إيمان أشقر

الخميس 11 مايو 2000 (تواضع الكبار)

الاحد - 15 مايو 2022

Sun - 15 May 2022

قبل 22 عاما، اتفقنا خريجات الدفعة الأولى والثانية من كلية الطب جامعة الملك عبدالعزيز على إقامة حفل مرور 18 عاما على التخرج، وكلفت أنا بتنظيم ذلك الحفل. كان حفل تخرجنا في عام 1982 على شرف حرم جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز الأميرة الجوهرة آل ابراهيم. وحين قررنا إقامة الحفل وفي لحظة حماس، أخبرت صديقاتي أني سأدعو الأميرة حصة الشعلان، حرم الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي كان وليا للعهد حينها. كان تحديا لي وإجماعا في الرأي بأنها قد لا تأتي، فالدعوة غير رسمية.

في يوم الثلاثاء وقبل الحفل بيومين، ذهبت إلى قصر الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ببطاقة الدعوة وقدمتها لمندوب الأميرة. يوم الخميس وفي تمام الساعة الثامنة والنصف مساء وأنا في استقبال الضيوف، تقدمت سيدة جميلة هادئة ترافقها سيدة واحدة فقط، رحبت بها وأثناء مصافحتها سألتها من تكون، أجابت «حصة الشعلان» بدون ألقاب، كان حضورها ثراء التواضع وأدب الكبار ورقيا ملكيا، بوجودها أعادت سعادة الطبيبات في يوم تخرجنا الأول. كانت بيننا كأنها أخت وصديقة زمن، وقبل أن تغادرنا دعتنا لحفل خاص في قصرها العامر واحتفلت بنا كما يليق بالكبار.

بعدها بأسبوع دعانا البروفيسور الدكتور عبدالله باسلامة (الذي كان العميد الأول لكلية الطب وأستاذنا والأب الروحي لنا جميعا) لزيارته في منزله العامر والاحتفال بنا.

كانت العلاقة بين أساتذتنا في تلك المرحلة علاقة الأخ الأكبر وأخواته اللاتي يفتخر بهن (كل الود والحب والوفاء للبروفيسورة الدكتورة سميرة أسلام، أول عميدة لكلية طب البنات، والتي كانت الأم والأخت والقدوة وشعلة الطموح والإصرار على النجاح، صادق الود وأجمله للأساتذة الكبار البروفيسور أسامة شبكشي حفظه الله، والبرفيسور خليل سلمان حفظه الله، وباقي الأطباء الذين تعلمنا منهم الأخلاق الطبية والعطاء بلا مقابل وحب العلم وإكمال الرسالة).

وفي أول أسبوع لنا في المستشفى العسكري (مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة) كان لنا شرف السلام على الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران، صافحنا وأخبرنا بسعادته وفخره وهو يرى طبيبات سعوديات وكيف أن «الغد لنا وبنا».

ثرية كانت أيامنا لأننا تعلمنا من الكبار ورافقنا الكبار، صادفتني هذه الذكرى وأنا أقلب أوراقي الثرية بتواضع الكبار، ووفاء لهم ولها ذكرته الآن. (الكثير الكثير من الكبار مروا بنا وتركوا بصماتهم الحية على قلوبنا، وما زلت أتمنى لو أسطرها في كتاب).

الآن أتمنى أن تعود اللحظة ونلتقي مع زميلاتي وأخواتي وصديقاتي في حفل تقاعد مشترك بعد أن انتهينا من تقديم الرسالة وتسلم بعدنا لواء العطاء الدفع الكثيرة التي تلت.

حتى ذلك الحين سأكمل تقليب الصفحات.

@DrEmanMA