أمريكا تتحول إلى «جمهورية الموز»

كونشا يسخر من هروب بايدن وترمب من المناظرات وتراجع الديمقراطية
كونشا يسخر من هروب بايدن وترمب من المناظرات وتراجع الديمقراطية

الأحد - 16 يوليو 2023

Sun - 16 Jul 2023



مناظرة سابقة بين بايدن وترمب                                                                                    (مكة)
مناظرة سابقة بين بايدن وترمب (مكة)
وصف كاتب ومحلل أمريكي بلاده بـ جمهورية الموز، نتيجة هروب الرئيس الحالي جو بايدن، والسابق دونالد ترمب، من إجراء مناظرة مباشرة قبل خوض جولة الانتخابات الرئاسية الجديدة المقررة في بداية العام المقبل.

ويطلق مصطلح «جمهورية الموز» الذي استخدمه المحلل والإعلامي الأمريكي جو كونشا، للانتقاص أو ازدراء دولة غير مستقرة سياسيا، وليس لها ثقل سياسي واقتصادي بين دول العالم، وهو أمر يبدو غريبا بالنسبة لدولة بحجم الولايات المتحدة الأمريكية.

ويرى أنه أخيرا «ظهر شيء مشترك بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترمب. ففي الوقت الحاضر على الأقل، لا يبدو أن أيا منهما مهتم بمواجهة منافسيه في مناظرة.

رجل معيب

أكد المرشح الجمهوري دونالد ترمب أنه لا يرى سببا للانضمام إلى المناظرة الأولى بين المرشحين الرئاسيين الجمهوريين لسنة 2024، المقرر عقدها الشهر المقبل، وإن يكن لم يتخذ «قرارا نهائيا».

واستبعدت اللجنة الوطنية الديمقراطية، التي يُفترض أنها تعني أيضا حملة بايدن، أي مناظرات بين بايدن ومرشحي الحزب الاثنين الآخرين المعلنين، على الرغم مما كشف عنه أحد استطلاعات الرأي أن 8 من كل 10 ديمقراطيين قالوا إنهم يرون المناظرات ضرورية. وقال حاكم ولاية نيو جيرسي السابق ومنافس الحزب الجمهوري كريس كريستي، في تغريدة ردا على تصريحات ترمب: «الجمهور الأمريكي ليس معالجا لترمب، وهذه الحملة لا يمكن أن تكون جلسة معالجة وطنية لرجل معيب بشدة، إذا كان ترمب لا يريد أن يناظر، فهو لا يريد أن يكون رئيسا».

رقائق الثلج

أوضح كونشا، في تعليق بموقع «ذا ماسينجر» الأمريكي، أن الحجة التي ساقها ترمب لعدم المناظرة في أغسطس، هي أنه متقدم بشكل كبير على جميع خصومه في استطلاعات الرأي الوطنية، وتساءل أثناء مقابلة له مع المذيع بريت باير على قناة «فوكس نيوز» الشهر الماضي: «لماذا أدع هؤلاء الناس يوجهون سهامهم إلي؟». وستجري الشبكة مناظرة يوم 23 أغسطس في ميلووكي، وسيديرها باير وزميلته المذيعة مارثا ماكالوم. وقال المحلل الأمريكي جو كونشا، في تحليله: «العبارة التي تحضرني الآن في هذا الصدد أن ترمب يبدو، للمفاجأة، أشبه بأبناء «جيل رقائق الثلج»، عندما يتحدث عن خصومه وتوجيههم سهامهم إليه، ولا ننسى أن الرئيس الخامس والأربعين ظل هدفا دائما منذ هبوطه درج برج ترمب الكهربائي في يونيو 2015 للإعلان عن ترشحه لانتخابات 2016، وهناك كثيرون من أنصاره يحبون أسلوبه القتالي، وموقفه الذي لا يعرف الاستسلام أبدا أكثر من أي شيء آخر فيه، وعندما يلعب دور الضحية، يكاد يبدو وكأنه شخص آخر. فمنذ متى يتراجع ترمب عن موقفه؟».

