30 دقيقة من الهجمات الانتقامية

أمريكا تصب الزيت على النار وتشن هجوما واسعا في العراق وسوريا
أمريكا تصب الزيت على النار وتشن هجوما واسعا في العراق وسوريا

السبت - 03 فبراير 2024

Sat - 03 Feb 2024

عاشت منطقة الشرق الأوسط 30 دقيقة أمس، على إثر هجمات انتقامية عنيفة شنتها القوات الأمريكية على العراق وسوريا، أدت إلى مقتل وإصابة العشرات، والمزيد من التوتر في المنطقة.

وفيما حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أن هذه الضربات ستستمر، وقال وزير الدفاع لويد أوستن «إن عمليات القتل والتدمير بداية الرد»، اعتبرت الحكومتان العراقية والسورية الغارات الجوية عدوانا سافرا، وقالت حركة حماس «إنها «تصب الزيت على النار».

ووصفت إيران ما حدث بأنه خطأ استراتيجي، ودعا الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل جميع الأطراف المنخرطة في الصراع المتسع في الشرق الأوسط، إلى العمل على منع نشوب صراع أكثر خطورة، وأكد أن الوضع قابل للانفجار.

30 دقيقة
بالتواكب مع حضور الرئيس الأمريكي جو بايدن المراسم الرسمية لإعادة جثامين 3 جنود أمريكيين قتلوا الأحد الماضي بالأردن، في هجوم نسبته واشنطن إلى مجموعات تدعمها إيران، انطلقت الهجمات الانتقامية الأمريكية على شمال العراق وسوريا بصورة غير مسبوقة وضربات الولايات المتحدة الأمريكية 85 هدفا.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي «إن الضربات وقعت في غضون 30 دقيقة واستخدمت أكثر من 125 قذيفة موجهة بدقة، من بين إجمالي مواقع الهجمات السبعة، ثلاثة كانت في العراق وأربعة في سوريا، حسب شبكة «إيه.بي.سي» نيوز الأمريكية.

هجوم مميت
وتابع كيربي أن «المنشآت، التي تم استهدافها شملت مراكز قيادة وسيطرة ومراكز استخباراتية ومنشآت تخزين صواريخ وطائرات بدون طيار ومنشآت سلسلة إمداد الذخيرة اللوجستية»، وتابع أنه تم اختيار الأهداف لتجنب وقوع إصابات في صفوف مدنيين، وأضاف «إنه من المتوقع أن تستمر الضربات لعدة أيام».

وقال «اللفتنانت جنرال دوجلاس سيمز»، رئيس هيئة الأركان العامة في المكالمة الهاتفية أيضا «إن المؤشرات الأولى تشير إلى أننا ضربنا تحديدا ما أردنا ضربه، بعدد من الانفجارات الثانوية»

وكان الجيش الأمريكي أعلن أنه شن هجمات على أكثر من 85 هدفا في سوريا والعراق، ردا على الهجوم المميت الذي شنته ميليشيات موالية لإيران وأسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن.

ضربات انتقامية
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان «نفذت طائرات أمريكية سلسلة من الضربات الجوية على مواقع بطول 130 كيلومترا من مدينة دير الزور بطول الحدود السورية العراقية».

وحسب البيانات الصادرة أمس، قتل 18 مقاتلا موالين لإيران على الأقل في الضربات في شرق سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما استهدفت الضربات مواقع فصائل مسلحة موالية لإيران في غرب العراق، خصوصا في منطقة القائم الواقعة عند الحدود مع سوريا المجاورة، وفق ما قال مصدران أمنيان عراقيان.

وادعى البيت الأبيض أن الولايات المتحدة أبلغت الحكومة العراقية قبل تنفيذ الضربات الانتقامية، في حين نددت بغداد بالغارات الجوية باعتبارها انتهاكا لسيادتها.

خرق السيادة
وأكد المتحدث العسكري باسم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بأن هذه الضربات تعد خرقا للسيادة العراقية وتقويضا لجهود الحكومة العراقية وتهديدا يجر العراق والمنطقة إلى ما لا تحمد عقباه، ونتائجه ستكون وخيمة على الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة.

وفي بيان تلقته شبكة «السومرية نيوز»، أكد يحيى رسول عبدالله أمس، على أن الضربات الأمريكية على مدن القائم والمناطق الحدودية العراقية تعد خرقا للسيادة العراقية.

