4 سيناريوهات نووية تنتظر العالم

فايننشال تايمز: التهديد بفناء المعمورة قائم رغم انحصار الأزمة
فايننشال تايمز: التهديد بفناء المعمورة قائم رغم انحصار الأزمة

الأربعاء - 02 نوفمبر 2022

Wed - 02 Nov 2022

«الحرب النووية لا يمكن الفوز بها، ولا يجب أن تطلق أبدا».. هذا نص البيان الذي أصدرته الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة في بداية السنة الحالية، وفي الشهر التالي غزت روسيا أوكرانيا، وطالت التهديدات بفناء المعمورة العالم بأسره.

يؤكد جدعون راخمان في «فايننشال تايمز» أنه منذ ذلك الوقت وقادة العالم يكافحون تهديدا بحرب نووية فعلا، ومنذ البداية وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين النزاع بوجودي لروسيا ولمح إلى أنه قد يستخدم الأسلحة النووية للانتصار.

ومنذ أقل من أسبوعين سارع مسؤولون أمنيون غربيون إلى مكاتبهم في عطلة نهاية الأسبوع قلقين من اتهامات موسكو لأوكرانيا بتصميمها على استخدام «قنبلة قذرة» خوفا من إشارة محتملة إلى أن روسيا نفسها تبحث عن ذريعة لاستخدام الأسلحة النووية، ورغم انحسار الأزمة الفورية، لا يزال تقييم تهديد روسيا باستخدام سلاح نووي يتصاعد، وفقا لموقع (24) الإماراتي.

4 سيناريوهات

ويضع الكاتب 4 سيناريوهات لاندلاع الحرب النووية، ويقول إن الإدارة الأمريكية تنافش سيناريو يقول إن هزيمة روسية مذلة في خيرسون قد تقنع بوتين باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية ضد أوكرانيا لعكس المد في الميدان.

ويرد البعض أحيانا ببرهان مضاد مفاده بأن بوتين لن يستخدمها في منطقة قريبة جدا من روسيا خوفا من تلويث بلاده، لكن مسؤولين أمريكيين كبارا يشيرون إلى أن أصغر الأسلحة النووية التكتيكية قد يقتل مئات الآلاف الناس ويدمر ويلوث بالإشعاعات بضعة أميال مربعة وحسب.

وتركز الولايات المتحدة وحلفاؤها على منع روسيا من خطوة قاتلة باجتياز العتبة النووية، بمزيج من الردع والدبلوماسية، لكنهم يفكرون بجدية في التداعيات العالمية لاستخدام سلاح نووي روسي، ويقول أحد المسؤولين الأمريكيين الكبار «سيدرس الناس طوال عقود التعامل مع هذه الأزمة».

السيناريو الأول:

يرى راخمان أن السيناريو الأول عندما يتحول استخدام سلاح نووي روسي إلى حرب نووية شاملة تؤدي إلى ما أطلق عليه بايدن نفسه «هرماغيدون»، حيث قالت واشنطن إن استخدام موسكو سلاحا نوويا سيكون ثمة رد مع تداعيات كارثية على روسيا.

ولم يوضح الأمريكيون علنا شكل الرد، ويعتقد عدد من المعلقين أنه سيكون عسكريا لكن غير نووي، وتحدث المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية الجنرال ديفيد بتراوس عن مهاجمة قوات أطلسية للقوات الروسية على الأرض في أوكرانيا بأسلحة تقليدية إلى جانب إغراق أسطول البحر الأسود.

حجة الرد العسكري الغربي هي أنه لو أفلتت روسيا باستخدام سلاح نووي ونجحت في عكس مسار الحرب فعندها ستتحطم المحرمات النووية التي ظلت صامدة منذ 1945، لكن تورطا عسكريا غربيا قد يطلق على الأرجح ردا روسيا إضافيا.

ويمكن أن يسلك الغرب وروسيا سلم التصعيد مما يجعل كابوس حرب نووية شاملة احتمالا واضحا.

السيناريو الثاني:

يبدو سيناريو التصعيد مرعبا حسب راخمان، فقد لا يصاحب استخدام روسيا للسلاح النووي رد عسكري غربي مباشر، فتحاول الولايات المتحدة عوض ذلك تنظيم عزلة اقتصادية ودبلوماسية كاملة، لكن ذلك سيفتح الباب أمام مستقبل مزعج آخر «التطبيع النووي»، وسيتأكد الجميع أن الأسلحة النووية أدوات يمكن استخدامها في حرب عدوانية، لا من أجل الردع فقط.

وقد تشعر روسيا، وحتى الصين، بإغراء انتهاك العتبة النووية مجددا، وستسارع الدول غير النووية، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا وغيرها، إلى الأسلحة النووية لحماية نفسها.

السيناريو الثالث:

سيعقب الفوضى الدولية قصف نووي روسي، ستنهار الأسواق وقد يصاب الجمهور بالرعب حول العالم، مع احتمال تحركات سكانية على نطاق واسع من المدن إلى خارجها.

ويقود الخوف من هذه التأثيرات إلى زيادة الحديث عن الحاجة إلى محادثات السلام مع روسيا، لكن المسؤولين الغربيين يقاومون هذه الخطوة الآن خوفا من سيناريو ثالث، نجاح الابتزاز النووي.

إذا اكتشفت روسيا أن بإمكانها النجاح في الحروب العدوانية بالتهديد باستخدام الأسلحة النووية فإن مستقبلا مظلما آخر يلوح، فما الذي سيمنع موسكو من إطلاق المزيد من التهديدات النووية، ربما ضد أوروبا الشرقية؟ وما الذي ستستنتجه الصين وكوريا الشمالية من نزاعات في تايوان أو شبه الجزيرة الكورية؟

السيناريو الرابع:

يرى راخمان أن السيناريوهات الأكثر قتامة، هو ما سماه بايدن «هرماغيدون» أو التطبيع ونجاح الابتزاز النووي.

وبشكل جماعي يبقى أقل ترجيحا، حيث يعمل العالم على تفادي الحرب النووية في جميع الأزمات النووية السابقة منذ 1945، وقد تراجع قادة القوى العظمى عن حافة الهاوية.

ويقول «معرفة أن خطوة خاطئة يمكن أن تتسبب في ملايين الموتى، أو حتى تدمير الكوكب، معرفة رصينة للغاية، منعت العالم من الانزلاق إلى نزاع نووي منذ 1945. يجب أن تنجح مجددا».