المصائب في غزة لا تأتي فرادى

آلاف القنابل لم تنفجر.. وتشكل خطرا داهما ينتظر سكان القطاع المحاصر
آلاف القنابل لم تنفجر.. وتشكل خطرا داهما ينتظر سكان القطاع المحاصر

الخميس - 28 مارس 2024

Thu - 28 Mar 2024

لا تأتي المصائب في غزة فرادى، فمع تدمير ما يقارب 50% من البنية التحتية والمباني، واستشهاد وفقدان ما يزيد على 110 آلاف شخص، غالبهم من النساء والأطفال، سيكون القطاع المحاصر على موعد مع كارثة جديدة، تتمثل في القنابل التي ألقتها إسرائيل ولم تنفجر حتى الآن.

قدرت منظمة «هانديكاب إنترناشيونال» غير الحكومية أن 3 آلاف قنبلة على الأقل من أصل 45 ألفا أطلقتها إسرائيل على قطاع غزة، بين السابع من أكتوبر 2023 ومنتصف يناير 2024، لم تنفجر، ويتوقع أن يكون عددها تضاعف الآن، وفق ما حذر مسؤول في المنظمة.

ألغام ومتفجرات
قال نائب مدير العمليات الدولية في المنظمة، جان بيار ديلومييه لـ«إذاعة فرنسا الدولية»، «ثمة 3 آلاف قنبلة من بين هذه القنابل الـ45 ألفا لم تنفجر، وستشكل في الواقع خطرا إضافيا، ولا سيما بالنسبة للمدنيين عند العودة في وقت يتعين فيه نشر المساعدات الإنسانية».

وهذا العدد الذي قدرته المنظمة، وهي مجموعة عمل مكونة من منظمات غير حكومية تنشط في الموقع، منها «هانديكاب إنترناشيونال»، يغطي ما يقرب من 3 أشهر، بينما يستمر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.

أمضى ديلومييه أياما عدة في رفح على الحدود المصرية، حيث يقيم نحو 1.5 مليون فلسطيني، معظمهم من النازحين، وعد أن وقف إطلاق النار وحده كفيل بمنح مزيد من الرؤية لمنظمة «هانديكاب إنترناشيونال»، كي «تبدأ بالطبع أعمال إزالة الألغام وتلوث مخلفات الحرب من المتفجرات».

إعاقات مستدامة
في بداية مارس 2024، أرسلت هذه المنظمة المدافعة عن الأشخاص المصابين بإعاقات ناجمة عن النزاعات، والتي تتخذ من فرنسا مقرا لها، متخصصين لـ15 يوما للشروع في تقييم حاجات إزالة الألغام بقطاع غزة.

وفضلا عن وصول السكان المدنيين، يتعين على التقييم المتعلق بإزالة الألغام أيضا أن «يمكن الجهات الفاعلة الإنسانية الأخرى من الانتشار في مناطق الشمال المعزولة الآن عن هذه المساعدات الإنسانية، وعن العاملين في المجال الإنساني»، حسب ديلومييه.

ومنذ بدء الحرب الظالمة على القطاع المحاصر، استشهد ما يقارب من 33 ألف شخص في قطاع غزة، وأصيب ما يقرب من 75 ألفا آخرين، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع.

مأساة الطفولة
أقرت لجان تابعة للأمم المتحدة بأن الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، تسببت في إعاقة أكثر من 10 آلاف طفل وبتر أطرافهم، نتيجة القصف المتواصل والألغام المتفجرة في كل مكان.

وأفاد الجهاز المركزي للإحصاء في فلسطين، في بيان أصدره بهذه المناسبة، بأن عدد الأفراد من ذوي الإعاقة من سكان الضفة الغربية بلغ 59 ألف فرد، أي 1.8% من إجمالي سكان الضفة، ونحو 58 ألف فرد من سكان قطاع غزة، أي 2.6% من إجمالي سكان قطاع غزة.

وأشار إلى أن نسبة الإعاقة بين البالغين 18 سنة فأكثر تشكل 2.6% في الضفة الغربية و3.9% في القطاع.

وسجل انتشار الإعاقة أكبر نسبة له في محافظة شمال غزة بحوالي 5%، تليها محافظة دير البلح 4.1%.

وسجلت أدنى نسبة انتشار في محافظتي رام الله والبيرة وأريحا والأغوار بالضفة الغربية بحوالي 2%.

ارتفاع المعاقين
ووفقا لتقديرات الجهاز، فقد بلغ عدد الأطفال ذوي الإعاقة في قطاع غزة في 2023 نحو 98 ألف طفل في الفئة العمرية بين 2 و17 سنة، منهم حوالي 6 آلاف طفل في الفئة العمرية بين 2 و4 سنوات، وما يقارب 92 ألف طفل في الفئة العمرية 5 و17 سنة.

وشكلت صعوبات التعلم الإعاقة الأكثر انتشارا بين الأطفال في العمر 2 و17 سنة في قطاع غزة، ويقدر عددهم بنحو 21,200 في 2023.

وسجل البيان أن عدد الأفراد ذوي الإعاقة في قطاع غزة تضاعف بين عامي 2007 و2017، إذ ارتفع من 24,608 إلى 48,140 فردا.

وطبقا للتقرير الصحي السنوي في القطاع لعام 2022 بلغ عدد الأفراد ذوي الإعاقة المسجلين 55,538 فردا، شكلت الإعاقة الحركية 47% منها.

أنقذوا الأطفال
قالت منظمة «أنقذوا الأطفال» الخيرية، ومقرها بريطانيا في بيان لها، إن أكثر من 10 أطفال في المتوسط يفقدون إحدى سيقانهم أو كلتيهما كل يوم في غزة منذ 7 أكتوبر، في حين يتم كثير من عمليات البتر دون تخدير.

وقال جيسون لي، المدير الإقليمي لـ«أنقذوا الأطفال» في الأراضي الفلسطينية: «إن معاناة الأطفال في هذا الصراع لا يمكن تصورها، بل إنها غير ضرورية ويمكن تجنبها بالكامل. كما أن قتل الأطفال وتشويههم أمر مدان، باعتباره جريمة خطرة... ويجب محاسبة مرتكبيها».

وأضاف لي: «إن تأثير رؤية أطفال يعانون هذا القدر من الألم وعدم توافر المعدات والأدوية اللازمة لعلاجهم أو تخفيف الألم، هو تأثير كبير جدا حتى على المهنيين ذوي الخبرة. وحتى في منطقة الحرب، لا يمكن تجاهل مناظر وأصوات أطفال صغار مشوهين بالقنابل».

المعاقون في فلسطين:
  • 117 ألف معاق
  • 2.6 % من إجمالي السكان
  • 59 ألف معاق في الضفة
  • 58 ألف معاق في غزة