نمر السحيمي

مركز الوعي الفكري في وزارة التعليم

الاحد - 09 أكتوبر 2022

Sun - 09 Oct 2022

ذمّ الشارع الحكيم تعطيل العقول، وحثّ على إطلاقها للتفكير، والتفكر، والتأمل في الكون؛ لتحيا وتشارك في مختلف شؤون الحياة.

وقد حرص كل علماء التربية والتعليم على تركيز دراساتهم في الاستغلال الأمثل للعقول وتنميتها وألا يُحجر عليها بالتطرف والتقليد المعطل لها.

ويأتي الاهتمام بالوعي الفكري في مقدمة البرامج التي تُهيأ فيها العقول للخروج من بوتقة الاحتكار والتعطيل إلى «امتلاك الفرد القدرة على فهم الأفكار بنفسه والتعبير بحرية، ومناقشة الآراء الخاطئة، واستخدام عقله دون تقليد الآخرين»؛ ليكون ذلك إشارة إلى الاختلاف المحمود، وخروج إيجابي عن المجموعة، وبفكر مستقل».

ونحو تحقيق هذه الأهداف وحماية عقول طلابنا وطالباتنا من التعطيل تم في عام 2018 إنشاء مركز الوعي الفكري بوزارة التعليم ونقل جميع برامج وأنشطة التوعية الفكرية المعمول بها في الميدان التربوي كفطن وحصانة وتوعية إسلامية إداريا وماليا بموظفيها تحت إشراف المركز.

ويظل السؤال المطروح حول هذا المركز هو ماهي الآلية التي يعمل بها هذا المركز الهام لتحقيق أهدافه؟

وهذا السؤال يؤكد أن المركز أمام مهمتين:

الأولى: دعم منهج التعليم بمقررات تنمي قدرة الطالب والطالبة على إعمال العقل.

أما المهمة الثانية فهي مواجهة المعطلين للعقول في منظومة التعليم؛ وتلك مهمة صعبة خصوصا إذا كان هذا المعطل متعمدا كذاك الذي يعمل لخدمة فئتين هما:

1 - (العلاقات التحزبية الضارة بالمجتمع) وتعني: علاقة طائفة من الطلاب أوالمتعلمين بمجموعة من الأساتذة أو المشايخ؛ تتشكل من خلالها علاقة تحزبية تهدف إلى احتكار الوظائف الأكاديمية؛ بهدف قيادة المجتمع والتأثير عليه بفكر آحادي ذي قيادة واحدة، مع تعطيل عقول الأتباع والمريدين، وتمكينهم بهذه الحالة من الوظائف المؤثرة بالمجتمع، مع محاربة الوطنية، وإقصاء كل أبناء الوطن الذين لا يشاركونهم التحزب، ومن أمثلة هده العلاقات ما يسمون بـ(فرقة الجامية)، الذين لا زالوا يشكلون علاقات تحزبية، ويساعدون من خلال هذه العلاقات بعضهم البعض على احتكار الوظائف الأكاديمية؛ مستغلين شعار الوطنية، لتمكين مجموعتهم التحزبية من هذه المكاسب.

2 - الإيديولوجيات المحظورة: وتعني العناصر التي تؤمن بفكر الجماعات المحظورة في بلادنا كجماعة الإخوان، حيث تعمل هذه العناصر على تعطيل العقول من خلال عدة تصرفات منها:

- تمكين بعضها البعض من التغلغل في المؤسسات العلمية.

- يستخدمون عضوياتهم في المجالس العلمية لقبول طلاب دراسات عليا لا تنطبق عليهم شروط الدراسة ولا يملكون القدرات العقلية للبحث، ثم يتبنونهم حتى الحصول على الدرجات العلمية العليا فيساعدون في تعيينهم أساتذة في الجامعات لإغراق المجتمع بضعاف العقول ليسهموا بدورهم في تعطيل عقول الطلاب والطالبات.

- استغلال ثغرات الأنظمة لإقصاء النابغين علميا من المواطنين سواء في القبول في برامج الدراسات العليا أو عضوية هيئة التدريس في الجامعات حتى لا يتم كشف فسادهم.

وبعد؛ فإنني أجزم أن وزارة التعليم حريصة على أن تكون مخرجات التعليم في كل مراحله تواكب مشاريع وبرامج رؤية المملكة2030م، لكنني على يقين أن معطلي العقول سيستمرون في فسادهم ما لم تفعل الكثير من الخطط في مواجهتهم؛ فالوطن خط أحمر، ولن نسير مواكبين لرؤية بلادنا المباركة إلا بالمكاشفة وإلا سيتسع الخرق على الراقع لا محالة.

alsuhaimi_ksa@