حسين باصي

ما هي شغلة احفر ووفر!

الاثنين - 27 يونيو 2022

Mon - 27 Jun 2022

تحدثت في مقالي السابق بعنوان «مكيفات تحت الأرض» عن إمكانية الاستفادة من الحرارة الداخلية في الأرض لغرض التدفئة/التسخين والتبريد.

ووضحت مميزات هذه الفكرة وهي حديثة بالنسبة لعالم الطاقة المتجددة، وبالرغم من أنها حديثة نسبيا إلا أن هناك عددا من المواطنين في الدول الغربية قد استفادوا فعلا منها في منازلهم.

فكرة جميلة خصوصا عندما نتحدث عن فواتير الكهرباء المحملة بتكاليف التكييف التي تصل إلى 70% من إجمالي قيمة الفاتورة، لكن الكمال لله سبحانه وتعالى ولا يوجد مصدر طاقة كامل، فهذه التقنية تحمل في طياتها عدة تحديات، بعضها يحتاج للمزيد من الوقت والآخر يحتاج تقدما تقنيا واضحا لكي يصبح أكثر ترويجا.

أبدأ أولا بتحدي قلة المقاولين والموزعين المحترفين لتركيب مثل هذا النظام. يتطلب هذا النظام المعرفة الكافية بدراسة الموقع حتى يتم تحديد طريقة توزيع الأنابيب الأرضية بشكل عامودي أو أفقي، حلزوني أو متعرج، بالإضافة للمعرفة التقنية والفنية، يحتاج أن يكون المقاول ملما بالمعرفة القانونية واللوجستية للحصول على جميع التصاريح اللازمة لإتمام عملية الحفر من دراسة التأثيرات البيئية والاجتماعية لذلك.

كما أن هذه التقنية قد تكون صعبة وغير مجدية للمباني العمرانية، وقد تكون مهيأة أكثر للفلل، حيث إن أوزان المباني قد لا تجعل عملية الحفر أسفل المباني ذات طابع مرن.

هذه التقنية تحتاج لكمية كبيرة من الماء، لو تخيلنا أن كل مبنى يستخدم هذه التقنية في منزله لاستهلكنا كمية هائلة جدا من المياه.

حتى لو تم استخدام هذه التقنية، هذا لا يعني أننا استغنينا تماما عن الكهرباء، هناك مضخات يجب أن تعمل على تدوير المياه من وإلى الأرض لتتم عملية التبادل الحراري.

صحيح أن هذا الاستهلاك الكهربائي أقل بكثير مما تتطلبه المكيفات التقليدية الموجودة الآن في السوق ولكنه استهلاك كهربائي يجب أن تعترف بتواجده.

أخيرا نصل عند التكلفة، هنا يجب أن نقول إن المبلغ الأولي لتشييد وتركيب النظام مرتفع جدا، المدة المطلوبة لاستعادة رأس المال هي بين 5 و10 سنوات.

أتوقع أن أجد هذا النظام منتشرا نوعا ما في السعودية ولكن لا أعلم متى تحديدا، وأنا على يقين بأن المملكة العربية السعودية تسعى دائما للاستفادة من التقنيات الصديقة للبيئة.

HUSSAINBASSI@