خالد عمر حشوان

الرئيس لولا دا سيلفا «بطل الفقراء»

الخميس - 01 سبتمبر 2022

Thu - 01 Sep 2022

«لولا دا سيلفا» هو رجل برازيلي سياسي نقابي خاض انتخابات الرئاسة ثلاث مرات ولم يفز بها في الأعوام 1989م، 1994م، 1998م، وكان لديه إصرار عجيب ورغبة جامحة في أن يصبح رئيسا للبرازيل وتحقق له ذلك في انتخابات عام 2002م، بعد أن توج رئيسا لها في بداية عام 2003م، بل وأعيد انتخابه لفترة رئاسية أخرى انتهت في عام 2011م، حيث كان أحد أكثر السياسيين شعبية في تاريخ البرازيل، واهتم بالبرامج الاجتماعية وتميز بالطموحات والأفكار الجريئة واختير كشخصية العام في 2009م من قبل صحيفة لوموند الفرنسية والزعيم الأكثر تأثيرا في العالم حسب مجلة التايم الأمريكية، وكان على قائمة مجلة التايم لأكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم لعام 2010م، وأطلق عليه لقب أنجح سياسي في زمنه.

كان هذا الرئيس المميز يحظى بشعبية كبيرة جدا في البرازيل خاصة من الفقراء الذين لقبوه بلقب «بطل الفقراء» لأنه وضع العديد من برامج الإصلاح الاجتماعي لحل مشاكل الفقر التي ساهمت في تقدم البرازيل وتطورها، واعتبر خبيرا اقتصاديا رغم افتقاره للخلفية الأكاديمية، وقام بتفعيل برامج لمكافحة الفقر بفرض ضريبة على صفقات الأسلحة في العالم، وانتشل البرازيل من الهاوية إلى فائض يزيد عن 200 مليار دولار؛ لتصبح البرازيل أقل نسبة غلاء بين دول العالم الثالث بعد المعاناة من مشكلات اقتصادية كبيرة وارتفاع في معدلات التضخم بشكل واضح وارتفاع نسبة الفقر والبطالة والمجاعات.

وقاد البلاد إلى تحولات اقتصادية كبيرة بديمقراطيته المميزة وسياسته المتوازنة إلى جانب اهتمامه الكبير بالتصنيع والتعدين والزراعة والتصدير والتعليم حتى أصبحت البرازيل تحتل المرتبة الثامنة في قائمة أكبر اقتصاد على مستوى العالم بسبب نجاحاته المتوالية وتميزه في احتواء رجال الأعمال واعتماده على مجموعة من المستشارين الأكفاء في المجال الاقتصادي ودعم شركات كبيرة تنتج السيارات والطائرات (من نوع الإمبريار البرازيلية) ومصانع للمنتجات الغذائية مثل اللحوم والدواجن.

من البرامج التي قام بها الرئيس لولا دا سيلفا والجديرة بالذكر هو برنامج مميز يسمى «بولسا فاملي» لتحسين الأوضاع الاجتماعية لثمانية ملايين أسرة فقيرة بتوفير دخل بحد أدنى قدره 160 دولارا، وكانت تكلفة البرنامج أكثر من 80 مليار ريال برازيلي تم تمويله من خلال الضرائب التصاعدية ولكنه اشترط على الأسر المستفيدة منه مواظبة أبنائهم على الدراسة والتعليم، وهو دليل واضح على حرص الرئيس واهتمامه بالتعليم والتطوير.

لم يهمل الرئيس لولا الجيش البرازيلي وتحديثه والذي أصبح في عهده أكبر جيش في قارة أمريكا الجنوبية ويتكون من 370 ألف جندي، وطبق نظاما للتجنيد الإجباري لمن هم في سن 21 إلى 45 عاما لمدة تتراوح بين 9 إلى 12 شهرا والمتطوعين الذين تبدأ خدمتهم من سن 17 عاما.

أهم الجوائز والأوسمة التي تقلد بها الرئيس لولا دا سيلفا:

- وسام الاستحقاق البرازيلي.

- وسام الصليب الجنوبي.

- جائزة أمير أستورياس للتعاون الدولي عام 2003م.

- جائزة «فيليكس هوفويت – بوانيي للسلام» من اليونسكو عام 2008م.

وهو الشخص الوحيد في أمريكا اللاتينية الذي ورد اسمه في قائمة الخمسين زعيما في العالم الأكثر نفوذا.

وأخيرا بفضل الله ثم بفضل هذا الرئيس المميز وبرنامجه الاقتصادي الذي حسن مستويات المعيشة ودور البرازيل العالمي معتمدا على الثروات الطبيعية والعمالة الرخيصة عبر خطة تقشفية لسد عجز الموازنة ورفع التصنيف الائتماني والتوسع الصناعي والزراعي والنفطي وتنشيط السياحة في البلاد بين عامي 2003م و2011م، فأصبحت البرازيل تصنف من ضمن قائمة الدول المؤثرة في السنوات القادمة، وهناك توقعات تقول بحلول عام 2040م سيكون اقتصاد البرازيل أكبر من اقتصاد ألمانيا واليابان معا نظرا لمقوماتها الاقتصادية الضخمة في مجالات الصناعة والزراعة والاكتشافات البترولية الجديدة.