الجوع والدمار يحولان أحلام أهل غزة إلى سراب

بطل كمال أجسام يخوض رحلة عذاب يومية للحصول على طعام زوجته وأمه المريضة وأطفاله
بطل كمال أجسام يخوض رحلة عذاب يومية للحصول على طعام زوجته وأمه المريضة وأطفاله

الاحد - 07 أبريل 2024

Sun - 07 Apr 2024

«تحولت الصالة الرياضية إلى خراب، وأصبح تناول وجبة من البيض حلما صعبا تحقيقه حتى في المنام».. كلمات مؤثرة قالها بطل كمال الأجسام الفلسطيني سهيل الأسعد لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، بعدما بات ينام مع أسرته في خيمة بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

يقضي سهيل وغيره من شباب غزة يومهم كاملا في البحث عن الطعام لزوجته وأمه المريضة وأطفاله، بعد 6 أشهر من أعنف أزمة إنسانية يعيشها القطاع المحاصر، في ظل الحرب الغاشمة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي بلا هوادة أو إنسانية.

رحلة عذاب يعيشها أهل غزة يوميا للبقاء على قيد الحياة. فيما صارت أي أفكار أخرى تتمثل ومنها ممارسة الرياضة مجرد رفاهية، لا يمكن تحقيقها في ظل الدمار والجوع.

جوع وخراب
وسط التحذيرات المتكررة من خطر المجاعة في قطاع غزة، جاء مقتل عمال إغاثة أجانب وإعلان منظمة «وورلد سنترال كيتشن» الخيرية وقف نشاطها في القطاع، ليزيد المعاناة التي يواجهها الفلسطينيون هناك، ويضاعف صعوبة الحصول على الطعام.

ومن بين سكان القطاع الذين يعانون بشدة، لاعب كمال الأجسام سهيل الأسعد، الذي قال لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إنه اعتاد قبل الحرب على تناول وجبة «عجة» مكونة من 8 بيضات، قبل التوجه إلى صالة رفع الأثقال، لكن حاليا ـ وفق الأسعد ـ لم يعد العثور على الطعام أمرا سهلا، وأصبح البيض صعب المنال.

فيما تحولت الصالة الرياضية إلى خراب، وبات ينام مع أسرته في خيمة بمدينة رفح جنوبي القطاع، حيث يقضي يومه في البحث عن الطعام لزوجته وأمه المريضة وأطفاله الثلاثة.

أغلى من الذهب
نشر الأسعد مقطع فيديو بوقت سابق الشهر الماضي، وهو يحمل بيضتين، وكتب: «بيض أغلى من الذهب»، موضحا أن سعرهما وصل إلى 10 شيكل، مما يعني أنه يحتاج إلى 75 شيكل تقريبا (نحو 20 دولارا) يوميا لشراء 15 بيضة لأسرته، وهي التكلفة التي تعادل 10 أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب.

ومثل عدد كبير من سكان غزة، أنشأ الأسعد صفحة على موقع «غو فاند مي»، لطلب المساعدة بالتبرعات لشراء الطعام والمياه النظيفة.

وكتب على صفحته بالموقع: «دخلنا الشهر السادس حاليا دون مال أو طعام أو حتى مساعدات، كلها في السوق السوداء وبأسعار مرتفعة».

وحول أزمة الحصول على المساعدات، قال أحد المتطوعين المحليين الذي يعتمد على الغذاء الذي يصله من وكالات الإغاثة الدولية، ويدعى رمزي، لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية: «إنها نقطة في محيط».

أطفال جائعون
لتسليط الضوء على حجم المعاناة، قال رمزي إنه «لا يستطيع التعامل مع عدد الأشخاص من الصغار وكبار السن، الذين يبحثون عن الطعام»، وأوضح للشبكة البريطانية: «في البداية، كان هناك بين 100 و200 طفل، اليوم هناك 300 وغدا سيكون 350، بعدها 400.. حجم الناس خلال وقت توزيع الطعام لا يمكن تخيله».

ونقلت «سكاي نيوز» عن أب لـ8 أطفال اسمه عبد العال، قوله: «لا أحصل على أي مساعدات لنفسي، حينما تصل شاحنة، ألقي بنفسي عليها للحصول على أي شيء لإطعام الأطفال، وصلنا لمرحلة لا نستطيع فيها الحصول على طعام لأطفالنا».

وبعد مقتل 7 عمال إغاثة، علقت منظمة «وورلد سنترال كيتشن» أعمالها في غزة، بعدما كانت قد قدمت 35 مليون وجبة ساخنة، وأنشأت أكثر من 60 مطبخا في غزة لدعم المدنيين منذ أكتوبر، وفق المنظمة.

ألم وحزن
سلط مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) راميش راجاسينجهام، الضوء على الأزمة الإنسانية الحادة في قطاع غزة ودعا إلى استجابة عالمية عاجلة.

وأوضح في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي بمناسبة مرور 6 أشهر على تصاعد الصراع في غزة، التبعات المروعة التي يواجهها سكان غزة منذ اندلاع أعمال الحرب، وقال: «6 أشهر من الألم والحزن».

وأضاف أنه مع مقتل أكثر من 32 ألف شخص وإصابة 75 ألف آخرين، وصل الوضع إلى نقطة حرجة، إذ تأثر الأطفال والنساء بشكل غير متناسب، وأكد أنه «من الواضح أنه لا توجد حماية للمدنيين في غزة»، مشددا على الحاجة الماسة للتدخل الدولي لحماية أرواح الأبرياء.

نزوح كارثي
تابع المسؤول الأممي: «كان النزوح كارثيا، إذ أجبر 1.7 مليون شخص، أي 75% من سكان غزة، على ترك منازلهم والعيش في ظروف معيشية محفوفة بالمخاطر».

وفي حديثه عن مقتل 7 من عمال الإغاثة من منظمة المطبخ المركزي العالمي في غارات جوية إسرائيلية، قال راجاسينجهام: «لقد أبلغوا الجيش الإسرائيلي بتحركاتهم»، ودعا إلى توفير وصول آمن وسريع ودون عوائق لجميع المنظمات الإنسانية، للوصول إلى جميع المدنيين المحتاجين.

وحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن، من أن إسرائيل «يتعين عليها اتخاذ خطوات لمعالجة الأضرار التي تلحق بالمدنيين والمعاناة الإنسانية، وإلا ستتخذ واشنطن إجراءات» لم تحددها، ردا على ذلك.

ضحايا غزة حتى أمس

33,137 شهيدا
75,815 مصابا
46 شهيدا آخر 24 ساعة
65 مصابا آخر 24 ساعة
4 مجازر آخر 24 ساعة

وقف الحرب
بالتواكب مع مأساة أهل غزة، أكد مصدر قيادي في حماس أن وفدا سيتوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة قريبا، لاستئناف المفاوضات بشأن وفق إطلاق النار، وقال «المفاوضات ستستأنف في القاهرة، في ظل استمرار الفجوات بين حماس وكيان الاحتلال الإسرائيلي».

وأضاف: «الولايات المتحدة مارست ضغوطا على الوسطاء المصريين والقطريين، وعلى الاحتلال للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار».

وكان القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، أكد أن «الحركة أبلغت الوسطاء موقفها في المفاوضات على خلفية اللقاءات التي جمعت مسؤولي الاحتلال بالوسيطين المصري والقطري».

وكان القيادي في حماس محمود مرداوي، قال إنهم مصرون على انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، والسماح للنازحين بالعودة إلى مدينة غزة وشمال القطاع وإدخال المساعدات الإنسانية، والبدء بإعمار غزة».