عبدالله محمد الشهراني

«وذ نكبة».. تفاقم المشكلة!

الأربعاء - 25 مايو 2022

Wed - 25 May 2022

فينا ومنا من إذا تفوه طفله الصغير «بسبة» أو بكلمة غير لائقة، ضحك أو ربما فرح. ويبدأ بعدها باستعراض هذه (المهارات السلبية) التي يمتلكها طفله أمام ضيوفه أو أصدقائه.

يقول: (يلا قول يا عبودي مثل ذاك اليوم)، والطفل يفهم من طلب أبيه/أمه أن الأمر عادي، فيقول (ماما ....)، (بابا ....)، (يا ...)، ويستمر الأب أو الأم بالقهقهة وهما يعلمان أن هذا السلوك من الطفل خطأ فادح ومشكلة تربوية حقيقية.

لكن البعض يصر على الاستمرار في مثل هذه الممارسات إلى أن يأتي يوم تكون فيه مناسبة كبيرة تضم عددا كبيرا من الأشخاص، أو أن يتواجد الابن أو البنت داخل طائرة أو في مكان عام «مستشفى أو سوق»، فيقول الابن/الطفل ويعيد ما كان الأب والأم يقهقهان عليه، (بابا ...)، (ماما ...)، (يا ....).

عندها تكون المشكلة «وذ نكبة»!. يحمر وجه الأب/الأم، ويتمنى أحدهما -أو كلاهما- لو ابتلعته الأرض، فيحصل التوتر، ويكون العنف -كردة فعل- حاضرا وشديدا؛ فالمشكلة التي سكتنا عنها (بيننا) أصبحت نكبة علينا أمام الملأ.

إن ما حصل سابقا، وما حصل الآن والذي لا نتمنى أن يحصل مستقبلا كان بسببي وسببك، كان ذلك يوم دخلنا على حساب تافه وشاهدنا محتواه السخيف من باب العلم بالشيء (لأنه يقولون أن متابيعنه/ها، وترى أن لا أتابعه/ها).

لقد تسببنا في زيادة عدد مشاهدي فيديوهات تلك الحسابات على يوتيوب أو سناب شات أو تويتر وغيرها.

إن ما تشاهده في جوالك لم يعد مقصورا عليك أو خاصا بك، بل أصبح أمرا يعكس دورك في المجتمع. فالمشاهدات التي تأتي من باب التخلص من «الطفش» هي تمثل بشكل أو بآخر نوعا من السكوت على مشكلة تبدأ صغيرة مثل كرة الثلج إلى أن تتدحرج بسرعة عالية وتكبر وتصبح «وذ نكبة» على من لم يقف أمامها حين كانت مجرد مشكلة صغيرة، ويومها تصبح المشكلة -التي كانت صغيرة- كارثة مدوية يتجاوز صداها المحيط الداخلي، حتى يشعر بها من يعيشون في المحيط الخارجي، ويتأذى بسببها ويشكو منها الغريب، حينها نعلم أننا قد تجاهلنا المشكلة الصغيرة حتى أصبحت «وذ نكبة» علينا.

مشاهداتنا على مواقع التواصل الاجتماعي لم تعد شأنا خاصا أو أمرا شخصيا، بل مسؤولية مجتمعية.

ALSHAHRANI_1400@