التزوير وراء اعتقال أشجع فتاة فلسطينية
نيويورك تايمز: عهد التميمي تواجه السجن لأجل غير مسمى
نيويورك تايمز: عهد التميمي تواجه السجن لأجل غير مسمى
الثلاثاء - 28 نوفمبر 2023
Tue - 28 Nov 2023
فيما شكت السجينات الفلسطينيات العائدات من جحيم السجون الإسرائيلية خلال اتفاق الهدنة من الوحشية التي تعرضن لها بعد أحداث 7 أكتوبر، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الناشطة الفلسطينية، عهد التميمي، تواجه السجن «لأجل غير مسمى»، «دون أن يسمح لها بالاتصال بمحاميها أو عائلتها».
ووضع الاحتلال الإسرائيلي الفتاة رهن الاعتقال الإداري بعد 3 أسابيع منذ اعتقالها في الضفة الغربية، وفقا لمحاميها، محمود حسن.
وأصبحت التميمي وجها معروفا عندما كانت في الـ11 من العمر، عندما صورت وهي تعض جنديا إسرائيليا لمنعه من توقيف شقيقها الصغير، وحظيت منذ ذلك الحين على شهرة عالمية.
اعتقال تعسفي
وتعد التميمي (22 عاما) واحدة من أبرز الفلسطينيين الذين اعتقلتهم إسرائيل منذ 7 أكتوبر، حيث شنت حملة واسعة من المداهمات والاعتقالات التي تقول «إنها تهدف إلى ردع الهجمات الإرهابية»، لكنها أثارت أيضا قلق منظمات حقوق الإنسان الدولية.
ويستخدم الاحتلال الإسرائيلي الاعتقال الإداري، وهو إجراء مثير للجدل موروث من الانتداب البريطاني، يتيح للمحتل سجن أشخاص دون توجيه تهمة إليهم، بين 3 إلى 6 أشهر، وفي كثير من الأحيان يتم تمديد الاعتقال على نحو مستمر.
وعادة ما يتم تأييد الاعتقالات، من قبل نظام المحاكم العسكرية الإسرائيلية، ويمكن تجديدها إلى أجل غير مسمى، وتقول جماعات حقوق الإنسان «إن استخدام الاعتقالات الإدارية بلغ أعلى مستوياته منذ 30 عاما حتى قبل هجوم 7 أكتوبر».
وقال حسن، محامي التميمي «أنا يائس من الدفاع عنها».
3 آلاف معتقل
وطالب نادي القلم الدولي، وهي منظمة للكتاب تدافع عن حرية التعبير، بالإفراج الفوري عن التميمي وجميع الفلسطينيين الذين يقبعون في السجن منذ سنوات، و»كثير منهم من الأطفال».
وقال رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنادي القلم، مينا ثابت، في بيان، «إن الاعتقال الإداري تعسفي بطبيعته»، وأضاف «لقد استخدمت السلطات الإسرائيلية هذا النوع من الاعتقال بشكل منهجي لإخضاع وإسكات الفلسطينيين، بما في ذلك اعتقال الكتاب، لعقود من الزمن».
ومنذ شرارة 7 أكتوبر، تشن إسرائيل حملة اعتقالات في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن عدد الذين اعتقلتهم إسرائيل منذ اندلاع الحرب تجاوز 3000 معتقل، وهو رقم أعلى من تقديرات الجيش الإسرائيلي الذي يقول «إن عدد المعتقلين في الضفة الغربية بلغ 1800 شخص».
منشور مفبرك
واعتقلت عهد التميمي في 6 نوفمبر بناء على منشور مفبرك، وأعلن الاحتلال اعتقالها خلال عملية دهم لقرية النبي صالح شمال غرب رام الله في الضفة الغربية، وآنذاك، شارك مصدر أمني إسرائيلي وكالة فرانس برس، منشورا باللغتين العربية والإنجليزية نسب للتميمي وانتشر على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويتوعد المنشور المتداول الإسرائيليين بـ «الذبح»، مضيفا «نحن بانتظاركم في مدن الضفة جميعها». وتعذر على وكالة فرانس برس التحقق فورا من الحساب المعني، وما إذا كان بالفعل يعود للناشطة.
ونفت عائلة التميمي أنها كتبت المنشور، قائلين «إن حسابها تم اختراقه منذ أشهر»، وأنه يتم «انتحال شخصيتها بشكل متكرر عبر الإنترنت»، وفقا لـ «نيويورك تايمز».
