أحمد جمال راوه

الشحذ الذهني

الاثنين - 11 سبتمبر 2023

Mon - 11 Sep 2023

يعرف الشحذ (العصف) الذهني بأنه أداة لاستخراج الآراء من عقول الأشخاص، لإظهارها على ألسنتهم خلال اجتماعات فرق العمل، على أن يتم السماح بطرح أي رأي أو فكرة، بلا قمع للآراء أو السيطرة عليها، لإعطاء كامل الأريحية لجميع أعضاء الفريق، لطرح أي فكرة لمناقشتها.

ابتداء، يتم جمع أبرز الأعضاء لاستخراج أهم الأفكار، مع ضرورة مشاركة الجميع بطرح أي فكرة، واستخدام أدوات أخرى مع العصف الذهني، كمخطط هيكل السمكة، أو غيرها من الأدوات، لاستخراج أكبر قدر من الأفكار الممكنة، وحتى يتم اعتماد هذه الأفكار.

هنالك نوعان للشحذ الذهني، المنتظم وغير المنتظم، وفي النوع الأول يتم البدء من جهة محددة لطاولة الاجتماع، لأخذ رأي واحد من كل عضو، إلى أن يتم أخذ رأي كل عضو على الطاولة، إلى أن نصل لمرحلة نفاد الأفكار، ويتم استخدام هذا النوع من الشحذ، إذا كان عدد الأعضاء كبيرا، وعدم وجود المعرفة المسبقة بين الأعضاء، أو أن ميسر الاجتماع شخص جديد على الحضور، وعند مناقشة موضوع شائع، ومعروف أسبابه وحلوله غالبا.

وفيما يخص الشحذ غير المنتظم، يتحدث العضو صاحب الفكرة،
وهكذا حتى نفاد الأفكار، وبشكل غير تسلسلي، وتستخدم في الاجتماعات قليلة الأعضاء، وفي حال تواجد معرفة مسبقة بينهم، وبوجود ميسر للاجتماع معروف بين الأعضاء، وعند مناقشة موضوع غير شائع، وحلوله وأسبابه غير معروفة، فتحدث أحد الأعضاء بشكل غير متسلسل، يعد بمثابة منطلق، لأفكار جديدة لبقية أعضاء الاجتماع، للتحدث أكثر في الموضوع.

وفي النوعين، يتم استخدام طريقتين لتسجيل الأفكار، إما تسجيل الفكرة من قبل كل عضو بالفريق على ورقة خاصة به، أو يتولى شخص واحد مسؤولية كتابة أفكار أعضاء الفريق، كما يراعى ابتداء عدم مناقشة الأفكار، والسؤال فقط عن جملة أو معنى غير واضح.

ختاما، وكمثال على الشحذ الذهني النبوي، ما روي عن عبدالله بن عمر عن النبي عليه الصلاة والسلام «إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي، فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبدالله: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله؟، قال: هي النخلة.