هل اشتعلت الفتنة بين باكستان وأفغانستان؟

وحيد: إسلام أباد تحركت لإحباط تسلل الإرهاب العابر للحدود وتسلل الهند إلى جارتها
وحيد: إسلام أباد تحركت لإحباط تسلل الإرهاب العابر للحدود وتسلل الهند إلى جارتها

الثلاثاء - 29 نوفمبر 2022

Tue - 29 Nov 2022

تغيرت الأمور رأسا على عقب، وبعدما كانت باكستان الداعم الأكبر لطالبان لحظة استيلائها على السلطة في أفغانستان، اختلفت المعطيات في الشهور الماضية، وباتت إسلام أباد تركز على إحباط الإرهاب العابر للحدود، ومنع الهند من التسلل إلى أفغانستان.

وفيما يتساءل المراقبون عن الفتنة التي اشتعلت بين الجارتين، يرى الخبير والأكاديمي السياسي الباكستاني أحمد وقاص وحيد، في تحليل على منصة «منتدى شرق آسيا» للتحليلات والبحوث، أن حكومة طالبان أخفقت في الحد من مخاوف السياسة الخارجية الباكستانية، ويقول: «منذ أن اعتلت طالبان سدة الحكم، زادت الهجمات الإرهابية التي نفذت في باكستان بنسبة قياسية بلغت 56%، ولا تزال الكيانات الإرهابية تنشط في أفغانستان، بما فيها القاعدة، وطالبان باكستان وتنظيم داعش».

ويرى الكاتب «أن الابتهاج بانتصار طالبان أفسح المجال أمام صحوة بشعة، تشي بأن الموقف الأمني تحت حكم طالبان يعني أن النوبات الإرهابية في باكستان لم تنته بعد. وفي كلمة ألقاها رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، قال إنه شارك المجتمع الدولي مخاوفه من عمل الجماعات الإرهابية في أفغانستان».

وفضلا عن ذلك «تنافس طالبان الآن باكستان على مزيد من السيادة والحكم الذاتي، وأظهرت انفتاحها على تحسين العلاقات مع الهند، وتحث الأخيرة على زيادة مشاركتها في أفغانستان، عبر التجارة الثنائية واستئناف المساعدات الإنسانية، وأعربت عن اهتمامها بالتماس دعم الهند لتدريب قوات أفغانية، إذ إن دعم طالبان لمشروع ميناء جابهار في إيران، الذي طور لينافس ميناء جوادار الباكستاني، مثال آخر على النحو الذي تتمنى به طالبان تقويض المصالح الباكستانية».

ويضيف، «لأن تحالف باكستان مع أفغانستان محوري في سياستها الخارجية، فإن العلاقة المتداعية في حاجة إلى إصلاح ورأب صدع، وعلى باكستان أن تدرك أن طالبان التي تسيطر على الحكومة ليست طالبان التي تعاملت معها في الماضي، ولا يمكن أن تستمر العلاقة بينهما إذا كانت علاقة كفيل بعميل، إذ أخفقت الإجراءات القوية والقسرية التي اتخذتها باكستان ضد طالبان في تحقيق الأثر الذي كانت باكستان تنشده».

ويشدد على أن السبيل الوحيد يكمن «في استغلال القوة الناعمة والجهود الدبلوماسية، لحث طالبان على التحرك في الاتجاه الذي تهدأ فيه مخاوف باكستان الأمنية. وعلى باكستان أن تقنع حكومة طالبان بالنظر بجدية في قضايا حقوق الإنسان، ومنها تعليم المرأة، لتحصل على قبول واعتراف دوليين. وعليها أن تشجعها على التصدي لطالبان باكستان، والسيطرة على الإرهاب العابر للحدود، لتظهر للدول الإقليمية والمجتمع الدولي أنها جادة في اتخاذ إجراءات صارمة ضد النشاط الإرهابي».

وأكد الكاتب، أن على باكستان أن تفتح أبوابها للطلاب الأفغان الذين يلتمسون التعليم العالي، وتشجع على التواصل بين الشعبين، وعليها أيضا أن تنفتح على مطالبات أفغانستان بتأمين المساعدات الإنسانية والمالية، غير أن النكسات السياسية الخارجية الباكستانية، تزامنت مع كارثة مناخية غير مسبوقة ووضع سياسي متقلب، مما يجعلها عاجزة سياسيا واقتصاديا نوعا ما، فقد أودت الفيضانات الأخيرة بحياة أكثر من 1500 باكستاني، وشردت 33 مليونا آخرين. وفاقمت الكارثة الوضع الاقتصادي المتأزم.