4 جبهات شاركت في الهجوم الإيراني والحصيلة صفر

المعركة انتهت قبل أن تبدأ.. وأمريكا وفرنسا وبريطانيا دافعت باستماتة عن الكيان الصهيوني
المعركة انتهت قبل أن تبدأ.. وأمريكا وفرنسا وبريطانيا دافعت باستماتة عن الكيان الصهيوني

الاحد - 14 أبريل 2024

Sun - 14 Apr 2024


« 14 يوما من التهديد والوعيد والمحصلة النهائية صفر».. هذا ملخص ميداني للهجوم الإيراني على إسرائيل الذي شغل العالم على مدار أيام طويلة، ثم كانت النتيجة إصابة واحدة وتضرر إحدى القواعد العسكرية.حبس الجميع أنفاسهم، وغاب النوم عن عيون سكان دول المنطقة ليلة كاملة، ترقبا للانتقام الإيراني المحتمل بعد ضرب قنصلية طهران في دمشق واغتيال قادة في الحرس الثوري، لكن الجميع تفاجأ بإعلان انتهاء الهجوم، قبل أن تصل الطائرات المسيرة أصلا إلى إسرائيل.

الخسائر الأولية للهجوم الإيراني:
  • 0 قتيل
  • 1 إصابة
  • 1.5 مليار دولار خسائر اقتصادية
4 جبهات قادت الهجوم الإيراني:
  • إيران ،كانت نقطة الانطلاق الرئيسة للهجوم الذي تم بقرابة 100 طائرة مسيرة على الأقل، وفق تقارير أمريكية وإسرائيلية، إضافة إلى إطلاق صواريخ كروز.
  • وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بأن الحرس الثوري شن هجوما واسعا بمسيرات وصواريخ في اتجاه إسرائيل، ردا على الجرائم العديدة التي ارتكبتها إسرائيل، خصوصا الهجوم على الفرع القنصلي لسفارة إيران في دمشق. وأوضح أن القوات الجوية في الحرس الثوري أطلقت عشرات الصواريخ والمسيرات على أهداف محددة داخل إسرائيل التي لم تعلن مسؤوليتها عن هجوم القنصلية.
  • العراق ،تم رصد تحليق طائرات مسيرة فوق سماء منطقة طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين شمال شرق العراق، إذ أكد شهود عيان أن الطائرات كانت تحلق على ارتفاع منخفض، وفق وسائل إعلام عراقية.
  • وبينما لم يعرف بعد إذا كانت المسيرات أطلقت من العراق بالفعل، أم إنها فقط تعبره، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن المقاتلات الحربية الإسرائيلية والأمريكية تصدت لتلك المسيرات.
  • حزب الله ،أعلن حزب الله اللبناني بدوره مسؤوليته عن إطلاق عشرات صواريخ الكاتيوشا على مقر الدفاع الجوي والصاروخي الإسرائيلي في ثكنة كيلع بهضبة الجولان ورغم أن بيان الحزب لم يشر إلى أن هجومه مرتبط بالرد الإيراني على هجوم القنصلية، ذكر أنه في إطار الدعم للشعب الفلسطيني وقطاع غزة، حسب زعمه.
  • الحوثيون ، أفادت وكالة أمبري البريطانية للأمن البحري أن ميليشيات الحوثي أطلقت مسيرات من اليمن باتجاه إسرائيل، تزامنا مع الهجوم الإيراني.
  • وقالت أمبري، في بيانها، إنها تلقت تقارير بأن الحوثيين أطلقوا طائرات دون طيار باتجاه إسرائيل، ولفتت إلى أن عملية الإطلاق تمت بالتنسيق مع إيران، مشيرة إلى أن الموانئ الإسرائيلية كانت أهدافا محتملة للهجوم.
صنع الكثيرون سيناريوهات طويلة واحتمالات معقدة لمواجهة قد تنذر بحرب إقليمية واسعة النطاق، بعدما انطلقت المسيرات والصواريخ من 4 جبهات، وظهرت في النهاية الضربة الانتقامية أشبه بعمليات «الاحتواء»، بعدما سقط عدد كبير من الصواريخ في أربيل والأردن قبل أن يصل إلى الكيان الصهيوني، وهو ما يطرح سؤالا عريضا: هل حقق الهجوم الإيراني أهدافه المعلنة؟ وهل سترد إسرائيل؟ وماذا حدث بالضبط؟

