عودة السوريين على رأس أولويات إردوغان

شاعر ولاعب كرة.. بارع في الخطابة يستحوذ على قلوب الأتراك يؤكد أنه سيواجه التضخم ويؤمن أن من يخدم الشعب لا يهزم أبدا مراقبون يتوقعون اقترابه من الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة
شاعر ولاعب كرة.. بارع في الخطابة يستحوذ على قلوب الأتراك يؤكد أنه سيواجه التضخم ويؤمن أن من يخدم الشعب لا يهزم أبدا مراقبون يتوقعون اقترابه من الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة

الاثنين - 29 مايو 2023

Mon - 29 May 2023

ستكون إعادة مليون لاجئ سوري إلى بلدهم إحدى أهم أولويات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بعد انتخابه لولاية جديدة تستمر حتى 2028، في أعقاب انتصار كبير أكد قدرته على الاستمرار في الحكم للعقد الثالث على التوالي.

تعهد الرئيس التركي في عز احتفالاته بالنصر بالاستمرار في سياسات حكومته، وقدم تطمينات بشأن التضخم الذي يعصف بالبلاد، وقال إنه القضية الأكثر إلحاحا لكن حلها ليس صعبا، مضيفا أن التضخم سينخفض مثلما انخفضت أسعار الفائدة.

وقال الرئيس الذي حصل على أكثر من 52% من أصوات الأتراك في جولة إعادة غير مسبوقة إنه سيعمل على تنحية الخلافات جانبا، وإن المنظمات الإرهابية خسرت و85 مليون مواطن فازوا جميعا، بحسب قوله.

عودة السوريين

أعلن رئيس الهيئة العليا للانتخابات في تركيا أحمد ينار فوز رجب طيب إردوغان بولاية رئاسية جديدة بعد حصوله في جولة الإعادة على 52.14% من الأصوات، مما يمثل النتيجة الرسمية للانتخابات، واحتفظ حزبه وحلفاؤه بأغلبية المقاعد في البرلمان بعد الانتخابات التشريعية التي أجريت في 14 مايو.

واحتفظ إردوغان بدعم الناخبين المحافظين الذين ظلوا مخلصين له لرفع مكانة الإسلام في تركيا التي تأسست على مبادئ علمانية، ولزيادة نفوذ البلاد في السياسة العالمية.

وأكد الرئيس وهو في نشوة النصر أنه سيعمل على تأمين عودة مليون لاجئ سوري إضافي، وتعهد بتحقيق الوعود الانتخابية والتمسك بها، مشيرا إلى أن إطلاق سراح صلاح الدين دمرداش الزعيم السابق لحزب مؤيد للأكراد غير ممكن في ظل حكمنا، وتابع «لا أحد بمقدوره أن يسيء للحريات في بلدنا أو التحقير من شأن شعبنا أو أن يمنعه من التوحد».

لا يهزم أبدا

وألقى رجب طيب إردوغان كلمة من المجمع الرئاسي بأنقرة، بعد فوزه بولاية ثالثة شكر فيها أنصاره، وقال إن قرار الشعب في هذه الانتخابات كان لصالح تركيا، وأكد أن المنظمات الإرهابية خسرت و85 مليون مواطن فازوا جميعا، مضيفا «سننحي الخلافات جانبا، وسنتحد على القيم والأحلام الوطنية». وفي ملف الاقتصاد قال إردوغان: سنبني اقتصادا قويا يستند على الاستقرار والثقة، مشيرا إلى أن «مواجهة التضخم أولويتنا، وهو ليس بالأمر الصعب».

وأكد أنه لن يتنازل عن الديمقراطية، موضحا أن الشعب التركي جعله يعيش عيدا بعد تصويتهم في الانتخابات، وأضاف أنه فاز في جولة الإعادة بدعم الشعب التركي، مشيرا إلى أنه من يخدم الشعب لا يهزم أبدا، وأن تركيا أمانة في عنقه. وعن منافسه كمال كليجدار أوغلو، قال إردوغان إن حزب الشعب الجمهوري سيحاسب كليجدار أوغلو على خسارة الانتخابات.

المئوية الثانية

وتزامنت الانتخابات مع الاحتفالات في عموم البلاد بالذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية، بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، مما يعني أن إردوغان سيدخل تركيا في المئوية الثانية.

وخلال فترة رئاسته لحزب العدالة والتنمية المحافظ، حول إردوغان منصب الرئاسة من منصب شرفي إلى حد كبير إلى منصب قوي بعد تمرير استفتاء عام 2017 ألغى النظام البرلماني. وشمل النصف الأول من ولاية إردوغان إصلاحات سمحت للبلاد ببدء محادثات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وأدت سياساته إلى إحداث نمو اقتصادي انتشل كثيرين من براثن الفقر، وفق أسوشيتد برس، لكن مع سنوات حكمه، واجه الرئيس المحافظ تحديات بخصوص الحريات والإعلام، خاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي تتهم حكومته رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن، بتدبيرها.

