو أن التقييم التقليدي أدى في كثير من الأحيان إلى تسطيح مستوى الحكم، وعدم إحراز مستويات أعلى من الأداء، هناك اختلاف جذري عند تطبيق أسلوب التقييم المؤسسي الذي يمنحك مقياس ناضج في الممارسات يتجاوز المستوى الواحد إلى الأربع مستويات التي تضمنها المؤشر الوطني للنضج المؤسسي، كما أن التقييم العميق يعطي نظرة شمولية للمؤسسة ويجعل مخرجاتها موثوقة وقد تصل إلى المنافسة عالميا، إن تطبيق هذا المفتاح يرفع قياس مستوى النضج للمؤسسة، وينقل الممارسة من مستوى تميز إلى مستوى أعلى بغض النظر عن طبيعة العمل أو المعايير التي يتبعها.
خامسا: فهم مدخلات ومخرجات التحسين، التحسين المستمر هو البوابة الرئيسة التي تعبر من خلالها إلى التميز المؤسسي، ويكون لأغراض الانتقال من مستوى جيد إلى مستوى أجود، حسب الـ(11) مستوى الخاصة بالأنظمة، وليس فقط لحل المشكلات، إن من أهم مدخلات التحسين قياس مستوى فاعلية الأنظمة ومستوى كفاءتها بناء على الست مستويات للنتائج، إلى أن نصل إلى مدخلات التعلم الداخلي أو التعلم بالممارسات، أما مخرجات التحسين فهي الإبداع المستمر، وتحديد أولويات التحسين المرتبطة بالأفكار الإبداعية، وابتكار خدمات أو منتجات تقوي الثقة بين المؤسسة والمستفيد أو العميل، مع رسم خطط قابلة للتنفيذ وتلبي الحاجة في للنمو والتطوير.
أخيرا، تطبيق هذه المفاتيح سيحقق التميز المؤسسة، وينقلها بالتدرج إلى تطبيق نماذج تميز تنافس بها محليا وعالميا وتأهلها إلى نيل الجوائز على كافة الصعد، دمتم متميزين.
hq22222@
إذا لنتفق على أن تحقيق التميز المؤسسي شاق؛ لكنه غير مستحيل؛ إذا تم كعملية مستمرة تتطلب العمل الجاد والتفاني والابتكار المستمر؛ وفق معايير مقننة قابلة للتطوير؛ تقاس بمدى تحقيقها للأهداف المرحلية بجودة عالية وبأقل تكاليف ممكنة، وهذه المعايير يمكن تسميتها مفاتيح لتحقيق التميز المؤسسي، ورغم كل الجهود في المؤتمرات والأوراق العلمية المقدمة والمؤلفات المنشورة لإيجاد نموذج موحد أو مقياس واحد لقياس التميز المؤسسي إلا أن خلاف المنظرين وعلماء الجودة والمتخصصين لا يزال قائما، وهذا أدى إلى تنوع المنظمات والمدارس الإدارية التي برعت في سن مفاتيح لتحقيق التميز المؤسسي، ما يهمنا هو أن هذا الاختلاف صحي، ومنحنا التجارب الثرية التي من خلالها يمكن تحديد خمسة مفاتيح لتحقيق التميز المؤسسي.
المفتاح الأول: فهم الأفراد لطبيعة عمل المؤسسة وأهدافها وخططها الاستراتيجية وقيمها والدور المطلوب منها بشكل دقيق، فأي مؤسسة تتكون من أفراد يعملون بإدارة أو قيادة تحت كيان واحد لتحقيق هدف أو غاية، هؤلاء الأفراد يمثلون مفتاح التميز للمؤسسة إذا وجدت إدارة متميزة وغير تقليدية تجعل العمل يقوم على فهمهم لهذا الهدف، مما يولد تكامل في أدوار العمل المؤسسي بدأ من الأقسام الصغيرة وانتهاء بالإدارات التنفيذية.
