سوق مكعس للكتابة الجاهلية!
قبل الجاهلية بجهل أو جهلين ونصف تقريباً وفي سوق «مكعس» تحديداً، كان الناس يجتمعون على ديوان صخري كبير، وكانوا يكتبون على الصخر والرمل أيامهم وقصصهم وأمانيهم وأحلامهم وآمالهم، وكانوا في أيامهم يتوافد إليهم الناس ليقرؤوا من الصخر أيام «مكعس» التاريخية،
قبل الجاهلية بجهل أو جهلين ونصف تقريباً وفي سوق «مكعس» تحديداً، كان الناس يجتمعون على ديوان صخري كبير، وكانوا يكتبون على الصخر والرمل أيامهم وقصصهم وأمانيهم وأحلامهم وآمالهم، وكانوا في أيامهم يتوافد إليهم الناس ليقرؤوا من الصخر أيام «مكعس» التاريخية،
الثلاثاء - 04 مارس 2014
Tue - 04 Mar 2014
قبل الجاهلية بجهل أو جهلين ونصف تقريباً وفي سوق «مكعس» تحديداً، كان الناس يجتمعون على ديوان صخري كبير، وكانوا يكتبون على الصخر والرمل أيامهم وقصصهم وأمانيهم وأحلامهم وآمالهم، وكانوا في أيامهم يتوافد إليهم الناس ليقرؤوا من الصخر أيام «مكعس» التاريخية، ورغم أن «مزن المكعسي الصخري» كان قد تخصص في خصومه الرمليين بكتابات صخرية لاذعة، فقد كان الناس يقبلون هجومه الشرس برحابة صدر ويقولون «كلٌ يختار مذهبه» وكان يرد عليه بعنف «عريف بن مكعس الرملي» على صفحات الرمل وكان يروق للناس هذا الخلاف بلا تثريب بينهم! حتى جاء لسوق «مكعس» رجلٌ يدعي «صلهب بن مكعس» وأثار كلمة لا تزال في آذان الناس حيث قال: «يجب أن نضع على باب مكعس صخرة كبيرة، من أراد أن يكتب يجب أن يزيل الحصاة من طريقه بقوة ساعديه!»، وصار كل فريق يستجيش فريقاً ليساعده في رفع الحجر الضخم حتى يستطيع أن يقرأ ويكتب، ولم يتوقف المدعو «صلهب» عند هذا الأمر بل حرّض الصخريين والرمليين بطريقة غير مباشرة على منع الآخر من حق الدخول والكتابة.
ورغم الانقسام المقبول في سوق «مكعس» سابقاً، فقد تحول السوق لكسر عظم الفريق الآخر..فكل فريق صار يمحو كتابة صاحبه الآخر على الصخر أو الرمل، وأيهم يزعم أن في كتابة الآخر ما يضعف القبيلة الواحدة وينقصها، حتى انمحت كتابات سوق «مكعس» كلها أو كادت، وعبث الصغار بكتابات الرمل الجميلة، وصار حرّاس صخرة سوق «مكعس» لا يقرؤون ولا يكتبون، بل قويي الأذرع عظيمي التجييش ضد بعضهم بعضا.
وقد صارع «غذام ابو مكعسي» ابن أخته «برّكة المكعسي» بسبب اختلافهم في الرأي والصخر والرمل لكن ما لبث «غذام» هذا أن كشط كل ما كتب خوفاً من الرمليين وتهديداتهم، وقاتل «عبدو مكعسان» ابن عمه «شيخان الكاعس» أيضاً وسمعت العرب قاطبة بهذا الصراع وفرح أعداء قبيلة «معكس» بهذه الخصومة وذاع خبر صحيفة رميلية كتب فيها «الصخريين في ميزان مكعس» وأثار لغطاً ولبساً عظيما، ما لبث أن انتشر، ولما طار الناس باللغط أعلن صاحبها عن نفسه ولم يوارب ما كتب فتبين أنه «عاضا المكعسي».
وما زال عقلاء القوم في حيرة من أمرهم، أيغلقون سوق «معكس» العظيم، أم يتركونه مجالاً للكتابة والقراءة وهي المشكاة الوحيدة التي يسبرون منها العالم!