سلمان رشدي.. أم ياسر الحبيب؟
الاثنين - 29 أغسطس 2022
Mon - 29 Aug 2022
مقالي هنا فكري تنويري، ولا يدعو لإصدار فتاوى، ولا مزيد من إهدار الدماء.
ولكن وبالمقارنة العقلانية البسيطة بين ما فعله سلمان رشدي بإصدار رواية «آيات شيطانية»، المحتوية على قصة «الغرانيق العلى»، أبيح دمه من خلال فتوى زعيم الشيعة السياسي والديني الخميني، وليستمر تهديده بالقتل، وملاحقته ثلاثة عقود، وقع فيها عدد من الضحايا، وكادت تنتهي بمقتله، في عملية نحر مدبرة علنية، ومؤيدة على نطاق شيعي عريض، وسني غير مكتمل.
وعلى جانب سياسي آخر، مغضوض الطرف عنه يستمر ياسر الحبيب لثلاثة عقود، يطعن في عرض النبي وآل بيته وصحابته، وليس من خلال رواية قد لا تقرأ، بل بكتب وبحوث وندوات وقناة فضائية تعظم الفروق والأحقاد بين المسلمين، وتدوس علانية على صور القداسة، بسيول سباب وقبح وفجور يومية تجرف قلوب ووعي السنة، وتغضب كثيرا من عقلاء الشيعة، فأيهما بالله عليكم أكثر ضررا على الإسلام والمسلمين؟
إساءات رشدي مهما بلغت قبحا وقذارة، فلن تبلغ ولو جزءا بسيطا، مما يمكر به ويفتريه ياسر المريض المختل، والعقل يشهد بالفرق في الخطيئة والدعم السياسي، والفتوى، والعقاب الدنيوي.
الفكر الإسلامي ظل أسير السياسة منذ بداياته، والكيل بمكاييل متعددة ديدن الفرق المتنافرة، والتي تتعبد بدوس وسحق وتكفير كل فكر آخر لا يخدم سياستها.
مشاحنات واغتيالات وإرهاب وحروب، وكم من حدود قدسية تم تحطيمها، دون عقل ولا مقدرة على احتواء منابع الشقاق المتفاقم منذ الخلافة الراشدة، والمستمر حتى يومنا متشعبا يتضخم ويتوارث.
تاريخ إسلامي مرعي بالسياسة منذ انطلاقته، وبما خلق الخلافات في الفهم، والتباين في الفتوى والتنفيذ، وكل حاكم سعى لتثبيت ذاته، بفكر يخدم سطوته، ودون نوايا فهم ولا إصلاح ولا مد الجسور للفرق الأخرى، ولا إعطاء فرصة للاختلاف المحترم، فيتعاظم التكفير والإرهاب والأحقاد والتشكيك والإساءات والتلذذ بالدماء.
الإسلام كان نبتة واحدة، قبل أن تستنسخ بذوره، وتعزل جذوره، وتطعم أغصانه بغرسات دخيلة، وكم من محاولات استصلاح أو تجميل أو تحريف أو ذهاب للبعيد، بتأكيد من يحكم أنه أفضل من فهم الدين، وأنه الأحق بطاعة الملايين، حتى تعددت فرق المسلمين وشيعهم، وكل بدعة جديدة تدعي أنها الأقرب للأساس، وأن الآخرين خوارج منحرفون عن النصوص والعقل، ما شجع استشراء التفنن في الزيف، وصنع الموضات الجديدة، ومحاولات إعادة كتابة التراث، وتزوير التاريخ، والتشكيك حتى في معاني الكلمات، وكل له طموح أبعد وأعمق، لا يكون الدين الإسلامي غايته، بقدر الرغبة في خلق الكروب والاختلافات، وجعل المسلمين يحرقون بعضهم البعض، ويسفكون دماءهم رخيصة، وفي كل يوم نسمع مبادرات جديدة مختلفة، وتلفيقات متعددة، تحاول طمس وجود الفرق الباقية، والظهور بتفرد عصري عنصري.
سلمان وشريكه في الغي ياسر، ليسا وحدهما من أساءا للدين، فلدينا القرآنيون، والإبراهيميون، وأهل الدين «الكيوت»، ومن يلبسون الدين ثوبا داخليا يختلف عن الخارجي، وكل من شكك في أصل وأساس، وكل من طحن وخلط وعجن، والمنظمات والمراكز الإسلامية تتفرج مطرقة، عاجزة عن شجاعة البحث الحصيف الصادق، وبلوغ الحق، وتلمس خطوات الطريق الأساس، ومنع التجاوزات الأخلاقية، وفتح المجال للفكر والحوار المنهجي الحر، لمعالجة الموروث الديني كأي منتوج إنساني متراكم وبروح تجمع المتنافرين على خط واحد، لا إساءة فيه للدين والرموز، ودون المبالغة في القداسة ولا تحفيز الهدم والدم.
shaheralnahari@
ولكن وبالمقارنة العقلانية البسيطة بين ما فعله سلمان رشدي بإصدار رواية «آيات شيطانية»، المحتوية على قصة «الغرانيق العلى»، أبيح دمه من خلال فتوى زعيم الشيعة السياسي والديني الخميني، وليستمر تهديده بالقتل، وملاحقته ثلاثة عقود، وقع فيها عدد من الضحايا، وكادت تنتهي بمقتله، في عملية نحر مدبرة علنية، ومؤيدة على نطاق شيعي عريض، وسني غير مكتمل.