حبس الأنفاس
بدأت عملية حبس الأنفاس في المنطقة منذ 1 أبريل، عندما قصفت إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق، وقتلت 16 شخصا بينهم عناصر وقياديان في الحرس الثوري الإيراني، في عملية قاسية أدت إلى سحق مبنى القنصلية تماما، ومقتل العميد محمد رضا زاهدي مسؤول فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في سوريا ولبنان، كأرفع مسؤول يقتل هكذا منذ استهداف الجنرال البارز قاسم سليماني بغارة أمريكية في العراق عام 2020.
تطايرت التصريحات والتهديدات في كل اتجاه بالرد والانتقام، وأكد الجميع أن ارتفاع وتيرة التوتر والعداء بين إيران وإسرائيل، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة سيسهم في اشعال نيران الانتقام بصورة غير مسبوقة، وهو ما استعدت له بالفعل إسرائيل وحلفاؤها الثلاث الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.

روايات متضاربة
اختلفت الروايات حول الهجوم الإيراني، ففي حين أعلن الحرس الثوري الإيراني أن جميع المواقع التي استهدفت في إسرائيل، كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح، أكد الجيش الإسرائيلي أن منظومات الدفاع تصدت لـ 99% من الهجوم الإيراني.
في الجانب الإيراني، نقلت وكالة ‹تسنيم› أن الهجوم أصاب «أهم قاعدة جوية إسرائيلية» في النقب جنوب إسرائيل، مما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة به، مشيرة إلى أن صواريخ طهران الباليستية طالت عديدا من الأهداف، بينها قاعدة نيفاتيم الجوية.
وفي الجانب الآخر، أكدت إسرائيل أنه من أصل أكثر من 120 صاروخا باليستيا، اخترق عدد ضئيل جدا الحدود الإسرائيلية، وسقط في قاعدة لسلاح الجو في نفاتيم وألحق أضرارا طفيفة في المنشأة.

إصابة واحدة
اتفقت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على أن الهجوم الإيراني فشل، بعد أن تصدت المنظومات الدفاعية في 4 دول للهجوم، ونقلت صحيفة ‹نيويورك تايمز› الأمريكية، عن مسؤولين أمريكيين قولهم «إن الأضرار التي لحقت بإسرائيل وفق التقييم الأولي محدودة نسبيا نظرا لحجم الهجوم».
وأشارت الصحيفة إلى أن معظم عمليات الإطلاق كانت من إيران وجزء صغير منها من اليمن والعراق، ووفق مصادر إسرائيلية، فقد تسبب الهجوم الإيراني ليلة أمس بإصابة فتاة واحدة فقط بجروح طفيفة.
وقالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية «إن طفلة عمرها 10 سنوات أصيبت بجروح في الهجوم الإيراني، وأن الطفلة البدوية المصابة من المنطقة المحيطة بمدينة عراد في صحراء النقب».

الصواريخ في أربيل
وفيما بعثت إيران صواريخها تجاه إسرائيل، أفاد شهود عيان ووسائل إعلام كردية فجر أمس بأن نحو 20 صاروخا إيرانيا سقطت في منطقة سوران بمحافظة أربيل (تبعد 450 كم من بغداد)، وذكرت المصادر أن هذه الصواريخ انطلقت من الأراضي الإيرانية باتجاه قضاء سوران في محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وأن القصف تسبب في تهشيم زجاج النوافذ والأبواب لمنازل المدنيين، وبحسب الشهود فإن عمليات القصف تسببت بحالة من الهلع والخوف بين المدنيين.
ويرى مراقبون أن الهجوم الإيراني رغم ضعف حصيلته إلا أنه تسبب في خوف وذعر داخل إسرائيل، حيث احتمى عدد من الإسرائيليين في الملاجئ، وقال إلياهو بركات، صاحب محل بقالة يبلغ من العمر 49 عاما في حي مأمن الله «كما ترون، المكان فارغ، الجميع يركضون إلى منازلهم»، مشيرا إلى أن الكثير من الأشخاص زاروا متجره لتخزين الإمدادات، «المياه والغذاء وكل شيء».

