العود الحميد.. عيدنا بالحج الأكبر
السبت - 09 يوليو 2022
Sat - 09 Jul 2022
أيها المؤمن: يعيش العالم الإسلامي حالة من الروحانيات الجميلة، تبعث السكينة وتثري المشاعر المتدفقة بحضورها الإيماني لأغلى موسم -الحج الأكبر- وموقفه المهيب بعرفة ومناسك ركنه الخامس بالإسلام، "حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا".. ويوم النحر، ذلك الاختبار الرباني بحفاوته على أبي الأنبياء إبراهيم الخليل -عليه السلام-، وشدته بذبح ابنه إسماعيل -عليه السلام-، بعد أن علت البشر به لمولده، حتى يريه الخالق في منام أنه وبيده سكين يذبح فلذة كبده، ثم يثبت الله الغلام بإيمان.. في قوله تعالى: (يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين). فنجاه الله وفداه بعد أن صدقا الرؤية، (وفديناه بذبح عظيم).
ويفوز نبينا إبراهيم بابنه إسماعيل، فهل يفوز كل منا بابن مثله الآن؟ أو هل يفوز كل غني أو قادر بفقراء الإسلام وأضحيات يتجلى فيها عظمة الله في بني خلقه، ليكونوا بهذا الموقف الذي ليس له نظير في تاريخ الإنسان، تصديقا لقوله تعالى (وتركنا عليه في الآخرين).
أيها العبد: ما أن يهل موسم عيد، إلا ويهل على الحياة بهجة، تنعش كل شيء حولنا، ليعيد إلينا تاريخا مضى، نشاهد بسمته على وجوه الجميع، واصفا إياها كل منا حينها بطريقته المثلى، كما عبر عنها الأوائل من أجدادنا كالأديب الراحل مصطفى صادق الرافعي بكتابه (وحي القلم) قائلا: "جاء يوم العيد، يوم الخروج من الزمن إلى زمن وحده لا يستمر أكثر من يوم، زمن قصير ظريف ضاحك، تفرضه الأديان على الناس؛ ليكون لهم بين الحين والحين يوما طبيعيا في هذه الحياة التي انتقلت عن طبيعتها، يوم السلام، والبشر، والضحك، والوفاء، والإخاء، وقول الإنسان للإنسان: وأنتم بخير، يوم الثياب الجديدة على الكل؛ إشعارا لهم بأن الوجه الإنساني جديد في هذا اليوم، يوم الزينة التي لا يراد منها إلا إظهار أثرها على النفس ليكون الناس جميعا في يوم حب، يوم العيد؛ يوم تقديم الحلوى إلى كل فم لتحلو الكلمات فيه، يوم تعم فيه الناس ألفاظ الدعاء والتهنئة مرتفعة بقوة إلهية فوق منازعات الحياة، ذلك اليوم الذي ينظر فيه الإنسان إلى نفسه نظرة تلمح السعادة، وإلى أهله نظرة تبصر الإعزاز، وإلى داره نظرة تدرك الجمال، وإلى الناس نظرة ترى الصداقة، ومن كل هذه النظرات تستوي له النظرة الجميلة إلى الحياة والعالم؛ فتبتهج نفسه بالعالم والحياة، وما أسماها نظرة تكشف للإنسان أن الكل جماله في الكل".
أيها الإنسان: لا يشعر الملايين بفرحة العيد، إلا بسماع رائعة كوكب الشرق أم كلثوم: "يا ليلة العيد أنستينا وجددتى الأمل فينا"، التي غنتها في فيلم دنانير عام 1939، لتكون شعارا رسميا يتناقله الأجيال في أعيادهم، وكلما تقدم بنا الزمن نستذكر ماضينا بروحه الجميلة، وذكرياته في أذهاننا، نكهة تشفي القلوب التي كسرها الزمن بحوائجه وتحدياته، فالفرح مهارة اجتماعية تربوية، والمحروم منها هو ذاك الإنسان الذي لا يعرف كيف يفرح أو يبتسم، فالنبي الكريم ﷺ كان يحمل هموم الأمة وكان أكثر الناس تبسما، وتبسمك في وجه أخيك صدقة.
وقد وصف الرافعي العيد وصفا آخر جميلا عندما قال: "وكأنما العيد هو إطلاق روح الأسرة الواحدة في الأمة".. حاضرين بذكرياتنا بين روح الأهل وزيارتهم والتجمع حولهم وكنا نلتف حول أجدادنا ونستمع إلى حكاياتها نتسامر ونمزح بلا حدود أو حواجز ونذهب إلى المتنزهات للتمتع دون خوف أو وجل من إرهاب أو انعدام أمن وأمان، أو تحديد إقامتنا كما فعلت الجائحة كورونا بنا، ليكون لتطور العلم كلمته بالتواصل الكترونيا لنتبادل فيها التهاني والتبريكات، وقد عزلتنا عن ماضينا وأثره الطيب لملامح العيد، لكن الله جعل فينا لغة عربية قادرة على الحفاظ بحياتنا العطرة معبرة عنها في كتابات ورسومات وفنون ومقالات خالدة.
