زيارة استفزازية تفجر غضب العرب

وزير الأمن القومي الإسرائيلي رفض كل التحذيرات ودنس ساحة المسجد الأقصى المملكة: ممارسات مرفوضة تقوض جهود السلام وتتعارض مع الأعراف الأردن اعتبرها خرقا فاضحا للقانون والكويت تطالب بتحرك دولي قوي أبو ردينة: إذا لم تتدخل أمريكا لردع إسرائيل فستتفجر الأوضاع بالمنطقة
وزير الأمن القومي الإسرائيلي رفض كل التحذيرات ودنس ساحة المسجد الأقصى المملكة: ممارسات مرفوضة تقوض جهود السلام وتتعارض مع الأعراف الأردن اعتبرها خرقا فاضحا للقانون والكويت تطالب بتحرك دولي قوي أبو ردينة: إذا لم تتدخل أمريكا لردع إسرائيل فستتفجر الأوضاع بالمنطقة

الثلاثاء - 03 يناير 2023

Tue - 03 Jan 2023

.
.
تسبب تصرف استفزازي لوزير إسرائيلي متطرف في حالة غضب عارمة، مما أزعج العالم العربي من المحيط للخليج، أمس، وتسبب اقتحامه ساحة المسجد الأقصى في تفجر الأوضاع مجددا، وسط توقعات بأن يؤدي إلى اشتباكات عنيفة في الأراضي المحتلة طوال الفترة المقبلة.

ونددت السعودية وغالبية الدول العربية، بالتصرف الأرعن من وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير، عضو حزب «القوة اليهودية» اليميني المتطرف، الذي تم تعيينه قبل أيام.

ووصفت السلطة الفلسطينية والأردن ومصر والكويت وعدد من الدول الزيارة بأنها إعلان حرب، واستفزاز جديد سيفضي إلى مزيد من الدماء والقتل والدمار، رغم التحذيرات المسبقة لمنع الزيارة.

تنديد سعودي

أعربت وزارة الخارجية، عن تنديد وإدانة المملكة للممارسات الاستفزازية التي قام بها أحد المسؤولين الإسرائيليين، باقتحام باحات المسجد الأقصى الشريف.

وعبرت الوزارة عن أسف المملكة لما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلية من ممارسات تقوض جهود السلام الدولية، وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية.

وجددت وزارة الخارجية التأكيد على موقف المملكة الراسخ بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، ودعم جميع الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال، والوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

استفزاز مرفوض

وصفت منظمة التعاون الإسلامي التصرف بالمتطرف وأدانت بشدة «اقتحام الوزير المتطرف بحكومة الاحتلال الإسرائيلي ايتمار بن غفير، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في إطار محاولات إسرائيل، قوة الاحتلال، تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك».

واعتبرت ذلك «استفزازا لمشاعر المسلمين جميعا، وانتهاكا صارخا للقرارات الدولية ذات الصلة»، وحملت المنظمة «الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار مثل هذه الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على مدينة القدس وأهلها ومقدساتها»، داعية المجتمع الدولي إلى «تحمل مسؤولياته تجاه وضع حد لهذه الانتهاكات الإسرائيلية، التي من شأنها أن تغذي الصراع الديني والتطرف، وعدم الاستقرار في المنطقة».

تحرك دولي

أعربت دولة الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين لـ«اقتحام الوزير المتطرف في حكومة الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي».

وقالت: «هذا الاقتحام الذي يشكل استفزازا لمشاعر المسلمين، وانتهاكا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، يأتي في إطار محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلية المستمرة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها».

ودعت الكويت المجتمع الدولي إلى «التحرك السريع والفاعل لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية، وتوفير الحماية الكاملة للشعب الفلسطيني الشقيق وممتلكاته، ولا سيما في القدس ومقدساتها».

وحذرت «من مغبة هذه الانتهاكات التي تنذر بمزيد من التصعيد»، محملة «سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية كاملة لتداعيات هذه الانتهاكات».

