أطفال جوعى .. وآباء عاجزون

شمال غزة يعيش 48 ساعة بلا مساعدات إنسانية بسبب منع مرور قوافل المساعدات للأونروا
شمال غزة يعيش 48 ساعة بلا مساعدات إنسانية بسبب منع مرور قوافل المساعدات للأونروا

الاحد - 31 مارس 2024

Sun - 31 Mar 2024


ينتظر تامر منذ يومين وصول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة، ويخرج من مركز الإيواء الذي يعيش فيه خلال ساعات الليل المتأخر ليذهب إلى دوار النابلسي أو الكويت، حيث المنطقة التي تفصل بين جنوب وشمال القطاع، ويمكث هناك ساعات طويلة عله يصادف أي قافلة تحمل معونات غذائية.

لا خيار أمام الأب المكلوم سوى انتظار المعونات ليعود بها إلى أطفاله الجائعين، فلا يوجد أسواق في شمال غزة، والغذاء الذي يصل من قوافل المساعدات الإنسانية هو المنقذ لحياة السكان الذين رفضوا النزوح، ويعانون الجوع الذي يقترب كثيرا من المجاعة.

قصة ترويها «إندبندنت عربية» تشبه آلاف القصص التي تحدث يوميا في قطاع غزة المحاصر، الذي يواجه أكبر أزمة إنسانية عرفها التاريخ منذ القصف الإسرائيلي في 7 أكتوبر، وبعد استشهاد وفقدان واصابة ما يزيد على 120 ألف شخص، غالبهم من الأطفال والنساء والشيوخ.

خالي الوفاض
يقول التقرير الذي سرده الصحفي الفلسطيني عز الدين أبو عيشة: «على مدار اليومين الماضيين، يعود تامر خالي الوفاض بلا أي غذاء يحمله في يده، وحاله هذا يشبه حال جميع الأشخاص الذين يكتظون في مناطق وصول المساعدات، ويعودون بلا أي نتائج، فجميعهم لا يعرفون أن إسرائيل أبلغت الأمم المتحدة، بأنها أوقفت تدفق المعونات إلى شمال غزة بصورة نهائية.
يأتي القرار الإسرائيلي بإيقاف تدفق المعونات، في وقت تشن فيه قوات الجيش هجوما عنيفا على شمال غزة، خاصة منطقة الشفاء، وأيضا يتزامن منع الغذاء من دخول منطقة الحرب الأعنف مع إعلان الأمم المتحدة بأن الشمال بدأ يدخل مرحلة المجاعة، وأنه يوميا يسجل حالات وفاة بسبب الجوع.
أوقف الاحتلال الإسرائيلي الغاشم تدفق المعونات بجميع صورها إلى تلك المنطقة، ومنذ اتخاذ القرار لم يتم السماح بوصول أي شاحنات للجزء الشمالي.

منع القوافل
يقول المتحدث باسم وكالة غوث الفلسطينيين «أونروا» كاظم أبو خلف، إن «السلطات الإسرائيلية أبلغت الأمم المتحدة أنها لن توافق مجددا على إرسال قوافل الغذاء إلى شمال غزة، ويشير إلى أن هذا أمر مشين، ويؤكد أن إسرائيل تعرقل المساعدات المنقذة للحياة».
يضيف، «في شمال غزة يعيش الناس مجاعة حقيقية، وللأسف هذه المجاعة من صنع الإنسان، يحتاج الناس هناك إلى كل معونة تصل، وقف تدفق الغذاء يعني الموت أكثر بسبب الجوع، لذلك على إسرائيل أن تحترم القانون الدولي».
وحسب أبو خلف، فإن إسرائيل لم تقدم أي تبرير لرفضها السماح للأمم المتحدة بالوصول إلى شمال غزة، وأنها رفضت تدفق المساعدات الإنسانية لمجرد الرفض، وأن هذا القرار يعد مسمارا في نعش جهود توصيل الغذاء لمستحقيه.
وتشن إسرائيل حملة قديمة ذات أهداف متعددة، لكن أبرز أوجه هذه الحملة يتمثل في إيقافها عن العمل في مناطق عملياتها الـ5، خاصة في غزة، بدعوى أنها تتعاون مع حركة «حماس».

مجاعة حقيقية
أكثر من 600 ألف نسمة في شمال غزة رفضوا النزوح إلى الجنوب، يعيشون حاليا جوعا يقترب من المجاعة، ويحصلون على الغذاء بـ3 طرق: برّيا خلال القوافل التي تصل محملة بالطعام وتتوقف عند دوار النابلسي أو الكويت.
وبحرا: خلال ميناء «بايدن» الذي تعمل الولايات المتحدة على تدشينه وتجريبه في الوقت نفسه.
وجوا: من الطائرات التي تسقط صناديق الغذاء عبر مظلات.
وحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن 18 شخصا قضوا أمس، أثناء ملاحقتهم المساعدات الإنسانية التي تسقطها الطائرات من الجو.
ويقول مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، «بسبب إنزال المساعدات من الطائرات بصورة خاطئة، سقطت الصناديق في البحر فدخل الجائعون إلى المياه للحصول على المساعدات، وغرق 12 منهم، في حين قتل 6 بسبب التدافع».

تحذيرات دولية
حث مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، إسرائيل على السماح لقوافل الأغذية التابعة للمنظمة بالدخول إلى شمال غزة، وفتح معابر برية إضافية لتسهيل إيصال المساعدات، وسط تحذيرات دولية من حدوث مجاعة في القطاع الساحلي.
ودعا لازاريني الدول إلى زيادة الضغط على إسرائيل لتنفيذ أمر محكمة العدل الدولي، وإعادة النظر في قراراتها بشأن تمويل الوكالة، مشددا على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات جريئة لمنع حدوث مجاعة في غزة، وحذر من استمرار تدهور الظروف المعيشية لأكثر من مليوني شخص في غزة، وأن القطاع أصبح مكانا مستحيلا للعيش الكريم.
ويأتي الحكم الذي أصدرته محكمة العدل الدولية، في أعقاب حكم سابق صدر في 26 يناير الماضي، أمرت فيه محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لمنع أعمال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

جريمة حرب
أخيرا، خلص تقرير صدر بدعم من الأمم المتحدة، بعد أشهر من التحذيرات، إلى وجود أدلة إحصائية دامغة على أن الكارثة الإنسانية التي تشهدها غزة تتحول إلى مجاعة من صنع البشر.
وقال فولكر تورك، كبير مسؤولي حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، في مقابلة أجرتها معه (بي بي سي)، إن إسرائيل تتحمل مسؤولية كبيرة، وإن هناك حالة «جديرة بالتصديق» مفادها أن إسرائيل تستخدم المجاعة سلاحا في الحرب الدائرة بغزة، وأشار إلى إنه إذا ثبتت تلك النية، فإن ذلك سيكون بمثابة «جريمة حرب».
وكان فلسطينيون ينتظرون على الشاطئ قد غرقوا وهم يسبحوا في الماء، للحصول على حصة من مساعدات سقطت في البحر، أو آخرون قتلوا بسبب فشل عمل مظلات كانت تحمل مساعدات.

ضحايا غزة حتى أمس:
  • 32,705 شهداء
  • +12,000 مفقود
  • 75,190 مصابا
  • 08 مجازر آخر 24 ساعة
  • 82 شهيدا آخر 24 ساعة
  • 98 إصابة آخر 24 ساعة
  • 176 يوما من العدوان