وختاما: وصف الرافعي عيدنا برائعة هي: "وليس العيد إلا تعليم الأمة كيف تتسع روح الجوار وتمتد، حتى يرجع البلد العظيم وكأنه لأهله دار واحدة يتحقق فيها الإخاء بمعناه العملي، وتظهر فضيلة الإخلاص مستعلنة للجميع، ويهدي الناس بعضهم إلى بعض هدايا القلوب المخلصة المحبة؛ وكأنما العيد هو إطلاق روح الأسرة الواحدة في الأمة كلها".. جعل الله قادم أيامكم فرحا وسرورا تعيد لنا ذاكرتنا إلى ذلك الزمن الجميل. وتقبل الله طاعتكم.
ويفوز نبينا إبراهيم بابنه إسماعيل، فهل يفوز كل منا بابن مثله الآن؟ أو هل يفوز كل غني أو قادر بفقراء الإسلام وأضحيات يتجلى فيها عظمة الله في بني خلقه، ليكونوا بهذا الموقف الذي ليس له نظير في تاريخ الإنسان، تصديقا لقوله تعالى (وتركنا عليه في الآخرين).
أيها العبد: ما أن يهل موسم عيد، إلا ويهل على الحياة بهجة، تنعش كل شيء حولنا، ليعيد إلينا تاريخا مضى، نشاهد بسمته على وجوه الجميع، واصفا إياها كل منا حينها بطريقته المثلى، كما عبر عنها الأوائل من أجدادنا كالأديب الراحل مصطفى صادق الرافعي بكتابه (وحي القلم) قائلا: "جاء يوم العيد، يوم الخروج من الزمن إلى زمن وحده لا يستمر أكثر من يوم، زمن قصير ظريف ضاحك، تفرضه الأديان على الناس؛ ليكون لهم بين الحين والحين يوما طبيعيا في هذه الحياة التي انتقلت عن طبيعتها، يوم السلام، والبشر، والضحك، والوفاء، والإخاء، وقول الإنسان للإنسان: وأنتم بخير، يوم الثياب الجديدة على الكل؛ إشعارا لهم بأن الوجه الإنساني جديد في هذا اليوم، يوم الزينة التي لا يراد منها إلا إظهار أثرها على النفس ليكون الناس جميعا في يوم حب، يوم العيد؛ يوم تقديم الحلوى إلى كل فم لتحلو الكلمات فيه، يوم تعم فيه الناس ألفاظ الدعاء والتهنئة مرتفعة بقوة إلهية فوق منازعات الحياة، ذلك اليوم الذي ينظر فيه الإنسان إلى نفسه نظرة تلمح السعادة، وإلى أهله نظرة تبصر الإعزاز، وإلى داره نظرة تدرك الجمال، وإلى الناس نظرة ترى الصداقة، ومن كل هذه النظرات تستوي له النظرة الجميلة إلى الحياة والعالم؛ فتبتهج نفسه بالعالم والحياة، وما أسماها نظرة تكشف للإنسان أن الكل جماله في الكل".
أيها الإنسان: لا يشعر الملايين بفرحة العيد، إلا بسماع رائعة كوكب الشرق أم كلثوم: "يا ليلة العيد أنستينا وجددتى الأمل فينا"، التي غنتها في فيلم دنانير عام 1939، لتكون شعارا رسميا يتناقله الأجيال في أعيادهم، وكلما تقدم بنا الزمن نستذكر ماضينا بروحه الجميلة، وذكرياته في أذهاننا، نكهة تشفي القلوب التي كسرها الزمن بحوائجه وتحدياته، فالفرح مهارة اجتماعية تربوية، والمحروم منها هو ذاك الإنسان الذي لا يعرف كيف يفرح أو يبتسم، فالنبي الكريم ﷺ كان يحمل هموم الأمة وكان أكثر الناس تبسما، وتبسمك في وجه أخيك صدقة.
وقد وصف الرافعي العيد وصفا آخر جميلا عندما قال: "وكأنما العيد هو إطلاق روح الأسرة الواحدة في الأمة".. حاضرين بذكرياتنا بين روح الأهل وزيارتهم والتجمع حولهم وكنا نلتف حول أجدادنا ونستمع إلى حكاياتها نتسامر ونمزح بلا حدود أو حواجز ونذهب إلى المتنزهات للتمتع دون خوف أو وجل من إرهاب أو انعدام أمن وأمان، أو تحديد إقامتنا كما فعلت الجائحة كورونا بنا، ليكون لتطور العلم كلمته بالتواصل الكترونيا لنتبادل فيها التهاني والتبريكات، وقد عزلتنا عن ماضينا وأثره الطيب لملامح العيد، لكن الله جعل فينا لغة عربية قادرة على الحفاظ بحياتنا العطرة معبرة عنها في كتابات ورسومات وفنون ومقالات خالدة.
وختاما: وصف الرافعي عيدنا برائعة هي: "وليس العيد إلا تعليم الأمة كيف تتسع روح الجوار وتمتد، حتى يرجع البلد العظيم وكأنه لأهله دار واحدة يتحقق فيها الإخاء بمعناه العملي، وتظهر فضيلة الإخلاص مستعلنة للجميع، ويهدي الناس بعضهم إلى بعض هدايا القلوب المخلصة المحبة؛ وكأنما العيد هو إطلاق روح الأسرة الواحدة في الأمة كلها".. جعل الله قادم أيامكم فرحا وسرورا تعيد لنا ذاكرتنا إلى ذلك الزمن الجميل. وتقبل الله طاعتكم.