أشجع فتاة
ولقبت عهد التميمي بأنها أشجع فتاة فلسطينية، حيث برزت إعلاميا منذ كانت يافعة من عمرها، أثناء تحديها لجنود من الجيش الإسرائيلي، وقامت بعض أحدهم بعد أن اعتدوا عليها وعلى والدتها الناشطة ناريمان التميمي في مسيرة سلمية مناهضة للاستيطان في قرية النبي صالح الواقعة غرب رام الله، في أغسطس 2012، في مشهد تناقلته وسائل إعلام عالمية.
وفي 19 ديسمبر 2017، عادت عهد التميمي وعمرها 16 عاما لتتصدر صفحات الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي لتصديها للجنود، وقد بين فيديو تم تداوله على نطاق واسع صفعها لجنديين مسلحين، ما أدى إلى اعتقالها فجر ذلك اليوم من منزلها، وحين تم اعتقالها كانت عهد التميمي لا تزال طالبة في الثانوية العامة بالفرع الأدبي في مدرسة البيرة الثانوية للبنات.
نضال وسجن
أرسلت عهد ووالدتها إلى سجن شارون الإسرائيلي حيث سجنتا طيلة ثمانية أشهر، وأطلق سراحهما بعد ذلك في 29 يوليو 2018، وأرسلتا إلى قرية النبي صالح، ودونت عهد سيرتها الذاتية في كتابها الذي كتبته بالتعاون مع الصحفية دينا تكروري.
النشأة
ومنذ طفولتها عرفت عهد بين أقرانها أنها دائمة التصدي وتحدي جيش الاحتلال في اعتداءاته على عائلتها وجيرانها، إذ تمكنت ووالدتها من تخليص شقيقها محمد من يد قوات الاحتلال التي حاولت اعتقاله، وقد التقطت كاميرات الإعلام ذلك الموقف. شاركت عهد منذ عمر الرابعة مع والديها في العديد من المسيرات والمظاهرات رفضا للسياسات التي تفرضها السلطات الإسرائيلية ضد منطقتها.
وذكرت أنها كانت تؤمن بما تفعل تماما، وترى أن الخروج في المسيرات المناهضة للسياسات الإسرائيلية حافز للناس للاستمرار في النضال.
شلل نصفي
وتعلمت عهد النضال من والدها باسم التميمي الذي درس الاقتصاد في جامعة بيرزيت في رام الله، ثم حصل على ماجستير القانون الدولي من جامعة برشلونة، اعتقلته القوات الإسرائيلية للمرة الأولى عام 1988 إبان انتفاضة الأقصى؛ ثم أعيد اعتقاله عام 1993، وتعرض أثناء اعتقاله للتعذيب الشديد بأسلوب الهز، فتسبب له ذلك بشلل نصفي في قدمه ويده.
ووالدتها ناريمان التميمي، مواليد السعودية عام 1977 حاصلة على شهادة الثانوية العامة في مدينة رام الله؛ تعرضت للاعتقال أكثر من 5 مرات، وتعرضت أيضا للضرب من قبل الجنود الإسرائيليين بسبب توثيقها بالكاميرا لجرائم الاحتلال في قرية النبي صالح.
والد عهد ووالدتها أعضاء في لجنة المقاومة الشعبية ضد الجدار والاستيطان التي تأسست عام 2009 لتنظيم فعاليات ضد الاحتلال الإسرائيلي في القرية، كما أسس مكتب إعلامي لرصد وتوثيق جرائم القوات الإسرائيلية ضد الأهالي في القرية عرف بـ«تميمي برس».
قصة اعتقال
وأقدمت أكثر من عشرين دورية إسرائيلية على اعتقال عهد في ساعة متأخرة من ليلة الثامن عشر من شهر ديسمبر 2017 في قرية النبي صالح قرب مدينة رام الله المحتلة.
وكانت القوات الإسرائيلية التي اقتحمت المنزل قد استولت على عدد من أجهزة الحاسوب والهواتف المحمولة، قبل أن تعتقل عهد، فيما اعتقلت نفس القوات ناريمان التميمي والدة عهد من أمام معسكر بنيامين شمال رام الله، حين كانت في طريقها لمعرفة وضع ابنتها التي اعتقلت في ذلك اليوم. واعتقلت القوات الإسرائيلية الوالد باسم التميمي كذلك من داخل قاعة المحكمة أثناء حضوره جلسة محاكمة ابنته بعد يوم من اعتقالها.
إصابتها
وقبل اعتقالها تعرضت عهد للإصابة 3 مرات برصاص الاحتلال المطاطي، وتعرضت لكسر بيدها، لكنها واصلت الدفاع عن نفسها وأهلها والصراخ في وجه الجنود الإسرائيليين لطلب حقها.