نهاية الهجوم
وقبل أن تصل الصواريخ والمسيرات الإيرانية إلى إسرائيل، أعلنت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، على منصة إكس للتواصل الاجتماعي «إن العمل العسكري الإيراني كان ردا على عدوان النظام الصهيوني على مقرنا الدبلوماسي في دمشق، ويمكن اعتبار أن الأمر قد انتهى»، وهو الأمر الذي أثار علامة استفهام كبيرة للإعلان عن نهاية الهجوم قبل أن يبدأ.
وبسرعة فائقة أعلن مجلس الأمن الدولي أنه سيعقد جلسة استثنائية لبحث الهجوم الإيراني على تل أبيب، ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة التصعيد الخطير، المتمثل في الهجوم الإيراني على إسرائيل، وغيرها من ردود الأفعال الدولية المنددة.
وأعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عبر منصة «إكس»، أن الاتحاد يدين بشدة هجوم طهران، منددا بتصعيد غير مسبوق وتهديد خطير للأمن الإقليمي.

شركاء إسرائيل
تآزرت الجهود البريطانية والأمريكية والفرنسية للدفاع عن الكيان الصهيوني، مما أدى إلى اعتراض الغالبية العظمى من الطائرات المسيرة والصواريخ، وذكرت شبكتا «سي إن إن» و«إيه بي سي» الأمريكيتان، أن الدفاع الجوي الأمريكي، اعترض العديد من المسيرات التي أطلقتها إيران، دون أن تحددا عدد الطائرات التي تم إسقاطها ولا هوية الأراضي التي تمت هذه العملية في أجوائها.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية قولها، «إن الجيش الأمريكي أسقط عددا من الطائرات المسيرة الإيرانية في محافظتي السويداء ودرعا بجنوب سوريا بالقرب من الحدود الأردنية، انطلاقا من قواعد لم يكشف عنها في المنطقة».
وأعلنت الحكومة البريطانية إرسال طائرات مقاتلة إضافية إلى الشرق الأوسط، مؤكدة أنها ستعترض إذا لزم الأمر أي هجوم جوي، في حين ثمن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو دور فرنسا وقال إنها شاركت بفاعلية في صد الهجوم.

سيناريو الهجوم
بعد 14 يوما.. جاء وقت الانتقام، وأطلقت إيران عملية «الوعد الصادق» التي اشتملت على ما يقارب من 300 مسيرة وصاروخ، وهو أول هجوم مباشر من تشنه إيران ضد إسرائيل، وبالتواكب نفذ وكلاء لإيران في المنطقة هجمات ضد إسرائيل، مثل حزب الله اللبناني الذي أطلق صواريخ كاتيوشا في اتجاه هضبة الجولان، وميليشيات الحوثي في اليمن عبر مسيرات باتجاه الأراضي الإسرائيلية.
أوضح الحرس الثوري الإيراني في بيان، أن الهجوم استخدم مئات الطائرات المسيرة وعددا كبيرا من الصواريخ من مختلف الأنواع، وأن جميع الأهداف كانت عسكرية.
سمع دوي انفجارات في أجواء القدس، وتم إطلاق صافرات الإنذار في المدينة، كما أطلقت صافرات الإنذار في شمال إسرائيل وفي منطقة النقب، وترددت أصداء الهجوم في جنبات الشرق الأوسط، مما أثار المخاوف من تصعيد محتمل في المنطقة.