استعراض قوة

ورغم الانتقادات المتعلقة بالسياسة الاقتصادية مع ارتفاع معدلات التضخم وغلاء المعيشة، إلا أن تركيا على الصعيد الخارجي استعرضت قوتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط وخارجها في ظل حكم إردوغان.

واستخدمت حكومة الرئيس الحالي حق النقض ضد محاولة السويد الانضمام إلى «الناتو» واشترت أنظمة دفاع صاروخي روسية، مما أثار غضب الولايات المتحدة، لكنها ساعدت أيضا في التوسط في اتفاق سمح بشحن الحبوب الأوكرانية وتجنب حدوث أزمة غذاء عالمية.

وقالت «أسوشيتد برس» إن هزيمة منافسه مرشح تحالف «الأمة» المعارض، كمال كليجدار أوغلو، ستزيد الضغوط عليه للتنحي عن رئاسة حزب الشعب الجمهوري.

وقال كليجدار أوغلو في خطاب في أعقاب إعلان نتائج غير رسمية تشير إلى فوز إردوغان بولاية جديدة: لقد ناضلت دائما من أجل حقوقك، من أجل قانونك. وسأواصل القيام بذلك.

زعامة الناتو

ويؤكد المحلل السياسي أن إردوغان سيواصل محاولاته لإيجاد استثمارات جديدة للاقتصاد التركي من قبل دول في الشرق الأوسط، مع الهدف القديم المتمثل في عضوية الاتحاد الأوروبي، كما سيستمر إردوغان أيضا في احتلال مكانة فريدة كزعيم في قوة الناتو التي تحافظ على العلاقات مع روسيا.

وشهدت تركيا انتخابات تاريخية ولحظات مفصلية وصفها إردوغان بأنها رائعة، وعدها كليجدار أوغلو غير عادلة، لكنها أظهرت أن عصر زعيم «العدالة والتنمية» ما زال قائما، ففي كلتا الحالتين يقول مراقبون إن الانتخابات الرئاسية التي جرت بجولتيها الأولى والثانية، كانت التحدي الأكبر لتفوق الرئيس منذ صعوده إلى السلطة في تركيا قبل عقدين من الزمن.

ورسمت الانتخابات نجاح إردوغان في النجاة من أكبر اختبار لقيادته، بالنظر إلى حالة الاقتصاد التركي، والغضب العام المستمر من الاستجابة للزلازل المدمرة التي شهدتها البلاد في فبراير الماضي، ليعود الرجل إلى الرئاسة مرة أخرى، بعد فوزه جولة الإعادة التي شهدتها تركيا، بحصوله على 52% مقابل 48% لزعيم تحالف المعارضة كمال كليجدار أوغلو.

لاعب كرة

وبدأ إردوغان مسيرته في تركيا كلاعب كرة لصالح نادي قاسم باشا قبل انتخابه عام 1994 كرئيس لبلدية إسطنبول تابعا لحزب الرفاه الإسلامي. جرد من منصبه وسجن لمدة 4 أشهر بسبب قصيدة ألقاها اتهم فيها أنه يحرض على الكراهية الدينية.

تخلى إردوغان عن السياسة الإسلامية العلنية وأنشأ حزب العدالة والتنمية المحافظ المعتدل في 2001.

وعقب انتصار حزب العدالة والتنمية الساحق في 2002، أصبح المؤسس المشارك للحزب عبدالله غل رئيس الوزراء، حتى ألغت حكومته حظر إردوغان من المناصب السياسية، أصبح إردوغان رئيسا للوزراء في مارس 2003، قبل أن يعمق زعامته لتركيا ويستمر 10 سنوات في المنصب، بعد نجاحه في تحويل النظام التركي من برلماني إلى رئاسي، ويصبح مرشحا للبقاء 5 سنوات أخرى، يعزز من خلالها هيمنته وشخصيته القوية التي ظهرت بشكل لافت في الحرب الروسية الأوكرانية.

أرقام في حياة إردوغان

  • 1954 ميلاده

  • 1994 عمدة إسطنبول

  • 2011 تأسيس حزب العدالة والتنمية

  • 2003 رئاسة الوزراء

  • 2014 رئيسا للبلاد

  • 2016 تعرض لمحاولة انقلاب

  • 2018 فترة رئاسة جديدة

  • 2023 انتصار انتخابي و 5 سنوات جديدة

  • %52.14 نسبة فوزه في الانتخابات

  • 2028 نهاية فترة رئاسته الحالية


سياسة ثابتة


  • ويؤكد سونر كاجابتاي الزميل الأول في معهد واشنطن للأبحاث في الولايات المتحدة في تحليل نشرته صحيفة «الجارديان » البريطانية، أنه لن يكون هناك تغيير حقيقي في المسار في تركيا. لكن ضياء ميرال، الزميل المشارك الأول في معهد رويال يونايتد للخدمات، يؤكد «إذا كنت ترى ما يحدث في تركيا مجرد تلاعب بالدولة، فأنت تتجاهل الدعم الاجتماعي الواسع حقا لما يمثله إردوغان .»