خالد عمر حشوان

الإرشاد النفسي وأهميته في الحياة

الخميس - 27 أكتوبر 2022

Thu - 27 Oct 2022

الإرشاد النفسي هو أحد فروع علم النفس، ويعتبر علاقة مهنية بين شخصين أحدهما متخصص يسمى «المرشد النفسي» وهو الذي يساعد الطرف الآخر الذي يسمى «المسترشد» وهو صاحب المشكلة. والإرشاد أيضا عملية مساعدة لتنمية قدرات المسترشد والاستفادة من الإمكانيات والمهارات الخاصة به لمواجهة صعوبات الحياة وتحدياتها، ورفع وعي المسترشد بذاته وإخراج أفضل طاقاته بتحديد المشكلة ووضع الحلول المناسبة لها.

يساعد الإرشاد النفسي المسترشد على التكيف مع المجتمع وتحقيق الاستقلالية الذاتية التي تقوده لتغيرات إيجابية في سلوكه، وتغيير العادات غير الجيدة وغير الفعالة واكتساب عادات ومهارات التعامل والتفاعل مع الآخرين، للوصول للصحة النفسية وتحقيق التوافق والسعادة له وللآخرين. كما يعتبر الإرشاد النفسي من التخصصات المهمة التي تؤثر في كافة مجالات الحياة سواء كانت نفسية أو اجتماعية.

ويجب أن يتمتع المرشد بعدة مهارات مميزة مثل الإنصات ودقة الملاحظة والقدرة على التفاوض والإقناع والتحفيز والتحكم بالانفعالات من واقع الثراء اللغوي ومعرفة أنماط التفكير المختلفة لتحديد شخصية المسترشد وحسن التعامل معه وطرح الحلول المناسبة، مع التأكد من عدم وجود مشكلات جسدية قد تؤثر على نفسيته مثل مرض الغدة الدرقية أو نقص فيتامين «د» ثم وضع خطة علاجية مفصلة تناسب شخصية المسترشد ومشكلته النفسية.

هناك ثلاثة أهداف رئيسة للإرشاد النفسي، نفصلها في التالي:

الهدف الإنمائي: وهو الهدف الذي يوفر جميع عناصر النمو المتكامل ويشمل كل ما يتعلق بشخصية المسترشد وزيادة الوعي مثل تحقيق الذات وتحقيق التوافق بين الأهداف والإمكانيات والقدرات وتحقيق الصحة النفسية والتربوية.

الهدف الوقائي: وهو هدف يسبق العلاج لتفاديه أو تقليله أو منع حدوث المشكلة، بإزالة الأسباب المؤدية لها من خلال الكشف عن الاضطرابات الوجدانية في مراحلها الأولى، وتوعية المسترشد بها وكيفية التعامل معها.

الهدف العلاجي: وهو الهدف المسؤول عن معالجة المشكلات والاضطرابات التي تسببها للمسترشد، ويحقق التوازن بين جوانب النمو المختلفة لاستقرار الصحة النفسية والاجتماعية وتعديل السلوك واكتساب مهارات جديدة.

توجد عدة مجالات مختلفة للإرشاد وسنركز على أهمها وأكثرها تأثيرا:

الإرشاد الفردي: هو الذي يهتم بالسلوكيات والآلام النفسية التي تصيب المسترشد أثناء محاولة الاندماج والتكيف في المهام المختلفة وكيفية التعامل معها والمتطلبات التي يحتاجها.

الإرشاد التنموي: يعتبر من أهم المجالات لتطوير المسترشد خلال مراحل الحياة، ويوضح له التغيرات والتطورات الثقافية للمجتمع ويهتم بتطوير المسترشد وكيفية التكيف معها مع مرور الزمن.

الإرشاد التعليمي: هو غالبا ما يكون مخصصا للطلاب لاتخاذ قرارات في مجال التعليم والتخصص الذي يتوافق مع ميولهم وقدراتهم وطموحاتهم، لبناء مستقبلهم الواعد بمشيئة الله.

الإرشاد المهني: تكمن أهميته في المجال المهني للمسترشد والمهنة التي يرغبها ويجد نفسه فيها ويرغب أن تكون هي المهنة التي يقوم بها في حياته وتتطور معها طموحاته وأهدافه في الوصول لأعلى المراتب فيها.

الإرشاد التنظيمي: هو مجال يهتم بالتنظيم الإداري لكل المجالات ويقوم به أخصائيون وخبراء للموازنة بين الحياة العملية والاجتماعية للمسترشد عن طريق اكتشاف المهارات والمواهب القيادية للتنظيم والترتيب.

الإرشاد الصحي: هو إرشاد يعتمد على التوعية للوقاية بفضل الله من الأمراض أولا ثم كيفية علاج الأمراض، حيث يهتم بالصحة العامة للمجتمع وسلامته من كافة الأمراض.

الإرشاد السلوكي: يعتمد هذا النوع على تغيير السلوكيات الخاطئة وتصحيحها لتكون سلوكيات إيجابية، مثل علاج الوسواس القهري أو الرهاب الاجتماعي وسلوك بعض المراهقين في المدارس وبعض طلبة الجامعات المبتدئين.

الإرشاد الزوجي: وهو مخصص للأزواج لتحسين التواصل والتفاهم وحل المشكلات بينهم، ومعرفة حقوق وواجبات كل طرف وطريقة التعامل مع الآخر مع مراعاة وتقدير الضغوط النفسية التي يتعرض لها كل طرف في الحياة.

الإرشاد الأسري: يكمن هذا النوع في مساعدة أفراد الأسرة على تفهم الحياة الأسرية ومتطلباتها ومسؤولياتها وتحقيق أهدافها للوصول للسعادة والإيجابية وبناء أسرة ناجحة تقاوم كل أسباب التفكك الأسري والطرق المؤدية له.

إن الإرشاد النفسي أصبح ضرورة ملحة في جميع المجتمعات، نظرا لأهميته بتواجد العلم النفسي المتكامل إذا وجدت الغاية منه، وهو علم مبني على تقديم النصائح والاستشارات لتحسين وتحقيق الصحة النفسية لمن يحتاجها من أفراد المجتمع سواء كانوا أفرادا أو جماعات، عن طريق تبصيرهم بوجود مشكلات وكيفية التعامل معها وعلاجها، أو حتى بتنشيط طريقة التفكير لديهم في إيجاد حلول بالتركيز على نقاط القوة لديهم والتغلب على نقاط الضعف أو تطويرها على أقل تقدير، للوصول لحالة من التوازن بين السلوك والحالة الاجتماعية وظروف البيئة المحيطة لتحقيق الأهداف والطموحات المطلوبة.