للمرة الأولى.. هاملت وورد الطائف بمعرض الكتاب

يشهد معرض الكتاب الدولي بالرياض هذا العام وللمرة الأولى حضورا مسرحيا يمثل إضافة نوعية لإثراء الفعاليات، وذلك من خلال تقديم عرض مسرحيتين أولاهما بعنوان «هاملت اخرج من رأسي» لجمعية الثقافة والفنون بالرياض، وثانيتهما «من يشتريك يا ورد» لجمعية الطائف.

ذلك الحضور فتح أبواب التفاؤل والأمل للمسرحيين من خلال العناية بهذا الإبداع ومصافحة جمهور مثقف عبر أعمال يتوقع أن تنال الإعجاب ما يحفز المسرحيين على مواصلة العمل والمسيرة الإبداعية.

يقول مدير عام الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون عبدالعزيز السماعيل «عندما يضاف المسرح إلى أي فعالية أو مناسبة، فذلك سيزيدها بهجة وألقا، وبما أنني شاهدت «هاملت اخرج من رأسي» واستمتعت بالعرض في مقر النادي الأدبي بالرياض، فلدي تفاؤل كبير بنجاحها في تقديم صورة راقية وممتعة للجمهور».

ويشير المؤلف والمخرج المسرحي سلطان النوه إلى أن توقيت مثل هذه البرامج المسرحية وعبر المعرض مهم جداً، والسبب الأزمة التي تعاني منها الثقافة بوجه عام في أهم مؤسسة اعتنت بالثقافة والفنون خلال أربعة عقود من الزمن وهي جمعية الثقافة والفنون، مضيفا أن للمسرح دوره في الرقي بالمجتمع فكريا وثقافيا واجتماعيا.

ويوضح النوه أن معرض الكتاب الدولي بالرياض بات حدثا مهما على الساحة الثقافية على المستويين العربي والدولي، فهو يعج بمختلف المؤلفات التي قدمت المسرح في صور من الدراسات والبحوث والنصوص المسرحية، كما أن فيه حياة تزدهر عندما تتشكل روحا وجسدا على الخشبة وتعطي انطباعا مهما نحوه، ومدى تأثيره، وهذا ما سوف يسعى المعرض إلى تقديمه هذا العام.

ويرى النوه أن ذلك قد يوصل رسالة مهمة إلى المجتمع الثقافي بوجه عام وإلى وزير الثقافة والإعلام بوجه خاص، والذي عرف عنه اهتمامه بكل ما من شأنه العناية والاهتمام بالمصادر الثقافية المختلفة بأن يولي المسرح المزيد من اهتمامه وأن ينظر في الحال التي وصلت إليها جمعية الثقافة والفنون، هذا الكيان الذي مثل المملكة في العديد من الملتقيات والمهرجانات والبرامج المسرحية خارجيا وعبر ميزانيات شحيحة لا تلبي الطموح.

من جهته، يقول مؤلف مسرحية «هاملت اخرج من رأسي» فهد الحوشاني إنها عبارة عن مونودراما تستلهم بعض مقولات هاملت، التي تتداعى تباعا على لسان الممثل وهو يحكي قصة معاناته كممثل كومبارس واضطهاد المخرج له، مما يحقق المعادلة بين ما هو واقعي وافتراضي، وبين ما هو موجود ومتوقع.

علامة استفهام

«إن سياسة التقشف التي تم الإعلان عنها مؤخرا من رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون، نظرا لشح الموارد المالية تعطي أكثر من علامة استفهام حول موقف وزارة الثقافة والإعلام التي تقمصت دور المتفرج على حدث شكّل هزّة وامتعاضا لدى أغلب الفنانين والمثقفين، خاصة المسرحيين، والكل يعلم دور المسرح وأهميته كقناة تثقيف وتربية وتعديل لأنماط السلوك ومعالجة القضايا، بالكشف عنها».

سلطان النوه

المكان و الوقت

«أُعد وأخرج العمل المسرحي من قبل مؤلفه الأستاذ فهد الحوشاني ببساطة دون تكلف أو مبالغة، ومثّله الفنان القدير خالد الحربي بنفس الروح والعفوية التي لا تجدها إلا عند القليل من الممثلين، فقط أتمنى أن يتم اختيار المكان والوقت المناسبين للعرض، لأن له خصوصية لا بد من أن تتوافر شروطها لتقديمه بشكل صحيح».

عبدالعزيز السماعيل

باب للمستقبل

«هناك انفتاح على المسرح في كثير من المؤسسات بمناطق المملكة كالأمانات والأندية الأدبية، والآن معرض الكتاب، الذي نرى أن تنظيمه للعروض المسرحية يعد بكل تأكيد في صالح المسرح والمسرحيين، ونأمل ألا يقتصر دوره على الكتاب والندوات الثقافية فقط، بل يفتح الباب مستقبلا لبقية الفنون والعروض المسرحية لتكون قوة إضافية له، خاصة في ظل حضور جماهيري كبير».

فهد الحارثي

بين الواقعي و الافتراضي

«مشاركة مسرحية «هاملت اخرج من رأسي» بمعرض الكتاب فرصة لها للتواصل مع جمهور مختلف ومميز بعد عرضها الناجح في النادي الأدبي بالرياض، وعرضها مسرحيا بمعرض الكتاب هذا العام يعد تكريما لطاقم العرض واعترافا بتميزه، وهذا ما أسعدنا كثيرا كفريق فني للمسرحية، ونأمل أن يستمر المعرض بفتح المجال للمسرح للمشاركة في برامجه الثقافية».

فهد الحوشاني