تأجيج الأوضاع

عبرت مصر عن أسفها «لاقتحام مسؤول رسمي بالحكومة الإسرائيلية الجديدة المسجد الأقصى بصحبة عناصر متطرفة تحت حماية القوات الإسرائيلية»، مؤكدة «رفضها التام أية إجراءات أحادية مخالفة للوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس».

وحذرت من «التبعات السلبية لمثل هذه الإجراءات على الأمن والاستقرار في الأراضي المحتلة والمنطقة، وعلى مستقبل عملية السلام»، ودعت القاهرة «كل الأطراف إلى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية، والامتناع عن أية إجراءات من شأنها تأجيج الأوضاع».

وقالت قطر، إن «السياسة التصعيدية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة»، وأكدت أن «محاولات المساس بالوضع الديني والتاريخي للمسجد الأقصى، ليست اعتداء على الفلسطينيين فحسب، بل على ملايين المسلمين حول العالم».

وحملت الوزارة «سلطات الاحتلال الإسرائيلي وحدها مسؤولية دائرة العنف، التي ستنتج عن هذه السياسة التصعيدية الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه ومقدساته الإسلامية والمسيحية»، وحثت المجتمع الدولي على التحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات.

خرق فاضح

بأشد العبارات أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية الزيارة، وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سنان المجالي، إن «قيام أحد وزراء الحكومة الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك حرمته، هي خطوة استفزازية مُدانة، وتمثل خرقا فاضحا ومرفوضا للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها».

وأكد أن «الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة على المقدسات، بالتزامن مع الاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للأراضي الفلسطينية المحتلة، تنذر بمزيد من التصعيد، وتمثل اتجاها خطيرا يجب على المجتمع الدولي العمل على وقفه فورا».

وشدد على أن «المسجد الأقصى المبارك الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونما، هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية، هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون الحرم القدسي الشريف وتنظيم الدخول إليه».

خط أحمر

قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن خطوة بن غفير «تحد للشعب الفلسطيني، وللأمة العربية والمجتمع الدولي»، وحذر من أن «استمرار هذه الاستفزازات بحق مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، سيؤدي إلى مزيد من التوتر والعنف وتفجر الأوضاع».

وشدد على أن «محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في الأقصى، عبر تكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانيا، مرفوضة ومصيرها إلى الفشل، والقدس الشريف والمقدسات خط أحمر لا يمكن تجاوزه».

ودعا الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، الإدارة الأمريكية، إلى تحمل مسؤولياتها وإجبار إسرائيل على «وقف تصعيدها واقتحامات المسجد الأقصى قبل فوات الأوان».

وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن دخول بن غفير المسجد الأقصى «تطور خطير، ونحذر من عواقبه على استقرار المنطقة بأسرها».

تسجيل مسرب

في أعقاب الزيارة، كتب بن غفير تغريدة على موقع «تويتر»، قال فيها إن «الحكومة الإسرائيلية التي أنا عضو فيها، لن تخضع لمنظمة القتلة المشينين. الحرم القدسي مفتوح للجميع، وفي حال كانت حماس تعتقد أن تهديداتها يمكن أن تخيفني، فعليها أن تفهم أن الزمن قد تغير».

وكان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، حذر في تسجيل صوتي مسرب منسوب له من النائب «اليميني المتطرف» إيتمار بن غفير، وتحدث هرتسوغ عن مشاكل قد تواجهها الحكومة المقبلة بشأن المسجد الأقصى بسبب بن غفير، قائلا إن «العالم كله يخاف منه».

وأكد وزير الأوقاف والشؤون الدينية حاتم البكري، أن دخول الوزير الإسرائيلي المسجد الأقصى «خطوة خطيرة تأتي في ظل الاتفاقات التي شكلت على أساسها الحكومة الإسرائيلية الحالية، الأكثر يمينية في تاريخ الحكومات الإسرائيلية».

الزيارة الاستفزازية

  • قام بها إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي

  • استمرت 15 دقيقة بعدما دخل الساحة مدججا بحرسه

  • دلف لساحة الحرس القدسي من باب المغاربة التاريخي

  • أجرى جولة قصيرة في باحات المسجد

  • شهد الأقصى خلال الزيارة انتشارا مكثفا للشرطة الإسرائيلية