أحمد صالح حلبي

الجمرات.. من الجبل إلى المنشأة

السبت - 24 يونيو 2023

Sat - 24 Jun 2023

حرصت حكومة المملكة على توفير الأمن والأمان والراحة والاطمئنان لضيوف الرحمن، وجعلت السلامة عنوانا رئيسا لكل عمل يقام، وهذا ما نراه متمثلا كواقع عملي حينما نتحدث عن الجمرات التي كانت بداية تطويرها الأولى من خلال إزالة الجبل الواقع خلف جمرة العقبة بناء على طلب وزير الداخلية، ولكون الجمرات تمثل شعيرة من شعائر الحج، فكان لابد من الحصول على فتوى شريعة بإجازة إزالة الجبل، وقد صدرت الفتوى الشريعة برقم 314 / 4 وتاريخ

1 / 8 / 1375هـ بإزالة الجبل الواقع خلف جمرة العقبة، وتمت إزالته في جمادى الأولى 1376هـ، وأمام زيادة أعداد الحجاج برزت فكرة العمل على إنشاء جسر من دورين، وقد سئل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ من قبل وزير الحج والأوقاف - آنذاك - بخطابه رقم 1667 / 1 في 11 / 4 / 1382هـ وقد أجاب سماحته بأنه لا مانع.

ولم تتوقف أعمال التطوير للجمرات على إقامة الجسر فقد شهدت العديد من الأعمال التطويرية بدءا من توسعة الجسر ليكون بعرض 40 م ومطلعين من الجهة الشرقية والغربية ومنحدرين بجوار جمرة العقبة من الدور العلوي من الجهة الشمالية والجنوبية وذلك لنزول الحجاج، وفي عام 1978م تم تنفيذ منحدرات من الخرسانة المسلحة (مطالع ومنازل) إلى المستوى الثاني من الجمرات على جانبي الجسر مقابل الجمرة الصغرى.

وفي عام 1982م شهد الجسر توسعة بزيادة عرضه إلى 20 م وبطول 120 م من الجهة الشمالية الموالية للجمرة الصغرى إضافة إلى توسعة أخرى عام 1987م بزيادة عرضه إلى 80 م وبطول 520 م وتوسيع منحدر الصعود إلى 40 م بطول 300 م وإنشاء خمسة أبراج للخدمات على جانبي الجسر وتنفيذ اللوحات الإرشادية والإنارة والتهوية وبلغت مساحته الإجمالية 600ر57 م2.

وجاء تحويل الجسر إلى منشأة متكاملة الخدمات بطول 950 م وعرض 80 م ويتكون من أربعة أدوار، وتتحمل أساسياته 12 طابقا وخمسة ملايين حاج، موفرا 11 مدخلا للجمرات و12 مخرجا في الاتجاهات الأربعة إضافة إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارئ ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعا من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات مما يؤدي لخفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة وأنفاقا أرضية، ورافقت مشروع تطوير جسر الجمرات تنفيذ مشروعات جديدة في منطقة الجمرات شملت إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على 6 اتجاهات منها 3 من الناحية الجنوبية و3 من الناحية الشمالية وتنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات بها والسيطرة على ظاهرة الافتراش حول الجسر إلى جانب مسارات الحجاج.

وقبل الختام، إن كانت رحلة الحج في السابق مليئة بالمعاناة بدءا من مخاطر الطرق ووسائل النقل، مرورا بقلة الأكل والشرب، وانتشار الأمراض والأوبئة، فإنها اليوم أصبحت من أكثر الرحلات سعادة وهناء لقاصديها، بدءا من منافذ الوصول البرية والبحرية والجوية، مرورا بشبكة الطرق الرابطة بين مدن الحج «جدة - مكة المكرمة - المدينة المنورة» والمشاعر المقدسة «عرفات - مزدلفة - منى» ، والمنشآت الصحية والخدمية.

ashalabi1380@