وعلى جانب سياسي آخر، مغضوض الطرف عنه يستمر ياسر الحبيب لثلاثة عقود، يطعن في عرض النبي وآل بيته وصحابته، وليس من خلال رواية قد لا تقرأ، بل بكتب وبحوث وندوات وقناة فضائية تعظم الفروق والأحقاد بين المسلمين، وتدوس علانية على صور القداسة، بسيول سباب وقبح وفجور يومية تجرف قلوب ووعي السنة، وتغضب كثيرا من عقلاء الشيعة، فأيهما بالله عليكم أكثر ضررا على الإسلام والمسلمين؟
إساءات رشدي مهما بلغت قبحا وقذارة، فلن تبلغ ولو جزءا بسيطا، مما يمكر به ويفتريه ياسر المريض المختل، والعقل يشهد بالفرق في الخطيئة والدعم السياسي، والفتوى، والعقاب الدنيوي.
الفكر الإسلامي ظل أسير السياسة منذ بداياته، والكيل بمكاييل متعددة ديدن الفرق المتنافرة، والتي تتعبد بدوس وسحق وتكفير كل فكر آخر لا يخدم سياستها.
مشاحنات واغتيالات وإرهاب وحروب، وكم من حدود قدسية تم تحطيمها، دون عقل ولا مقدرة على احتواء منابع الشقاق المتفاقم منذ الخلافة الراشدة، والمستمر حتى يومنا متشعبا يتضخم ويتوارث.
تاريخ إسلامي مرعي بالسياسة منذ انطلاقته، وبما خلق الخلافات في الفهم، والتباين في الفتوى والتنفيذ، وكل حاكم سعى لتثبيت ذاته، بفكر يخدم سطوته، ودون نوايا فهم ولا إصلاح ولا مد الجسور للفرق الأخرى، ولا إعطاء فرصة للاختلاف المحترم، فيتعاظم التكفير والإرهاب والأحقاد والتشكيك والإساءات والتلذذ بالدماء.
الإسلام كان نبتة واحدة، قبل أن تستنسخ بذوره، وتعزل جذوره، وتطعم أغصانه بغرسات دخيلة، وكم من محاولات استصلاح أو تجميل أو تحريف أو ذهاب للبعيد، بتأكيد من يحكم أنه أفضل من فهم الدين، وأنه الأحق بطاعة الملايين، حتى تعددت فرق المسلمين وشيعهم، وكل بدعة جديدة تدعي أنها الأقرب للأساس، وأن الآخرين خوارج منحرفون عن النصوص والعقل، ما شجع استشراء التفنن في الزيف، وصنع الموضات الجديدة، ومحاولات إعادة كتابة التراث، وتزوير التاريخ، والتشكيك حتى في معاني الكلمات، وكل له طموح أبعد وأعمق، لا يكون الدين الإسلامي غايته، بقدر الرغبة في خلق الكروب والاختلافات، وجعل المسلمين يحرقون بعضهم البعض، ويسفكون دماءهم رخيصة، وفي كل يوم نسمع مبادرات جديدة مختلفة، وتلفيقات متعددة، تحاول طمس وجود الفرق الباقية، والظهور بتفرد عصري عنصري.
سلمان وشريكه في الغي ياسر، ليسا وحدهما من أساءا للدين، فلدينا القرآنيون، والإبراهيميون، وأهل الدين «الكيوت»، ومن يلبسون الدين ثوبا داخليا يختلف عن الخارجي، وكل من شكك في أصل وأساس، وكل من طحن وخلط وعجن، والمنظمات والمراكز الإسلامية تتفرج مطرقة، عاجزة عن شجاعة البحث الحصيف الصادق، وبلوغ الحق، وتلمس خطوات الطريق الأساس، ومنع التجاوزات الأخلاقية، وفتح المجال للفكر والحوار المنهجي الحر، لمعالجة الموروث الديني كأي منتوج إنساني متراكم وبروح تجمع المتنافرين على خط واحد، لا إساءة فيه للدين والرموز، ودون المبالغة في القداسة ولا تحفيز الهدم والدم.
shaheralnahari@