محمد علي الحسيني

فقه زكاة الفطر

الثلاثاء - 02 أبريل 2024

Tue - 02 Apr 2024

لقد أوجب الله عز وجل صيام شهر رمضان كل عام، وهو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، وله مكانة عظيمة لما فيه من صيام وقيام وأعمال وعبادات.

وقد وعد الله سبحانه وتعالى عباده المجتهدين في قيامه وصيامه بالمغفرة، فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه الأخيار) أنه قال: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».

كما أن المولى جل جلاله جعل تتمة الصيام بزكاة الفطرة، ليطهر الأبدان والقلوب، وتعم فرحة عيد الفطر المبارك كل المسلمين فقيرهم وغنيهم، لذلك فإنه من لم يخرج صدقة الفطر لم يكتمل صيامه، فهي فرض على كل مسلم صغيرا كان أو كبيرا، ذكرا أو أنثى، وتؤدى قبل خروج الناس للصلاة.

زكاة الفطر تشريعها وقيمتها
عندما شرع المولى عز وجل رمضان ليطهر فيه قلوب عباده بعد شهر من الصيام والقيام، فإنه قد جعل لهم عيدا يفرحون به، وهو عيد الفطر المبارك، ولتعم مظاهر السعادة بين المسلمين، فقد فرض الإسلام إخراج زكاة الفطرة لينعم الجميع بإحساس العيد، والدليل على وجوبها ما رواه عبد الله بن عباس: «فرض رسول الله -صلى الله عليه وآله وصحبه الأخيار- زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات».

وزكاة الفطر من العبادات المالية، فتجب فيها نية القربة إلى الله، وهي من تمام الصيام.

ولا شك أن في تشريعها أحكاما وشروطا يمكن استخراجها من الأحاديث التي جاءت بهذا الخصوص.

وإعطاء الزكاة محددة بمقدار معين، يخرجها كل مسلم عن نفسه، وعمن تلزمه نفقته من المسلمين وغير المسلمين. ومقدارها صاع من الطعام؛ أي ما يقارب الثلاثة كيلوغرام باتفاق المسلمين؛ ما يعادل أربع حفنات بيدي رجل معتدل.

أما وقتها فتجب بغروب الشمس من ليلة العيد إلى قبيل أداء صلاة عيد الفطر.

الحكمة من زكاة الفطر
من المعلوم - وكما ذكرنا سابقا - أن مقدار زكاة الفطر محدد وليس بالقيمة الكبيرة، وهو ما يجعلنا نتساءل عن الحكمة منها، فهذه فريضة واجبة ترتبط بشهر رمضان المبارك، الذي نمتنع فيه عن الأكل والشرب وسائر المفطرات طاعة لله الذي يعلمنا الصبر بهذه العبادة ويطهر بها قلوبنا من الأدران، بل ويدفعنا إلى الإحساس بمن لا يجد ما يسد رمقه ويقيم أوده.

وفي نهاية الشهر فرض إخراج زكاة الفطر ليعم الخير، ولنتعلم جميعا أن نفكر بالفقراء والمساكين.

وفي الحكمة من تشريعها إضافة إلى ما تم ذكره، فإن زكاة الفطر تجبر بعض المخالفات التي يقع فيها الصائم من لغو وصخب؛ ودليل ذلك ما جاء به عبد الله بن العباس: «فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم - زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات»، ومن هنا تظهر جليا أهمية زكاة الفطر والتي تعكس عظمة الإسلام وأحكامه وشرائعه المتوازنة.

sayidelhusseini@