تواريخ في مسيرة أشجع فتاة فلسطينية:
ووضع الاحتلال الإسرائيلي الفتاة رهن الاعتقال الإداري بعد 3 أسابيع منذ اعتقالها في الضفة الغربية، وفقا لمحاميها، محمود حسن.
وأصبحت التميمي وجها معروفا عندما كانت في الـ11 من العمر، عندما صورت وهي تعض جنديا إسرائيليا لمنعه من توقيف شقيقها الصغير، وحظيت منذ ذلك الحين على شهرة عالمية.
اعتقال تعسفي
وتعد التميمي (22 عاما) واحدة من أبرز الفلسطينيين الذين اعتقلتهم إسرائيل منذ 7 أكتوبر، حيث شنت حملة واسعة من المداهمات والاعتقالات التي تقول «إنها تهدف إلى ردع الهجمات الإرهابية»، لكنها أثارت أيضا قلق منظمات حقوق الإنسان الدولية.
ويستخدم الاحتلال الإسرائيلي الاعتقال الإداري، وهو إجراء مثير للجدل موروث من الانتداب البريطاني، يتيح للمحتل سجن أشخاص دون توجيه تهمة إليهم، بين 3 إلى 6 أشهر، وفي كثير من الأحيان يتم تمديد الاعتقال على نحو مستمر.
وعادة ما يتم تأييد الاعتقالات، من قبل نظام المحاكم العسكرية الإسرائيلية، ويمكن تجديدها إلى أجل غير مسمى، وتقول جماعات حقوق الإنسان «إن استخدام الاعتقالات الإدارية بلغ أعلى مستوياته منذ 30 عاما حتى قبل هجوم 7 أكتوبر».
وقال حسن، محامي التميمي «أنا يائس من الدفاع عنها».
3 آلاف معتقل
وطالب نادي القلم الدولي، وهي منظمة للكتاب تدافع عن حرية التعبير، بالإفراج الفوري عن التميمي وجميع الفلسطينيين الذين يقبعون في السجن منذ سنوات، و»كثير منهم من الأطفال».
وقال رئيس منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنادي القلم، مينا ثابت، في بيان، «إن الاعتقال الإداري تعسفي بطبيعته»، وأضاف «لقد استخدمت السلطات الإسرائيلية هذا النوع من الاعتقال بشكل منهجي لإخضاع وإسكات الفلسطينيين، بما في ذلك اعتقال الكتاب، لعقود من الزمن».
ومنذ شرارة 7 أكتوبر، تشن إسرائيل حملة اعتقالات في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن عدد الذين اعتقلتهم إسرائيل منذ اندلاع الحرب تجاوز 3000 معتقل، وهو رقم أعلى من تقديرات الجيش الإسرائيلي الذي يقول «إن عدد المعتقلين في الضفة الغربية بلغ 1800 شخص».
منشور مفبرك
واعتقلت عهد التميمي في 6 نوفمبر بناء على منشور مفبرك، وأعلن الاحتلال اعتقالها خلال عملية دهم لقرية النبي صالح شمال غرب رام الله في الضفة الغربية، وآنذاك، شارك مصدر أمني إسرائيلي وكالة فرانس برس، منشورا باللغتين العربية والإنجليزية نسب للتميمي وانتشر على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويتوعد المنشور المتداول الإسرائيليين بـ «الذبح»، مضيفا «نحن بانتظاركم في مدن الضفة جميعها». وتعذر على وكالة فرانس برس التحقق فورا من الحساب المعني، وما إذا كان بالفعل يعود للناشطة.
ونفت عائلة التميمي أنها كتبت المنشور، قائلين «إن حسابها تم اختراقه منذ أشهر»، وأنه يتم «انتحال شخصيتها بشكل متكرر عبر الإنترنت»، وفقا لـ «نيويورك تايمز».
أشجع فتاة
ولقبت عهد التميمي بأنها أشجع فتاة فلسطينية، حيث برزت إعلاميا منذ كانت يافعة من عمرها، أثناء تحديها لجنود من الجيش الإسرائيلي، وقامت بعض أحدهم بعد أن اعتدوا عليها وعلى والدتها الناشطة ناريمان التميمي في مسيرة سلمية مناهضة للاستيطان في قرية النبي صالح الواقعة غرب رام الله، في أغسطس 2012، في مشهد تناقلته وسائل إعلام عالمية.