خيانة ديسانتيس

شدد الكاتب على أن ترمب كان وما زال عنصر جذب هائل، فقد حظيت شبكة «سي إن إن» بأكبر جمهور لها منذ سنوات في مايو الماضي، أثناء مقابلة مع ترمب على طريقة اجتماعات دار البلدية، وشاهدها 3.3 ملايين مشاهد، وكان متوسط عدد مشاهدي الشبكة في وقت الذروة المسائي هذا العام 570 ألفا فقط.

من الصعب أن نتصور سيناريو يفوت فيه ترمب على نفسه ـ وعن طيب خاطر ـ فرصة لسحق خصومه، وبالأخص واحد من هؤلاء الخصوم، وهو حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، الذي يعد ترمب ترشحه خيانة بسبب تأييده - أي ترمب - إياه في سباقه على منصب الحاكم في مواجهة الديمقراطي أندرو غيلوم قبل 5 سنوات، وأشار الكاتب إلى أنه بوسع ترمب أن يقرر بسهولة كبيرة تفويت مناظرة أغسطس، لأنه فعل ذلك فيما مضى في مناسبات عدة.

جهاز الملقن

يقول الكاتب إن الأمور ليست أفضل على الجانب الديمقراطي، إذ أعلنت اللجنة الوطنية الديمقراطية أن بايدن لن يشارك في أي مناظرات، بصرف النظر عن أداء خصومه في استطلاعات الرأي، مشيرا إلى أن هذا من طبيعة «جمهوريات الموز»، لأن استطلاعات الرأي تظهر باستمرار أن غالبية الديمقراطيين لا يريدون من الرئيس ترشحه لولاية ثانية. كما تظهر استطلاعات الرأي أيضا حصول روبرت إف كينيدي جونيور على معدلات تأييد بنسبة 20%، فيما تستحوذ ماريان ويليامسون على حوالي 7% إلى 10%. فلماذا يحصل بايدن مرة أخرى على جواز مرور من زعماء الحزب؟.

ويستدرك، أن «الرجل البالغ من العمر 80 سنة، يفتقر بشدة إلى الاستقرار بعيدا عن جهاز الملقن، وبالتالي فهم يفعلون كل ما بوسعهم لحماية دعم بايدن من التآكل أكثر فأكثر».

تجنب الانهيار

الأمر نفسه ينطبق على ترمب: فإذا كان واثقا من حججه، فلماذا لا يناظر؟. بالطبع، ما لم تكن الاستراتيجية هي محاولة الاحتفاظ بالصدارة، وتجنب حدوث انهيار آخر كالذي حدث مع بايدن خلال المناظرة الأولى في 2020.

وثمة منظور آخر، وهو أن ترمب يفضل الجلوس في البيت ومشاهدة خصومه وهم يضربون بعضهم خطابيا، وينطبق هذا بشكل خاص على ديسانتيس، الذي سيكون الهدف الأول لمن يتطلعون إلى احتلال مركزه الثاني. ومع ذلك، سيبدو كل من ترمب وبايدن صغيرين إذا استمرا في هذا الطريق.

والأرجح، وفق الكاتب، ألا يعترض أنصارهما الراسخون كثيرا إذا تجنبا مرحلة المناظرات، لكن المستقلين والناخبين المتأرجحين هم الذين يحسمون نتيجة الانتخابات، وسترى كلتا الطائفتين الإحجام عن المناظرة على حقيقته، بمعنى أنه جُبن.

حظوظ دونالد ترمب

  • %54 من إجمالي الأصوات

  • %24 رون دي سانتيس

  • %7 لمايك بينس


حظوظ بايدن بين الديمقراطيين


  • %40 من الديمقراطيين يؤيدون ترشيحه

  • %20 يؤيدون روبرت إف كينيدي جونيور

  • %10 تستحوذ عليها ماريان ويليامسون