ثانيا: غرس مفهوم التميز على المستوى الشخصي، وهذا يشمل غرس طرق التفكير الشخصية؛ وكيفية تنمية وتطوير أسلوب التفكير؛ وبالتالي سينعكس على كيف يدير القيادي إدارته؟؛ أو الإداري قسمه؟؛ وكيف سيتعامل الموظف مع متطلبات تجويد العمل؟، وهذا يتحقق من خلال برامج التعلم والتطوير الذاتي أو تحت مظلة البرامج الرسمية للمؤسسة، وهنا نجد أن التخصص والمهارات ومنظومة القيم لدى الأفراد تلعب دورا كبيرا في تقبل وتطبيق هذا المفتاح.
ثالثا: الأداء المتميز، أن التميز في الأداء يتطلب وجود نموذج للإدارة وآخر للعمل التخصصي، وكلاهما يمثلان امتدادا لعلوم الإدارة الحديثة، ويعتمد على التخصصات الدقيقة في الجودة والحوكمة وإدارة مخاطر وغيرها، وله إطار ومكونات أداء من قيادة وموارد بشرية ونحوها تدير هذا الكيان، ويحتاج تطبيقه أما بالنظرة العمودية التي ترتبط بالأهداف الاستراتيجية والتشغيلية والقيم ومثيلاتها أو بالنظرة الأفقية المرتبطة بالأنظمة والنتائج مع بعضها، وكلاهما تقوم بتوازن ما بين المبادئ (الممكنات والنتائج) والمعايير المؤثرة على بعض، وأدوات التقييم، كما يتطلب التطبيق وضع طرق للتحسين المستمر للوصول لأفضل الممارسات إذا ما تم المقارنة مع مؤسسات أخرى، كما يوفر بيانات دقيقة تساعد على اتخاذ القرارات المناسبة، إن فهم طريقة الأداء المتميز يساعد على إدارة العمل بشكل منهجي ويكسب المؤسسة نظرة واسعة للأحداث تحقق هدف هذا المفتاح.
رابعا: التقييم العميق، التقييم هو لتحديد مستوى إنجاز معين، وأكبر المعضلات التي تواجه تطبيقه هو أن التقييم التقليدي أدى في كثير من الأحيان إلى تسطيح مستوى الحكم، وعدم إحراز مستويات أعلى من الأداء، هناك اختلاف جذري عند تطبيق أسلوب التقييم المؤسسي الذي يمنحك مقياس ناضج في الممارسات يتجاوز المستوى الواحد إلى الأربع مستويات التي تضمنها المؤشر الوطني للنضج المؤسسي، كما أن التقييم العميق يعطي نظرة شمولية للمؤسسة ويجعل مخرجاتها موثوقة وقد تصل إلى المنافسة عالميا، إن تطبيق هذا المفتاح يرفع قياس مستوى النضج للمؤسسة، وينقل الممارسة من مستوى تميز إلى مستوى أعلى بغض النظر عن طبيعة العمل أو المعايير التي يتبعها.
خامسا: فهم مدخلات ومخرجات التحسين، التحسين المستمر هو البوابة الرئيسة التي تعبر من خلالها إلى التميز المؤسسي، ويكون لأغراض الانتقال من مستوى جيد إلى مستوى أجود، حسب الـ(11) مستوى الخاصة بالأنظمة، وليس فقط لحل المشكلات، إن من أهم مدخلات التحسين قياس مستوى فاعلية الأنظمة ومستوى كفاءتها بناء على الست مستويات للنتائج، إلى أن نصل إلى مدخلات التعلم الداخلي أو التعلم بالممارسات، أما مخرجات التحسين فهي الإبداع المستمر، وتحديد أولويات التحسين المرتبطة بالأفكار الإبداعية، وابتكار خدمات أو منتجات تقوي الثقة بين المؤسسة والمستفيد أو العميل، مع رسم خطط قابلة للتنفيذ وتلبي الحاجة في للنمو والتطوير.
أخيرا، تطبيق هذه المفاتيح سيحقق التميز المؤسسة، وينقلها بالتدرج إلى تطبيق نماذج تميز تنافس بها محليا وعالميا وتأهلها إلى نيل الجوائز على كافة الصعد، دمتم متميزين.
hq22222@