وفي 19 ديسمبر 2017، عادت عهد التميمي وعمرها 16 عاما لتتصدر صفحات الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي لتصديها للجنود، وقد بين فيديو تم تداوله على نطاق واسع صفعها لجنديين مسلحين، ما أدى إلى اعتقالها فجر ذلك اليوم من منزلها، وحين تم اعتقالها كانت عهد التميمي لا تزال طالبة في الثانوية العامة بالفرع الأدبي في مدرسة البيرة الثانوية للبنات.
نضال وسجن
أرسلت عهد ووالدتها إلى سجن شارون الإسرائيلي حيث سجنتا طيلة ثمانية أشهر، وأطلق سراحهما بعد ذلك في 29 يوليو 2018، وأرسلتا إلى قرية النبي صالح، ودونت عهد سيرتها الذاتية في كتابها الذي كتبته بالتعاون مع الصحفية دينا تكروري.
النشأة
ومنذ طفولتها عرفت عهد بين أقرانها أنها دائمة التصدي وتحدي جيش الاحتلال في اعتداءاته على عائلتها وجيرانها، إذ تمكنت ووالدتها من تخليص شقيقها محمد من يد قوات الاحتلال التي حاولت اعتقاله، وقد التقطت كاميرات الإعلام ذلك الموقف. شاركت عهد منذ عمر الرابعة مع والديها في العديد من المسيرات والمظاهرات رفضا للسياسات التي تفرضها السلطات الإسرائيلية ضد منطقتها.
وذكرت أنها كانت تؤمن بما تفعل تماما، وترى أن الخروج في المسيرات المناهضة للسياسات الإسرائيلية حافز للناس للاستمرار في النضال.
شلل نصفي
وتعلمت عهد النضال من والدها باسم التميمي الذي درس الاقتصاد في جامعة بيرزيت في رام الله، ثم حصل على ماجستير القانون الدولي من جامعة برشلونة، اعتقلته القوات الإسرائيلية للمرة الأولى عام 1988 إبان انتفاضة الأقصى؛ ثم أعيد اعتقاله عام 1993، وتعرض أثناء اعتقاله للتعذيب الشديد بأسلوب الهز، فتسبب له ذلك بشلل نصفي في قدمه ويده.
ووالدتها ناريمان التميمي، مواليد السعودية عام 1977 حاصلة على شهادة الثانوية العامة في مدينة رام الله؛ تعرضت للاعتقال أكثر من 5 مرات، وتعرضت أيضا للضرب من قبل الجنود الإسرائيليين بسبب توثيقها بالكاميرا لجرائم الاحتلال في قرية النبي صالح.
والد عهد ووالدتها أعضاء في لجنة المقاومة الشعبية ضد الجدار والاستيطان التي تأسست عام 2009 لتنظيم فعاليات ضد الاحتلال الإسرائيلي في القرية، كما أسس مكتب إعلامي لرصد وتوثيق جرائم القوات الإسرائيلية ضد الأهالي في القرية عرف بـ«تميمي برس».
قصة اعتقال
وأقدمت أكثر من عشرين دورية إسرائيلية على اعتقال عهد في ساعة متأخرة من ليلة الثامن عشر من شهر ديسمبر 2017 في قرية النبي صالح قرب مدينة رام الله المحتلة.
وكانت القوات الإسرائيلية التي اقتحمت المنزل قد استولت على عدد من أجهزة الحاسوب والهواتف المحمولة، قبل أن تعتقل عهد، فيما اعتقلت نفس القوات ناريمان التميمي والدة عهد من أمام معسكر بنيامين شمال رام الله، حين كانت في طريقها لمعرفة وضع ابنتها التي اعتقلت في ذلك اليوم. واعتقلت القوات الإسرائيلية الوالد باسم التميمي كذلك من داخل قاعة المحكمة أثناء حضوره جلسة محاكمة ابنته بعد يوم من اعتقالها.
إصابتها
وقبل اعتقالها تعرضت عهد للإصابة 3 مرات برصاص الاحتلال المطاطي، وتعرضت لكسر بيدها، لكنها واصلت الدفاع عن نفسها وأهلها والصراخ في وجه الجنود الإسرائيليين لطلب حقها.
تواريخ في مسيرة أشجع فتاة فلسطينية:
- 2001 ولادة عهد التميمي.
- 2012 اشتهرت بعد عضها لجندي إسرائيلي.
- 2017 صفعت أحد جنود الاحتلال واعتقلت.
- 2018 أطلق سراحها بعد سجن 8 أشهر.
- 2020 تحولت إلى وجه إعلامي معروف.
- 2023 سجنت بعد أحداث 7 أكتوبر.