حسن علي القحطاني

أجاويد عسير

الأحد - 19 مارس 2023

Sun - 19 Mar 2023

إنسان عسير، أو عسير الإنسان، المهم طرفان، الأول مواطن أو مسؤول أو مقيم؛ والثاني مكان تحت مظلة أغلى وطن وأطهر أرض (السعودية)؛ هذا الإنسان وهذا المكان على موعد مع باقة شهية من المنافسات الاجتماعية في شهر رمضان، تتمثل في مبادرة يرعاها المسؤولون عن المكان، منافسات بين مبادرات اجتماعية تعتمد على ما ينبثق من فكر إنسان عسير، ثم تصل للمسؤول للاطمئنان على ملاءمتها لذائقة الزمان والمكان؛ كل هذا وحسب الإعلان يرتكز على محور عسير الإنسان، وتماشيا مع استراتيجية شاملة لتطوير المنطقة، فبتوجيه من الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير؛ رئيس هيئة تطويرها، وتحت مسمى (أجاويد)، تنطلق منافسات يشارك فيها مجموعات التطوع والجهات الحكومية والخاصة والأهلية بالإضافة إلى الأفراد، وكل مجموعة تكون تحت إشراف محافظي المحافظات، وضمن معايير وشروط محددة، وتستهدف كافة فئات المجتمع وأطيافه، كبارا أو صغارا، ذكورا أو إناثا.

تنطلق هذه المبادرة في أول أيام شهر رمضان الكريم بثلاثة مسارات أو ثلاثة فروع، الأول فيها (عطاء) ومبادرات تشمل المساجد؛ لتكون نموذجا مثاليا في النظافة والتنظيم، وتعزيز الألفة بين المصلين، كما تشمل مبادرات إصلاح ذات البين وبذل الجاه والمال لتوحيد الصف وجمع الكلمة، وتتضمن أيضا تقديم العون للمحتاجين بإحسان؛ ومبادرات مساعدة المرضى وكبار السن والمعاقين والمحتاجين للعلاج وتوفير الاحتياجات الطبية اللازمة لهم.

أما المسار الثاني (وعي) فمن اسمه سيتم التركيز على برامج التوعية المجتمعية في المنصات المختلفة وإقامة الأمسيات الثقافية وصالونات معنية بالأدب، وعرض تجارب أعلام المنطقة للاستفادة من خبرتهم.

الثالث يحمل عنوان (قوة)، وتشمل مبادرات تحفيزية على ممارسة الرياضة والنشاط الحركي وكذلك تجهيز المواقع المناسبة لممارسة هذه الأنشطة، مع تنظيم دورات كرة القدم ومنافسات رياضية أخرى في ألعاب فردية أو جماعية مختلفة.

هيئة تطوير عسير شكلت للمبادرة هيكلا تنظيميا من لجان وفرق عمل بإشراف مباشر من أمير المنطقة، والمشاركة في أجاويد عسير تتطلب تقديما في الموقع المخصص للتسجيل على شبكة الإنترنت، على ألا تخالف أنشطة المشاريع الذوق العام أو ثقافة المجتمع أو تتعارض مع روحانية الشهر الفضيل، ثم تقوم المحافظة بترشيح خمس مبادرات مميزة في كل مسار.

الفائزون في هذه المبادرات سيكرمون من أمير المنطقة بمنح فريق مبادرة الأجاويد وسام التميز، ويمنح أعضاء اللجنة الفرعية المختصة على شهادة الإتقان، أما المحافظ فيحصل على شهادة شكر وتمنح المحافظة درع التميز القيادي.

عندي بعض الاقتراحات التي أتمنى أن تصل أمير المنطقة ورئيس هيئة تطويرها، ففي البداية يوجد في منطقة عسير 17 محافظة، مما يعني أن أمامنا ما بين 250 إلى 100 مبادرة على الأقل؛ وهذا سيكلف المسؤولين مشقة كبيرة في متابعة أعمال هذه المبادرات بالإضافة إلى ما يصاحبها من إشغال وقت المسؤول في المحافظة أو هيئة تطوير عسير على حساب إنجاز معاملات المواطنين أو أعمال إدارية أو فنية مهمة؛ فلو تبنت هيئة تطوير عسير ثلاث مبادرات في المسارات الثلاث كمرحلة أولى، يتم من خلالها معالجة عوائق العمل الإدارية أو التنفيذية؛ ومن ثم دعم جوانب النجاح فيها وجعلها أيقونة انطلاق لمشروع ريادي.

ثانيا: استمرارية مبادرة (أجاويد) على مدار العام بحيث يتم تنفيذ مبادرات تتوافق مع السياق الزمني للمواسم والمناسبات والأحداث في المنطقة مع استمرار ما يرى المسؤول من مبادرات مفيدة منفذة سابقا.

ثالثا: تخصيص مسؤول واحد في كل محافظة للإشراف والمتابعة المستمرة للمبادرات وربطه مع اللجنة الإشرافية مباشرة، وبالتالي تقل عدد اللجان التي تجتهد في التنظيم، وبذلك تقل الأخطاء، ويقل إشغال عدد الموظفين المناط بهم العمل على ذلك، ويكون من أهم ما يسند له تشكيل فرق من الأفراد الراغبين في المشاركة بالمبادرات الاجتماعية تجنبا للأخطاء التي قد ترافق تشكيل هذه الفرق من الأفراد أنفسهم.

رابعا: تفعيل المشاركة المجتمعية من قبل القطاع الخاص (رجال الأعمال في المنطقة) من خلال رعايتهم لمبادرات (أجاويد) وتقديم جوائز مالية وعينية مرضية وباعثة على التنافسية بين المشاركين والمنظمين.

خامسا: توسيع دائرة مبادرات (أجاويد) لتشمل قطاع الشركات والمؤسسات المنفذة للمشاريع في عسير بأعلى معايير الجودة والدقة والتسليم في الوقت المحدد للمشاريع، بالإضافة إلى المبادرات الفردية الخيرية من رجال الأعمال كدعم الجمعيات الخيرية أو بناء مساكن للمستحقين أو مبادرة بناء منشآت خدمية أو صيانة منشآت حكومية قائمة (مساجد، مدارس، حدائق...).

أخيرا، هذا ما سمحت به مساحة المقال، ويبقى أن أقول ما أكثر الأجاويد في منطقة عسير وفي مملكتنا الحبيبة.

hq22222@