وقال رسول «تتعرض مدن القائم والمناطق الحدودية العراقية إلى ضربات جوية من قبل طائرات الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تأتي هذه الضربات في وقت يسعى فيه العراق جاهدا لضمان استقرار المنطقة».

عدوان سافر
ووصف مصدر عسكري سوري الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على مناطق شرق البلاد بأنها عدوان سافر.

وقال في بيان «شنت قوات الاحتلال الأمريكي عدوانا جويا سافرا على عدد من المواقع والبلدات في المنطقة الشرقية من سوريا، وبالقرب من الحدود السورية ــ العراقية ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين والعسكريين وإصابة آخرين بجروح وإلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة».

وأضاف «إن المنطقة التي استهدفتها الهجمات الأمريكية شرقي سوريا هي ذاتها المنطقة التي يحارب فيها الجيش العربي السوري بقايا تنظيم داعش الإرهابي وهذا يؤكد أن الولايات المتحدة وقواتها العسكرية متورطة ومتحالفة مع هذا التنظيم، وتعمل لإعادة إحيائه ذراعا ميدانيا لها سواء في سوريا والعراق بكل الوسائل القذرة».

إضعاف سوريا
وأكد المصدر أن عدوان قوات الاحتلال الأمريكي ليس له مبرر سوى محاولة إضعاف قدرة الجيش السوري وحلفائه في مجال محاربة الإرهاب، لكن الجيش الذي استطاع أن يهزم مختلف التنظيمات الإرهابية على مدى سنين مضت سيستمر بثباته وتمسكه بمبادئه في الدفاع عن سوريا أرضا وشعبا وضرب جميع التنظيمات مهما حاول رعاتها وداعموها إعاقة هذا الهدف».

وتابع المصدر «إن احتلال القوات الأمريكية لأجزاء من الأراضي السورية لا يمكن أن يستمر وتؤكد القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة استمرارها في حربها ضد الإرهاب حتى القضاء عليه وعزمها على تحرير كامل الأراضي السورية من كل إرهاب واحتلال».

في المقابل، ذكر متحدث باسم الحكومة البريطانية أن المملكة المتحدة تؤيد حق أمريكا في الرد على الهجمات التي تتعرض لها.

تصعيد خطير
وأدانت حركة حماس العدوان الأمريكي على العراق وسوريا، معتبرة أنه تصعيد خطير وتعد على سيادة البلدين العربيين، وقالت في تصريح أوردته وكالة الصحافة الفلسطينية (صفا)، «إن هذا العدوان تهديد لأمن البلدين واستقرار المنطقة، وأنه يأتي خدمة لأجندة الاحتلال التوسعية، والتغطية على جرائمه المروعة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة».

وحملت الحركة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن «المسؤولية عن تبعات العدوان الذي يصب الزيت على النار»، وأكدت أن «المنطقة لن تشهد استقرارا أو سلاما إلا بوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في قطاع غزة، وإنهاء الاحتلال لفلسطين».

وشددت أن على واشنطن مراجعة سياساتها العدوانية، واحترامها لسيادة الدول ومصالح الشعوب العربية التي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم إبادة تتم على مرأى ومسمع من العالم أجمع».

قابل للانفجار
ودعا الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل جميع الأطراف المنخرطة في الصراع المتسع في الشرق الأوسط، إلى العمل على منع نشوب صراع أكثر خطورة.

وقال في اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل «يجب أن يسعى الجميع إلى تفادي أن يصبح الوضع متفجرا» مضيفا أن الشرق الأوسط مرجل قابل للانفجار، حسب شبكة إن.بي.سي.نيوز الأمريكية».

ولم يختص بوريل أمريكا بالاسم بشكل مباشر، لكن أكد على ضرورة أن تحاول جميع الأطراف تجنب تصعيد الوضع.

وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر الكنعاني بشدة الهجمات العسكرية الأمريكية، واعتبرها انتهاكا لسيادة ووحدة أراضي العراق وسوريا والقانون الدول، وانتهاكا واضحا لميثاق الأمم المتحدة.

آرقام حول الضربات الانتقامية:
  • 3 جنود أمريكان قتلوا في الأردن
  • 85 هدفا ضربتها أمريكا فجر أمس السبت
  • 30 دقيقة مدة الضربات الانتقامية
  • 7 منشآت في سوريا والعراق تعرضت للغارات
  • 18 قتيلا خلفتها الغارات الأمريكية
  • 25 مصابا ضحايا الغارات