عبدالمعين عيد الأغا

هل سمعتم عن الحماض الكيتوني «السكري»؟

الأربعاء - 12 أبريل 2023

Wed - 12 Apr 2023

كثيرا ما يتم تحذير مرضى السكري من «الحماض الكيتوني»، لكونها تمثل أخطر مضاعفات داء الحلو، والمصابون بالسكري لديهم إدراك كامل عن تلك الحالة وكيفية اتخاذ كل الوسائل الوقائية الكفيلة بمنع الوصول إلى هذه المرحلة، بينما نجد أن معظم أفراد المجتمع قد لا تكون لديهم أي معلومات أو الدراية الكافية عن «الحماض الكيتوني» ومسبباته لكون المصطلح أكثر تداولا في الأروقة الطبية عن الأوساط الاجتماعية.

ورأيت من المهم أن أخصص مقالي هذا الأسبوع عن «الحماض الكيتوني» من باب تكريس الوعي الصحي وتعزيز الوقاية في جانب داء السكري ومضاعفاته ومخاطره؛ فالأمر لا يقتصر على مرضى السكري فقط، بل الأصحاء أيضا لابد أن تكون لديهم خلفية أن هناك مضاعفات خطرة تترتب على داء السكري.

فالحماض الكيتوني السكري يعد من المضاعفات المرضية الخطيرة التي قد تنشأ عند الإصابة بمرض السكري (وهو أكثر شيوعا في السكري من النوع الأول)، ويحدث عندما يرتفع مستوى سكر الجلوكوز بالدم إلى مستويات عالية جدا، مما يؤدي إلى تراكم كميات كبيرة من مادة حمضية تعرف باسم «الكيتونات» داخل الجسم، وبالتالي فإن أهم المؤشرات التي تدل على الإصابة بالحماض الكيتوني السكري، والتي يسهل اكتشافها باستخدام أدوات اختبار الدم والبول المنزلية تشمل ارتفاع مستوى السكر في الدم، وارتفاع مستوي الكيتونات في البول.

تميل أعراض الحماض الكيتوني السكري إلى الظهور على نحو سريع، وتشتمل على الشعور الشديد بالعطش، كثرة التبول، ارتفاع مستوى سكر الجلوكوز في الدم، ارتفاع مستوى الكيتونات في البول، تسارع حركات التنفس، الشعور بالضعف والإرهاق، الشعور بالدوار واضطراب الوعي والإدراك، احمرار الوجه وجفاف الفم، الغثيان والقيء وآلام البطن.

ويصنف الحماض الكيتوني السكري من الحالات المرضية المتقدمة في المخاطر، لذلك فإن التعامل سريعا مع مثل هذه الحالات يعد أمرا غاية في الأهمية لضمان سلامة مريض السكري، إذ ينبغي اتخاذ التدابير العلاجية حيال الحماض الكيتوني السكري تحت إشراف طبي متخصص.

وكما أشرت فإن المشكلة تحدث عندما تكون مستويات السكر في الدم مرتفعة جدا ومستويات الأنسولين منخفضة، إذ تحتاج أجسامنا إلى الأنسولين لاستخدام الجلوكوز المتاح في الدم، وفي مرض الحماض الكيتوني السكري لا يمكن أن يصل الجلوكوز إلى الخلايا، لذلك يتراكم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، وردا على ذلك يبدأ الجسم بتفتيت الدهون إلى وقود قابل للاستخدام لا يحتاج إلى الأنسولين، ويسمى هذا الوقود الكيتونات، وعندما تتراكم الكثير من الكيتونات يصبح الدم حمضيا.

وسبب حدوث الحماض الكيتوني في النمط الأول من السكري أكثر هو عدم قدرة المصابين على صنع الأنسولين الخاص بهم، بينما أقل حدوثا لدى الأشخاص المصابين بالنمط الثاني (غير المعتمد على الأنسولين) لأن مستويات الأنسولين لا تنخفض عادة إلى الحد الكبير.

وأخيرا.. رغم كون «الحماض الكيتوني» من مؤشرات المضاعفات الخطرة لداء السكري إلا أنه يمكن منع حدوثه، وذلك من خلال الإدارة السليمة للمرض والسيطرة على السكري، واتباع خطة العلاج الخاصة والتي تتضمن أخذ العلاجات «الأنسولين» في مواعيدها، والتغذية الصحية وتجنب السلوكيات الغذائية الخاطئة، وضرورة قياس سكر الدم ومتابعة القراءات ومؤشرات نسبة سكر الدم، وممارسة النشاط الرياضي، والحرص على مراجعة الطبيب المعالج في حالة وجود أي استفسارات متعلقة بعدم استقرار الحالة الصحية.